مقالات

شربل المرسل

شربل المرسل
Provided by: Jokassis / Pexels

موقع Allah Mahabba – شربل المرسل

مِن أعلى قِمَّةٍ في الشَرقِ الى أعلى قِمَّةٍ في الخَلقِ، تأبَّدَ شَربِلُ مُرسَلاً ثالوثيِّاً.
طَريقُهُ، مِنَ رِفعَةِ الأرزِ الذي غَرَسَهُ الآبُ بَيَديه الى الإبن المَرفوعِ مِن مَجدِ الأرزِ لَهُ، بِروحِ الجَوهَرِ.
وَرِسالَتُهُ: مِنَ اللاكَلِمَةِ الى ذُرى مَن هو الكَلِمَةُ.
لا! لم يَختبىء شَربِلُ أسيرَ الصَمتِ، الذي هو عَدَميَّةُ الكَلِمَةِ.
بَعضُ القِدِّيسينَ يُمضونَ الى أقاصيَ الأرضِ، تَلبيِةً لِلكَلِمَةِ الآتيَ طَريقاً، وَحقَّاً، وَحياةً، للجِنسِ البَشَريِّ.
هو مَضى الى أقاصيَ السَماءِ، هُناكَ حَيثُ مَراقي التَجَرُّدِ مِمَّا في الأرضيَّاتِ مِن مُعطَياتِ تيهِ الأزمِنَةِ والأمكِنَةِ، وبَديهيَّاتِ أباطيلَ الإنتِماءاتِ المَرحَليَّة، وفَناءِ اللامُكَلمَنِ.
هو إرتقى مِن إكتِمالِ تَمتَماتِ الشَفَتينِ الى كَمالِ نَبضِ الصُعودِ، الى كُلِيَّةِ قُدرَةِ الكَينونَةِ، الى ذُروَةِ فِعلِ المُتكَلمِنَ الوَحيدَ في بَني الإنسانِ: إبنَ اللهِ الفاديَ.
هو إنبَسَطَ ذَبيحَةَ حَقٍّ أبديَّةً فَوقَ أعلى قِمَتيّ الوجودِ: لبنانُ وَالسماءُ، وَقَد وَحَّدَهُما مَذبَحاً واحِداً، لا إنفِصامَ فيهِ، طالما الجَوهَرُ فاعِلٌ، طالما الكَلِمَةُ حَيٌّ.
مِن هُناكَ، مِن هذا الفَوقِ الدائِمِ في الحَياةِ، يَقِفُ ليُجابِهَ بِذاتِهِ وِفِعلِهِ الغامِرَينِ، بيلاطُسييِّ الدُهورِ، أولَئِكَ الذينَ ما يَنفَكُّوا يَسألونَ كُلَّ مُرسَلٍ، نَهَبوا وَقعَ خُطاهُ وَغَسلوا أيديهِم مِن سَفكِ خَفقاتِهِ: “وما هو الحقُّ؟”
فَيَا أيُّها الهادِرُ في العالَمِ، تُعليهِ مَدىً أقصى للكَلِمَةِ-الخَلاصَ الذي ما تَكَلمَنتَ إلَّا بِهِ، عَلِّمنا، مِثلَكَ، كَما في بَدءٍ مَنكَ، أن نَتَجَسَّدَ فيه مُلتَقى طُرُقِ إليهِ، وَمِنهُ الى إدراكِ السَماءِ.
وَيا أيُّها المَجروحُ عَن كُلِّ لاحَقيقَةٍ في العالَمَ، إجعَل أيدينا تَرفَعُ، مِثلَكَ، كَما في إستِكمالٍ مِنكَ، قَرابينَ التَحَنُّنِ إعتِناقاً، وَخَمراً بِهِ نُعتَقُ مِن سَلاسِلَ الباطِلِ.
أيُّها الضَميرُ المُخاطِبُ في العالَمِ بَني الإنسانِ المُنسَحِقينَ في وَدايا الدُموعِ، إختُمنا بِيَقينِ الذي ما كُنتَ إلَّا حِوارَ كَلِمَتِهِ، هوَ الذي أزالَ الزَوالَ، مُمِيتاً المَوتَ، لِنَغدو هويَّتَهُ وَزَخمَ مَواجيدِهِ، فَنَفوحَ مِثلَكَ، كَما في بُلوغٍ مِنكَ، أنَّنا مِنَ السَماءِ، أنَّنا مِن لبنانَ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “شربل المرسل”. ندعوك لمشاركة هذه الصورة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن يعطيك نعمة القداسة وأن تحبّه على مثال القدّيس شربل مخلوف.