مقالات

الجديد في سينودس نسير معًا

نسير معًا
الصورة عن موقع فاتيكان نيوز

موقع Allah Mahabba

نسير معًا

الجديد في سينودس

من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة رسالة

في عالم سريع التغيّرات، تسود فيه الأنانيّة والنسبيّة كمبدأ سامٍ للعيش، وتأليه الذات والشهوات وعبادة الماديات، وتكريس الفلسفة الوجوديّة المناديَة بـعبثيّة الوجود، إلى حدّ اعتبار القتل «رحيمًا» والإجهاض حقًّا من حقوق المرأة، والمرح والسفر غاية الجهاد… يُضاف إليها اضطهادٌ مقنّعٌ بسلاح التَّسخيف والاستخفاف ببشرى سارّة تدعو إلى محبّة تتجسّد بالتضحية وبَذْل الذات والجهاد في سبيل الخير وفي سبيل الملكوت.

روح العلمنة الملحدة، المصبوغة بالأفكار المجرّدة والباردة، تمكنّت من التسلّل إلى قلوب كثيرٍ من المعمدّين، وجرفتهم بعيدًا عن يسوع القائم من بين الأموات، وهذه الروح أغْوَت حتّى عددًا ليس بقليلٍ من المكرسّين والمكرّسات الّذين ساد الفراغ قلوبهم، وغدا يهوذا الإسخريوطي أيقونتهم، فأساؤوا الأمانة لوديعة الإيمان ولدم ابن الله يسوع المسيح وجعلوا من البشارة تجارة، ومن الخدمة تسلّطًا، ومن ثوب الفقر قناعًا لإلحادهم وفجورهم، فغدوا ذئابًا تفتك بأبناء الكنيسة، جسد يسوع المسيح الظاهر في العالم.

يُضاف إلى كلّ ذلك وباء كورونا الذي ذكّر الإنسانيّة العابدة لذاتها والمتباهية بإنجازاتها العلميّة، بهشاشة وجودها وسهولة إبادتها؛

أمام هذا الواقع، فها هو الروح القدس يعصف مجدّدًا في الكنيسة ويُلهم خليفة بطرس إعلان سينودس بعنوان من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة، رسالة.

تحمل هذه الدعوة قوّة القيامة، قوّة الروح القدس التي أقامت لعازر من القبر، فهي دعوة للكنيسة، دعوة لكلّ معمّد في الكنيسة ليستفيق من النوم، ويلبس حلّة العرس ويصغي إلى ما يقوله الروح للكنائس.

الجديد والثوري في هذا السينودس هو الانطلاق من الرعايا، من شعب الله. في هذا السينودس دعوة لجميع المعمّدين، إلى أن يثوروا على ذواتهم، ويرفضوا أن يكونوا مسيحيّي المناسبات، وأن تعود بشرى موت يسوع وقيامته محور حياتهم العائليّة والزوجيّة والعمليّة والدراسيّة. هذا السينودس هو دعوة لكلّ معمّد ليُصغيَ إلى الروح القدس، ذاك الروح الذي وَلَدَ طالب العماد في جرن المعموديّة عضوًا في الكنيسة، جسد المسيح، والذي يمنح كلّ معمّد موهبة خاصّة لبناء الكنيسة، موهبة تتميّز بفرادتها وبتكاملها مع جميع أعضاء الجسد.هذا السينودس دعوة لكلّ معمّد لتجديد أمانته في إعلان البشرى السارّة وفي وضعَ مواهبه في خدمة الكنيسة أي شعب الله الذي يسير في التاريخ نحو الملكوت.

هذا السينودس دعوة لنُصغيَ لإلهامات الروح القدس الذي يُضفي معنىً على الوجود، ويوحّد التاريخ جاعلًا منه تاريخ خلاص، مضرمًا محبّة الملكوت في القلوب، جاعلًا كلّ شيء جديدًا.

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الجديد في سينودس نسير معاً”. ندعوك لمشاركتها مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تثق بأمّنا مريم العذراء، وتضع حياتك وقلبك بين يدَيها، وتتّكل عليها في حلّ كافّة العقد التي تُعيق وصولك إلى القداسة.