مقالات

ومن مِلئِه نِلنَا بأجمَعِنا…

من ملئه

موقع Allah Mahabba – ومن مِلئِه نِلنَا بأجمَعِنا…

ذاتَ ليلٍ طالّبَ نيقوديموس بوجوبِ الولادة “من فوق”… وهو مُدرِكٌ “أنَّه لم يصعَد أحَدٌ الى السماء إلَّا الذي نزِلَ من السماء، إبنُ البشرِ الكائنُ في السماء!”

وكانَ ذاتَ ليلٍ قد نَزِل إلينا بالجَسَد، ليُعطيَ الحياةَ الأبديَّة لكُلِّ ذي جسدٍ، صارخاً في كلٍّ مِنَّا: “إذهب، فإنَّكَ حيٌّ!”

وأنا، على دُرًوب العَالم الذاهبُ إليهِ، مرفوضاً، مرذولاً، مُشَرَّداً، مَنفيَّاً، على صورَتِك كَمِثالِكَ، من بيتَ لحمَ الى مِصرَ فالناصرة، فالجليل وصور صيدا وقانا، وحتى إقاصيَ الأرضِ، ليس لي ثَبَاتٌ إلَّا فِيكَ.

وإذ أقِفُ فارغاٌ أمَامَ حقولِ الحَصَاد، ليس لي مَلءٌ إلَّا فِيكَ، أيُّها الخبزُ الحقُّ والدمُ الحقُّ المُعطَى لي بكلِّيَتِكَ، لتُلازِم كياني. 

بِسرِّكَ هذا أولدُ، في كلِّ ليلٍ، جديداً وما خَشِيَ الدنُّو مِنكَ.

أجل! في هذا فَرَحي فيك يا يسوع: أنتَ قلقي الدائم، الذي به أثبُتُ فيكَ، وأقيم.

أَإِلى هذا الحدِّ جَعَلتَني مَسيحانيّاً، بمِيلادِكَ، مُثمِراً بإتِّحادي بِكَ ثَمَرأ كثيراً، أنا التُربة في أرضِ اللامبالاة؟

وكيف يكونُ لي هذا، أنا المخلوقُ أن أكونَ آيِلاً إلى خالقي لا إلى فناء؟

ها أنذا أعتَرِفُ لكَ، أنَّ أيَّ عقلِ بَشَرٍ لا يُمكِنُه إدرَاكُ مدى تنازُلِكَ هذا: أن تجعَلُني أوَلدُ فيكَ من فوق، وقد نَزِلت إليَّ لترفَعَني: أعطَيتَني كليِّتَك، وبقيِتَ كُلَّ ذاتِكَ.

فَيَا أيُّها الذي يَلدُني في الأبَدِ، إجعَلني آتي مِنكَ وفِيكَ وبِكَ الى العالم، ليؤمنَ أنَّني بكليِّتي لَكَ، من الفَوق، ومن العُمقِ، إلى كلِّ الوجود؟

يا مَن أنتَ مَسعَايَ وفِعليَ الدائِم، في ما هو كائِنٌ وما سيجيء، وجلُّ ما سِواه لا يَعنيني، أعطِني أن أكونَ كثافَةَ قُربِكَ منَ الجميعِ فأُقَرِّبُهُم إليكَ كي لا يبقوا أشياءَ عابرةً من العالم.

ويا مَن “مِن مَلئِه نِلنا بأجمَعِنا”، تَقادِمَ نِعمَتِه، علّمنا أن نُمَسحِنَ الوجودَ، لكي تَرَانا في مِلئِنا، وقد نِلنَا مِنكَ نِعمةً على نِعمةٍ!

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة المقالة الرّوحيّة “ومن مِلئِه نِلنَا بأجمَعِنا…”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!