الموارنة
مقالات

أين الموارنة اليوم من مارون القدّيس؟

موقع Allah Mahabba – أين الموارنة اليوم من مارون القدّيس؟

أين الموارنة اليوم من مارون القدّيس؟ كلّنا مارون في عيد مار مارون…
مُنقسِمون فيما بينهم، يتقاتلون مع بعضهم، يَشتُمون كرامة أنفسهم، يشترون فسادَ حُكمِهِم، يرفضون في البيت الواحد شقيقهم، مُتخاصمون “حتّى الدّم” مع جارهم، يَرشقون كنيستَهم، وحتّى يشتمون الله تعبيراً عن رجوليّتهم،… هذه هي حال العديد من الموارنة في كنيسة مارون القدّيس.

أين الموارنة اليوم من عزم مارون على الثبات في ظلّ الانقسامات حينها؟
أين الموارنة اليوم من سلام وصفاء مارون في عيشه محبّة الآخر؟
أين الموارنة اليوم من لسان مارون الذي رفع به كرامة المسيحي؟
أين الموارنة اليوم من عدالة مارون وحكم شريعة الله في حياته فوق كلّ سلاطين العالم؟
أين الموارنة اليوم من عيش مارون للأخوّة لبناء كنيسة أفضل؟
أين الموارنة اليوم من شهادة مارون التي روَت حبّاً دمّ شهداء الكنيسة؟
أين الموارنة اليوم من كرامة الكنيسة لدى مارون فوق كرامته الشخصيَّة؟
أين نحن اليوم من تسليم حياة مارون كليَّاً لله؟

أين نحن اليوم من مارون القدّيس الذي نحمل اسمه بكلّ فخر واعتزاز، ونجاهر به أمام الآخرين؟ لا تستيقظ فينا مارونيّتنا إلا في شؤون السياسة ومشاغل الأحزاب. لا تستيقظ فينا مارونيّتنا إلا في صالونات السّفراء وعلى طاولات رجال الأعمال، بينما مارون اشتاق لصلوات وإيمان أجدادنا وجدّاتنا، ولمسة ركابهم التي لامست الأرض صلاةً والسّماء تضرّعاً.

أتخيَّل لو جاء مارون لبناننا وشرقنا اليوم، ماذا يشعر حين يرى بضعة قليلة من الموارنة، يحملون مسابحهم وعلى شفافهم أنشودة الصلاة، بينما آخرون قد نكروا إيمان كنيستهم المارونيّة الكاثوليكيّة وتبِعوا انشقاقات وبِدَع وخرافات دينيّة؟ ماذا يشعر حين يرى أكثر معظم أبناء الضيعة أو المدينة الواحدة في المطاعم والنوادي والشاليهات وقد تركوا الله خارجاً؟ ماذا يشعر حين يرى رجالات الدولة الموارنة ينهشون أبناءَهم ويغرقونهم في الفساد والضيقة والتحقير الانساني؟

أين نحن اليوم من مارون القدّيس؟ نعم يا مارون، هناك العديد من الفساد والضياع والتشتّت بين موارنتك. ولكن، هناك أيضاّ آباء وأمّهات يضحّون بحياتهم من أجل أولادهم، وبيوتهم بيوت دعوات مقدّسة، رهبانيّة واكليريكيّة وعلمانيّة. هناك شبّان وشابات يعملون على نشر كلمة الله حولهم، هم نبض كنيستك وأملها ومستقبلها. وهناك كهنة ورهبان أقسموا بحياتِهم أن ينهجوا نهجَكَ وتبعِوا المسيح فوق كلِّ شيء. فلكلِّ هؤلاء تحيّة إكبار من مارون القدّيس… فكلّنا مارون، في عيد مار مارون…

في مساء الحياة، قد نلتقي مارون القدّيس على دروب بيت الله، فكيف نبادر إليه، هو من وضع أمانة الكنيسة المارونيَّة، وديعة الله، بين أيدينا؟ اليوم، لنتذكّر أين نحن من مارون القدّيس؟ أين نحن من كنيسة مارون القدّيس؟

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لقراءة هذا المقال. ندعوك لمشاركته مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعيطيك نعمة الثبات في محبّة المسيح على مِثال القدّيس مارون.