مقالات

لماذا نصوم؟

لماذا نصوم؟

مع بداية الصوم قد يتوارد إلى ذهننا السؤال الكلاسيكي الذي يُطرح كلّ عامٍ مع بداية الصوم الكبير وهو: “لماذا نصوم؟” لكن قبل الإجابة، يجب التذكير أنّ الصوم الكبير يتمّ عبر الصوم والصلاة والصدقة كما علّمنا المسيح في الإنجيل (متّى 6: 1-16) وكما شدّد دائماً التقليد المسيحي.

للإجابة على السؤال، هذه أسباب للصوم مأخوذة من الرسائل المتعدّدة للبابا فرنسيس في السنوات الأخيرة لزمن الصوم أضفنا إليها بعض التأمّلات الشخصيّة نتمنّى أن تزيد معنى على صومكم المقدّس.

  1. نصوم كي لا نقع في تجربة “التهام” كلّ شيء لإشباع جشعنا. فنقبل عندها القدرة على المعاناة محبّةً بالآخرين، فوحدها المحبّة قادرة على ملء فراغ قلوبنا.
  2. نصوم كي نتذكّر أنّنا من التراب وإلى التراب نعود. فنعيش مسيرة توبةٍ جميعنا معاً كشعب الربّ فننال من الربّ المغفرة.
  3. نصوم لنلتقي، عبر جوعنا الجسدي، مع ضعفنا البشري الشخصي. فنعلم أنّ يسوع قَبِلَ هذا الضعف على الصليب جاعلاً منه قصّة خلاص.
  4.  نصوم لإعادة اكتشاف عطيّة الله ونتذكّر أنّنا على صورته ومثاله فنعيش بحسب كلمة الله.
  5. في الصوم نساعد الفقراء، لنتذكّر تقاسم الغنى وليس تكديسه من أجل الذات والأنا. فنكنز لنا كنز محبّةٍ عبر مساعدة القريب.
  6. بالصلاة خلال زمن الصوم نتآلف مع الله. فزمن الصوم يكثّف صلاتنا، ويزيد حديثنا مع الله، لكي نعتاد الكلام مع الربّ فنهمس له في سرّاء وضرّاء السنة كلّها.
  7. نصوم لننبذ الأصوات الكاذبة التي تدعونا للعيش دون الله. الأصوات التي بمنطقها الملتوي تهدّد بإطفاء المحبّة في القلوب، فنعيد بالصوم إشعال قلوبنا بنار قلب المسيح المصلوب. لأنّ المحبّة ولو فترت في قلوبنا لن تفتر أبداً في قلب الله!
  8. نصوم لنتحرّر! لنتحرّر من المنتجات الاستهلاكية، ونفتح أبواب قلوبنا للذي يأتي إلينا فقيرًا في كلّ شيء.
  9. نصوم لنتمرّس العيش بحسب منطق الصليب. المنطق الذي فيه الألم ليس ألماً محبطاً بل ألماً خلاصيّاً وحياة…
  10. كما سار شعب الله أربعين سنة في الصحراء ليصلوا لأرض الميعاد، نصوم أربعين يوماً تحضيراً لفصح المسيح فنعيش معه أنوار القيامة. لأنّ العيش معه هو العيش في أرض الميعاد.
  11. نصوم لنعيش نوعاً من “البريّة” الروحيّة، كما صام النبي إيليّا أربعين يوماً في البريّة، فنسمع في تلك البريّة صوت الله.
  12. نصوم كما فعل المسيح أربعين يوماّ، لنتغلّب على تجارب الشيطان ونذكر أنّه: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، «لا تجرّب الربّ إلهك» وأنّ «للربّ إِلهِكَ تسجُد، وإِيَّاه وَحدَه تَعبُد».
  13. نصوم لنجسّد سرّ فصح المسيح في حياتنا عبر الصوم والصلاة والصدقة، حتّى إذا عاينّا “قبورنا” يوم فصح القيامة نجدها فارغة!

صوم مبارك!


تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لقراءة هذا المقال ندعوك لمشاركته مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت يعطيك معنى لحياتك كما أعطاك معنى للصوم