سنة مار يوسف
مقالات

لن تنتهِ سنة مار يوسف…

موقع Allah Mahabba – لن تنتهِ سنة مار يوسف…

نعم، لن تنتهِ في الثامن من كانون الأوّل 2021 السنة التي خصّصها قداسة البابا فرنسيس للقدّيس يوسف، لأنّ كلّ أيّام حياتنا الأرضيّة ستُصبح ليوسف…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف كيف نعمل ونكون في الخفاء، لكي لا نظهر نحن، بل يظهر الله من خلالنا…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف كيف نثق بصوت الله الذي يأتي ويكلّمنا في ضعفنا، عند استسلامنا، فنعمل مشيئته دون تردّد أو انتظار…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف كيف نحافظ على قدسيّة هياكل أجسادنا، ونطلب الشجاعة لنقدّم ذواتنا ورغباتنا لله، كيف نقدّم ضعفنا واستسلامنا أحياناً لأفكار العالم لكي يأتي هو ويصبح بذاتهِ طهارتنا…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أن نحضن بين أيدينا وفي قلوبنا المسيح في سرّ الافخارستيّا، فننظر إليه ونتأمّل جماله ونجعله ينطبع فينا…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أن نحبّ ونكرّم مريم العذراء، مُدركين ومؤمنين أنّها أمّ الله البتول، فنعيش معها ونطمئن لوجودها…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أن نعمل أعمالاً بسيطة بأيدينا، مُدركين أنّه ليس الغِنى والمناصب هي التي تُعطي العظمة، بل العمل إلى جانب “العظيم” الموجود بقربنا…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أن نبحث عن يسوع إذا أضعناه، وفي ليالي إيماننا، سنظلّ نبحث دون تعب، واثقين أنّنا سنجده… سنجده في الكلمة، في الأسرار، وفي المحبّة…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أن نصلّي ونكون المحبّة في قلب الكنيسة ومع الكنيسة…
كلّ يوم سنتعلّم من يوسف أنّ الحياة الأرضيّة ليست تلك التي نبغيها، بل نتوق إلى فوق، إلى الملكوت، فنموت عن ذواتنا منذ الآن، ونغمض يوماً ما أعيُننا عن هذا العالم ونحن مثله بين يدَي يسوع ومريم

نعم، لن تنتهِ سنة القدّيس يوسف، لأنّ كلّ أيّام حياتنا ستكون لهذا الأب الحنون الذي يسهر على من يطلب شفاعته وحمايته.
وإنّني إذ أستشهد ببضع كلمات كتبتها المعلّمة الكبيرة في الكنيسة، القدّيسة تريزا ليسوع الأفيليّة، عن القدّيس يوسف، التي كانت تحمل له في قلبها ثقةً وإكراماً خاصّة، فتقول:
“اتّخذتُ لي محامياً وشفيعاً القديس يوسف المجيد، ووكلتُ إليهِ ذاتي كلّها…. لا أذكرُ حتّى الآن، أنّي سألته شيئاً إلا استجابني. فما عرفتُ مَن يتعبّد له عبادةً حقيقية ويكرمه إكراماً خاصًّا، إلا ورأيتُه متقدّماً في الفضيلة. إنّه يُفيد النفوس التي تستشفعه فائدةً عُظمى. أذكر أنّي منذ سنوات عدّة وأنا أسأله كلّ سنة في عيدِهِ حاجةً، وقد حقّقها لي دائماً. وإذا كان الطلب ملتوياً، فهو يقوّمه لخيري الأكبر.
أطلبُ حبًّا باللّه، أن يختبر ذلك مَن لا يُصدّق كلامي، فيرى بتجربته الخاصة الخير الكبير في استشفاع هذا الأب المجيد والتعبّد له” (القدّيسة تريزا ليسوع الأفيليّة، كتاب السّيرة، الفصل السادس، ٦-٧).

في ختام سنة القدّيس يوسف، نشكر قداسة البابا فرنسيس الذي أعاد إلى الضوء هذا القدّيس الذي هو دائماً في الخفاء، ووضع بين أيدينا كلماته عن هذا القدّيس العظيم في رسالته “بقلبٍ أبويّ“، لكي نتامّل دائماً في صفات وفضائل هذا القدّيس الذي عرفَ كبار القدّيسين عبر تاريخ الكنيسة أهميّته ودوره العظيم.

فيا أيّها القدّيس يوسف، أيّها الحنون والساهر على أبنائك نضع بين يدَيك وفي حمايتِكَ حياتنا كلّها، في النهار واللّيل، لكي تعلّمنا أن نصمت ونعيش الصمت الذي يعطي السّلام، فلا تكون الكلمة الأخيرة لنا، بل بطاعة متواضعة وصمتٍ عميق تكون الكلمة الأخيرة في حياتنا لربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح.

تابعوا قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “لن تنتهِ سنة مار يوسف …“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة أن تحبّ يسوع فوق كلّ شيء وتكرّم مريم وتسلّمها حياتكَ على مثال القدّيس يوسف!

Avatar photo

الأب جورج بريدي

مرسل لبناني ماروني
دراسات عليا في اللاهوت الروحي في الجامعة الحبرية الغريغورية - روما، إيطاليا