صلوات

التأمُّلُ الثالثُ حول مار يوسف: اختفاءِ يسوع في الهيكل

ألفونس ماري دي ليغوري

.ننقل لكم سبع تأمّلات حول مار يوسف كتبها القدّيس ألفونس ماري دي ليغوري. هذا هو التأمّل الثالث: اختفاءِ يسوع في الهيكل

“بقيَ الصبيُّ يسوعُ في أورشليم، ووالداه لا يعلمان”.

بما أنّ الوقتَ قد حان للعودةِ من مِصرَ، نبّهَ الملاكُ يوسُف مجددًا بالعودةِ إلى اليهوديَّة مع الطفلِ وأمِّه. ويعتبرُ القدّيس بوناونتور أنّه في هذه العودة، كان ألم يوسُف ومريم أكبرَ ممّا كان عليه في اثناءِ الذهاب، لأنّ يسوعَ كان في السابعةِ من العمرِ تقريبًا، فكان كبيرًا جدًا على أن يُحملَ على يدَيهما، وصغيرًا جدًا على أن يقومَ بسفرٍ طويلٍ على قدمَيه، وبالتالي، كان على هذا الطفلِ الحبيبِ دومًا أن يتوقَّفَ ويرتاحَ على الأرضِ لشدّة التعب. إضافةً إلى ذلك، لنتأمّل في الآلام التي عاشها يوسُف ومريم، بعد عودتهما حين فقدا يسوع في الزيارة التي قاما بها إلى الهيكل. فقد اعتاد يوسُف أنْ يفرحَ جداً عند مرافقة مخلِّصِهِ الحبيبِ ورؤيته. لكن كمْ كان ألمُه كبيرًا، حين حُرِمَ من ذلك لمدّة ثلاثة أيام، دون التأكّد من إيجاده أو فهم سبب هذا الاختفاء! كان ألمُه هذا كبيرًا، لأنّ الراعي القدّيس، بتواضعِه الفائقِ، خاف من أن يكون قد ارتكبَ أيّ تقصيرٍ، فيقرر يسوع ألاّ يعودَ ليسكنَ في بيتِه، أو لا يعدّهُ أهلًا لرفقتِه ومحبِّتِه وشرفِ خدمتِه والاعتناءِ بكنزٍ بهذا الحجم. ليس هنالك من ألم أكبر لنفسٍ وضعتْ كل حبِّها لإلهها، من أن تُشكِّك في ما إذا أزعجته أو قصّرت في خدمته. فخلال هذه الأيام الثلاثة، لم يستطع يوسُف ولا مريم أنْ يأخذا برهةَ استراحةٍ، لقد بحثا في كل حدبٍ وصوب عن ابنهما الحبيب، والدموعُ تنهمرُ على وجنتيهما طَوالَ تلك المدّة. وهذا ما قالته العذراء حين وجدتْهُ في الهيكل: “يا بنيّ، أيّ ألم سببتهُ لنا حيث بحثنا عنك لثلاثة أيامٍ متألِّمَين دون أن نعرفَ عنك شيئًا!”. لكن لنتأمّل من ناحيةٍ أُخرى بفرحِ يوسُف حين وجدَ يسوع، وعلمَ أنّ سببَ اختفائِه لم يكن من التقصيرِ، بل من الحماسةِ والاندفاعِ لتمجيدِ أبيه السماويّ.

تأملات وصلوات:

يا راعِيَّ القدّيس، كنتَ تذرفُ الدموعَ لأنّك فقدتَ يسوعَ عن ناظرَيك، لكنّنك أحببتهُ كلَّ الأوقات، وقد أحبّكَ كثيرًا، إلى درجةِ أنّه اختارَك أبًا ووصيًّا وحارساً على حياتِه. دعني أذرفُ أنا بدوري دموعًا سخيّـًة، أنا الذي، من أجلِ مخلوقاتٍ عاديّةٍ، وبسبب رغباتي، تخليتُ عن إلهي وفقدته مرارًا، واحتقرتُ نِعمتَه الإلهية. أتضرعُ إليك، بحقِّ آلآم فقدانِ يسوع عن ناظرَيك، أن تمنحني الدموعَ لأذرفها بلا انقطاعٍ على الإساءات التي ارتكبتُها بحقِّ معلمي الإلهي.

وباسمِ الفرحِ الذي شعرتَ به حين وجدتَه في الهيكل، امنحني سعادَةَ أن أجدَهُ مُجددًا حين أعودُ بنعمتِه إلى داخلي فلا أفقِده أبدًا.

وأنتِ، يا مريم، يا أمّي، يا ملجأ الخطأة، لا تتخلَي عنّي، بل اشفقي عليَّ! وإن كنتُ قد أهنتُ ابنكِ، فأنا أتوبُ اليوم من كلِّ قلبي، وإِنّي مستعدٌ أن أفقِدَ حياتي ألفَ مرةٍ قبلَ أن أفقِدَ نعمتَه الإلهية. صلّي إليه ليسامحني ويعطيني نعمةَ المثابرة المقدسة.

وأنتَ، يا يسوع يا حبيبي، إن لم تُسامحني بعد، سامحني الآن. فأنا أكرَهُ كلَ ما ارتكبته من خطايا بحقِّكَ، وأشعرُ بآلآمٍ مبرّحة، واُريدُ الموتَ متألِّمًا. ولأنّي اُحِبُّـك، أختارُ نعمتَك ومحبَّـتَك فوق كلّ ممالِك هذه الدنيا. يا إلهي، أعِنّي كي اُحبّك دائمًا وأمتنعُ عن إهانتِك إلى الأبد. آمين.

لبقيّة التأمّلات:

1. التأمّل الأوّل حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

2. التأمّل الثاني حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

3. التأمّل الثالث حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

4. التأمّل الرابع حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

5. التأمّل الخامس حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

6. التأمّل السّادس حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

7. التأمّل السّابع حول مار يوسف للقدّيس ألفونس دي ليغوري

تسجّل Subscribe على قناتنا على يوتيوب