صلوات

التأمُّلُ السابعُ حول مار يوسف: مجد القديس يوسف

مجد القديس يوسف

ننقل لكم سبع تأمّلات حول مار يوسف كتبها القدّيس ألفونس ماري دي ليغوري. هذا هو التأمّل السّابع: مجد القديس يوسف.

“أيها العبدُ الصالحُ الأمين، كنتَ أمينًا على القليلِ، ادخل فرحَ سيّدكَ”.

إنَّ المجدَ الذي يعطيه الله لقدّيسيه يكونُ مساويًا لقداسةِ حياتِهم على الأرضِ. وكي تكونَ لدينا فكرةٌ عن حياةِ القدّيسِ يوسُف، علينا الانتباهَ إلى ما يقوله الإنجيل فَحَسْبُ:”ويوسُف خطِّيبها كان بارًّا…”، فكلمةُ “بارّ” تعني الرجل الذي يحملُ كلَّ الفضائل، لأنّ أيّ شخصٍ تنقصهُ فضيلةٌ واحدةٌ لن يستحقَّ أن يكونَ بارًّا. لكن بما انّ الروحَ القدسَ سمّى يوسُف رجلًا بارًّا، حين اختيرَ عروسًا لمريم، تأمّلوا إذاً الحُبَّ الإلهي والفضائلَ التي اُغدِقتْ عليه من جراءِ الأحاديثِ المُتَبادَلة مع خطِّيبته الفائقةِ القداسة ومثالِ الفضائلِ الكامل. إن كانت كلمةٌ واحدةٌ من مريم كافية لتقديس يوحنّا المعمدان، و”امتلاءت أليصاباتُ من الروح القدس”، فكم هي كاملة درجةُ القداسةِ التي توصَّلت إليها نفسُ يوسُف بتبادلِ الأحاديثِ اليوميَّة التي قام بها مع مريمَ لوقتٍ دامَ نحو خمسٍ وعشرين سنةٍ، بحسبِ التقاليد؟ عِلاوةً على ذلك، أيّ نموٍ للفضائلِ لا يمكننا أن نتوقـَّعَ أنّ يحصلَ عليها يوسُف بالعيش اليوميّ، مدّة ثلاثين سنة، مع القداسةِ بحدّ ذاتها، أي مع يسوع المسيح، الذي كان على يوسُف أن يخدمَهُ ويُغذِّيه ويساعدَه على كلِّ مُتطلِّبات حياتِه؟ إن كان اللهُ قد وعدَ بمكافأةِ مَن يُقدّمَ باسمهِ كأسَ ماءٍ باردٍ إلى فقيرٍ، فتأمّلوا مجدَ السماءِ الذي أعدّه ليوسُف، الذي أنقذَه من أيدي هيرودس، ووفّرَ له المأكلَ والملبسَ، وحملَهُ على ذراعَيهِ، وربّاه بكلّ حنانٍ! علينا أن نفكـِّرَ حتمًا في أنّ حياة يوسُف التي مرّت أمامَ عينَي يسوع ومريم وفي حضرتِهما، لم تكنْ سوى صلاةٍ مستمرةٍ اغتنتْ بأعمالِ الإيمانِ والثقةِ والمحبَّةِ والخضوعِ والأعطيات. لكن إن كانت المكافأة توازي استحقاقاتِ الإنسان في حياته، تأمّلوا عَظيمَ المجدِ الذي سيناله يوسُف في الفردوس.

يقارن القدّيس أغسطينوس كل القدّيسين الآخرين بالنجوم، لكن القدّيس يوسُف فيقارنه بالشمس. أمّا الأب سواريز فيرى كم هو منطقيٌّ أن يتخطى استحقاق يوسُف للقداسة والمجد، بعد مريم، كل استحقاقات القدّيسين الآخرين. وبالتالي، يستنتجُ الطوباويّ بيرنادين دو بوستيس أنّ القدّيس يوسُف يُملي، نوعًا ما، على يسوع ومريم ما يريدُه إن أرادَ الحصولَ على نعمةٍ ما من أجل الذين يثقون به.

تأملات وصلوات:

يا راعيَّ القدّيس، بما أنّك اليومَ في السماءِ تَنعَمُ بكلِّ السعادةِ، جالسًا على عرشٍ مرتفعٍ بقربِ حبيبِك يسوع، الذي خضَع لك على الأرض، أشفِقْ عليّ. إنّك ترى أنّني أعيشُ في وسطِ أعداءٍ كثيرين، وشياطينَ وإغراءاتٍ سيئة لا تُحصى، تهاجمني باستمرارٍ لأخسرَ نعمةَ الرّبّ. أتوسَّل إليك، باسم النعمةِ التي نلتَها، في أن أتمتَّع طَوالَ الوقتِ برفقةِ يسوعَ ومريم، استمدَّ لي نعمةَ أن أعيش ما تبقى من حياتي متّحدًا اتحادّا تامًّا بالله، وأن أقاومَ كلَّ هجماتِ جهنّم، وأن أموتَ بحُبّ يسوع ومريم، لأكون يومًا أهلًا لأتمتَّع برفقتِهما في ملكوتِ الطوباويّين.

أيتها العذراءُ الفائقةُ القداسة، يا مريم، يا أمّي، متى سأتحرّرُ مِنْ خَطرِ أن اُخطئ مُجددًا فيُسمَح لي بأن أرتميَ عند قدمَيك ولا أنفصلَ عنك؟ أنتِ القادرة على مساعدتي للحصولِ على هذا المجد.

وأنتَ يا يسوع، يا حبيبي، يا مخلـِّصي الغالي، متى يَحقّ لي أن أنالك في السماء وأن أحبَّكَ شخصيًّا وجهًا لوجه، وأطمَئنّ إلى أنّني لن أخسرَك؟ طالما أنا على الأرض، أنا في خطرٍ دائم. ربّي وإلهي! يا خَيريَ الأوحد، باستحقاقاتِ القدّيس يوسُف الذي تُحبُّه وتُكرمُّه كثيرًا في السماء، وباستحقاقاتِ مريمَ أمِّكَ، خصوصًا باستحقاقِ حياتِك وموتِك اللذَين أعطيتني فيهما خيراتٍ كثيرة وآمالًا غالية، لا تسمحْ يومًا بأن أنفصلَ عن حبّكَ في هذه الدنيا. لكن أعطني أن آتي إلى وطنِ المحبَّةِ هذا لتكون لي، واُحبّك من كل قلبي، لئلاّ أنفصلَ يومًا عن حضورِك ومحبَّتِك إلى الأبد. آمين، هذا رجائي، فليكن كذلك! آمين آمين آمين.

لبقيّة التأمّلات:

1. التأمّل الأوّل حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

2. التأمّل الثاني حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

3. التأمّل الثالث حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

4. التأمّل الرابع حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

5. التأمّل الخامس حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

6. التأمّل السّادس حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

7. التأمّل السّابع حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

تسجّل Subscribe على قناتنا على يوتيوب