الافخارستيّا
أخبار وعظات

كلمات رائعة للبابا فرنسيس عن سرّ الافخارستيّا

أطلّ قداسة البابا فرنسيس يوم الأحد 6 حزيران 2021 من شبّاكه ليصلّي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة الفاتيكان صلاة التبشير الملائكي، وقال: “يقدّم لنا الإنجيل رواية العشاء الأخير. إنَّ كلمات الرب وتصرفاته تلمس قلوبنا: يأخذ الخبز في يديه، ويلفظ البركة، ويكسره ويناوله للتلاميذ قائلاً: “خُذوا، هذا هو جَسَدي”.
وبكلّ بساطة، أعطانا يسوع أعظم سرّ. إنَّ لفتته هي لفتة متواضعة للعطاء والمشاركة. ففي ذروة حياته، لم يوزع الخبز بوفرة لكي يُطعم الجموع، بل كسر نفسه في العشاء الفصحي مع التلاميذ. بهذه الطريقة يُظهر لنا يسوع أنّ هدف الحياة يكمن في بذل الذات، وأنّ أعظم شيء هو الخدمة. واليوم نجد عظمة الله في قطعة خبز، في هشاشة تفيض بالحب والمشاركة. إنَّ الهشاشة هي الكلمة التي أرغب في أن أُسلِّط الضوء عليها. يصبح يسوع هشًّا مثل الخبز الذي ينكسر ويتفتت. ولكن هذا هو المكان الذي تكمن فيه قوته. في الإفخارستيا تُصبح الهشاشة قوّة: قوّة الحب الذي يجعل نفسه صغيراً لكي نقبله ولا نخاف منه. قوّة الحب الذي يكسر نفسه وينقسم لكي يغذّي ويعطي الحياة؛ قوة الحب الذي يتجزّأ لكي يجمعنا في الوحدة.

هناك قوّة أخرى تبرز في هشاشة الافخارستيّا: قوّة محبّة الذين يرتكبون الأخطاء. ففي الليلة أُسلِمَ فيها أعطانا يسوع خبز الحياة. أعطانا العطيّة الأعظم فيما كان يختبر في قلبه الهوّة الأعمق: التلميذ الذي يأكل معه، ويغمس اللقمة في الطبق عينه، يخونه. والخيانة هي الألم الأعظم لمن يُحبّ. وماذا فعل يسوع؟ ردَّ على الشر بخير أعظم، وأجاب على “لا” يهوذا بـ “نعم” الرحمة. لم يعاقب الخاطئ، بل بذل حياته من أجله. عندما ننال الإفخارستيا، يفعل يسوع الشيء نفسه معنا: هو يعرفنا، ويعلم أنّنا خطأة ونرتكب الكثير من الأخطاء، لكنه لا يكفُّ عن توحيد حياته بحياتنا. إنه يعلم أننا بحاجة إليها، لأن الإفخارستيا ليست مكافأة للقديسين، بل هي خبز الخطأة. ولهذا يحثنا قائلاً: “خذوا وكلوا”.
في كلّ مرة ننال فيها خبز الحياة، يأتي يسوع ليعطي معنى جديداً لضعفنا. ويذكّرنا أنّنا في عينيه أثمن ممّا نعتقد. ويقول لنا إنّه يسعد إن شاركناه ضعفنا. ويكرّر لنا أنّ رحمته لا تخاف من بؤسنا. ولا سيّما، يشفينا بحبٍّ من تلك النواقص التي لا يمكننا وحدنا أن نُشفى منها: الشعور بالاستياء تجاه الذين آذونا؛ الابتعاد عن الآخرين والانطواء على ذواتنا، والبكاء على أنفسنا والتذمّر دون أن نجد السلام. الإفخارستيّا هي دواء فعّال ضدّ هذه الانغلاقات. في الواقع، إنَّ خبز الحياة يشفي القساوة ويحوّلها إلى طاعة. إنّ الإفخارستيا تشفي لأنها توحِّدنا بيسوع: هي تجعلنا نقبل أسلوب حياته، وقدرته على كسر ذواتنا وتقديمها لإخوتنا، وعلى الرد على الشرّ بالخير. هي تمنحنا الشجاعة لكي نخرج من ذواتنا وننحني بمحبّة على ضعف الآخرين. كما يفعل الله معنا. هذا هو منطق الافخارستيّا: ننال يسوع الذي يحبّنا ويشفي ضعفنا لكي نحبّ الآخرين ونساعدهم في ضعفهم.

لتساعدنا العذراء القديسة، التي صار الله فيها جسدًا، لكي نقبل عطيّة الافخارستيّا بقلب ممتنّ، ونجعل من حياتنا عطيّة أيضاً”.

المرجع: Vatican News

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “كلمات رائعة للبابا فرنسيس عن سرّ الافخارستيّا”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن يعطيك نعمة الاتّحاد بسرّ حبّه في سرّ الافخارستيا.