إفتخر بماضيك
مقالات

إفتخر بماضيك السيء، فإنّك على طريق القداسة

موقع Allah Mahabba – “إفتخر بماضيك السيء، فهذا يعني أنك إنسان على طريق القداسة…”

مرّات كثيرة نلتقي بأشخاص قد مضى زمان طويل على لقائنا بهم لآخر مرة، أشخاص كانوا شركاء لنا في الماضي البعيد عن الله؛ أو حتّى نلتقي بأشخاص من المقرّبين جدًا منّا؛ فيسخرون منّا، يسخرون من حاضرنا المملوء من الله، يسخرون من التغيير الذي طرأ على حياتنا بعد لقائنا باللّه، فنسمعهم يقولون:
– “آه، أصبحت الآن قدّيس، ما كنت طيلة حياتك تشتم ولا تدع أحدًا ينجي من شرّ لسانك”.
– “آه، أصحبت الآن عفيف، ما كنت طيلة حياتك لا تدع فتاة إلّا وتقول لها كلمات غير لائقة، وتشاهد الأفلام الخلاعية أو إلخ”.
– “آه، أصبحت الآن تصلّي كثيراً وتذهب إلى الكنيسة، ما كنت طيلة حياتك خاطئ كبير وإلخ”.

كم هو غريب هذا الأمر:
هل ممنوع على الإنسان أن يتغيّر نحو الأفضل؟!
هل ممنوع على الإنسان أن يصلح أخطاءه؟!
هل ممنوع على الإنسان أن يقدّس تاريخه من جديد؟!
هل عار أن يعيش مع المسيح وأن يسمح له بتغيير الماضي؟!

أخي الإنسان، لا تحزن ولا تدَع ذلك يحطّمك، لا تحزن أبدًا إذا يومًا من الأيام عيّرك أحدٌ ما بالماضي السيء الذي كنت به، لا تنحني الرأس خاجِلًا، بل إفتخر بماضيك، نعم إفتخر بما كنتَ عليه.
لماذا يجب أن تفتخر؟!
لأنّ مع كلّ هذا الماضي، الربّ لم يتركك يومًا،
مع كلّ هذا الماضي الربّ أحبّك ودعاكَ لتكون معه،
مع كلّ هذا الماضي إستطعتَ بنعمة الربّ أن تتغيّر، إستعطتَ أن تواجه ذاتك، أن تواجه العالم وتنطلق نحو الأفضل.
مع كلّ هذا الماضي، لم تيأس من المحاولة لكي تولد من جديد.
هذا يعني إنّك إنسان قويّ، جبّار، قدّيس، إنسان لم يستسلم يومًا ولم يرضخ للخطيئة، ولم يرضخ لذاته أو لكلام الناس أو للشيطان، بل داس عليهم وخرج من الروتين، ومن القبر، لحياةٍ جديدة، لم يشأ أن يُبقي آلامه مخدَّرة، بل قرّر أن يواجه جروحاته ويطهّرها بالرغم من الآلام القاسية…

فلماذا يعيّرك الآخر إذًا؟
لأنّ تقدمكَ أظهر كم هو جاهل، كم هو ضعيف.
لأنّ تقدمكَ أظهر كم هو سخيف بحياته الآن.
لأنّ تقدمكَ أظهر له بأنه على خطأ، بأنه مخدّر، وإلخ.
ولأنّ صعودك نحو عالم الربّ سيسببّ له آلام وتحدّيات عديدة وتخلّي كبير، فيفضّل أن يكون كالجبناء أي أن يحاول أن يسحبك نحوه للأسفل من جديد.
فلا تسمح له أن ينتصر عليكَ، لا تدَع ذلك يحطّمك.

يومًا من الأيام، سألني تلميذ في المدرسة: “أبونا، وقت كنت بعمرنا، ما كنت متلنا، ما كنت تشبهنا، تسبّ متلنا، تزنّخ، وإلخ”. فنظرتُ نحوه وقلتُ له: “يا ليتك لم تسأل هذا السؤال. نعم، كنت متلكن، ويمكن أسوأ. فإذًا لأني كنت متلكن وقت كنت بعمركن، صار بحقلّي طالبكن تكونوا متلي وقت تصيروا بعمري، يعني ما بقى عندكن سبب أو حجّة تقولولي، لا، ما فينا نتغيّر، أو صعبة أو شي حجّة. فإذًا صار بحقلّي حاسبك إذا ما تغيرت”.

أخي الإنسان، عندما يذكّرك رفيقك بالماضي السيّء الذي كنت تشاركه به، أنظر إلى عينيه وقل له: “إذاً قُم وتشجّع لأنّك تستطيع أن تتغيّر، قُمْ وانطلق لتشاركني بالحاضر والمستقبل الرائع، لأنّه لم يعد لديك أي حجّة تمنعك من التغيير، طالما إستطعت أنا أن أتغيّر”.
نعم، إفتخر بماضيك السيّء، فهذا يعني أنّك إنسان على طريق القداسة.
تغيير مبارك مع الربّ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “إفتخر بماضيك السيء، فإنّك على طريق القداسة”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تسمح لنعمته بأن تغيّرك نحو الأفضل، نحو إرادة المسيح في حياتك.