لتكن مشيئتك
مقالات

يا ربّ لتكن مشيئتك، لا مشيئتي!

موقع Allah Mahabba
“وتراءى ملاك الرّب لزكريا […] قد استجيب سؤلك […]

بما أعلم ذلك […] ها أنت تُخْرَس […]”
(إنجيل القدّيس لوقا ١)

سنون مرّت وهو يصلّي، يطلب ويتضرّع، يقدّم الذّبائح ويُحرِق البخور، يريد ولدًا، يريد أن  يتحرّر ويُحرّر أليصابات امرأته من عار العقم، وحين سُمِعَ صوته وقُبِلَت طلباته، لم تترك له الوقت ليفرح؛ إذ بشّرته بمجيء الكلمة وسلبته صوته، بشّرته بأنّه سيُصبح أبًا ومنعته أن ينادي بفرحته، أخبرته أنّك ستُزيل عنه نقمة العقم وحرمته من نعمة التكلّم،…
أعدتُ قراءة النّص مئات المرّات كي أفهم كلمتكَ وأعرف قصدَكَ، ولكن بصدق “كلمتك محيرتني“؟! إحترتُ بين المحافظة على ثقتي بمحبّتك اللّامشروطة وبين دفع ثمن استجابة الدّعاء!… وتقول لي لا تحتار؟؟؟

نعم يا بُنيّ لا تحتار؛ صحيحٌ أنّ نتيجة تبشير زكريا بأنّه سيُرزق بولد كانت أن يخسر صوته، ولكن قصدي بعيدٌ عن تشويه صورة المحبّة اللّامشروطة، قصدي جوهره المحافظة على علاقة واضحة ومميّزة بيني وبين زكريا، سوف أفسّر لك أكثر؛
الصّلاة عند اليهود ترتكز على التمتمة، إذ عندهم لا وجود للصّلاة القلبيّة، بل على المُصلّي أن يُصْدِر صوتًا وأن يرافق الصوّت حركات بالجسد. فالمشكلة في صلاة زكريا لم تكن بالظّاهر بل بالدّاخل، صلاته كانت مشروطة، فهو لا يبحث عن مشيئة الله بل يريد أن يتمّم له الله ما يريده، في الزمان والمكان والطريقة التي يريدها هو، وهذا النّوع من الصّلاة لم يتوقّف عند زكريا، فصلاة الكثير من النّاس اليوم تشبه صلاة زكريا آنذاك؛
كان يبحث أن أُحقّق ما يطلبه كما يريد هو، وحين جئتُ أُحقّق طلباته في الوقت الذي يناسبه وبالطريقة التي تفيض الخير عليه وعلى البشريّة، لم يصدّق، وهنا كانت المشكلة، فزكريا كان في صلاته يتكلّم مع نفسه، همّه ذاته، أمّا أنا فهمّي أبعد، همّي خير زكريا وخير البشريّة لذلك كان تدبير صمته بمثابة رياضة تردّه لذاته وتفهمه هدف صمتي،…

وهمّي لم يتبدّل حتّى اليوم، أتفهم يا بني، إنّي سامع طلباتك، حتّى لو لم تَلْمُس تدخّلي؛ إنّي سامع حتّى قبل أن تشتكي، ولكنّي إنتظر الزمان والمكان والطريقة التي تناسب خيرك، فاصمُت وانتظِر لأنّك سترى عظائم الله بأصغر تفاصيل حياتك، ولا تنسَ أن تردّد بثقة وإيمان “لتكن مشيئتك”… يا بُنيّ يا ليتك تكون قد فهمت ولا تدع كلمتي تحيّرك إنّما… إفهم وثق!!!

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “يا ربّ لتكن مشيئتك، لا مشيئتي!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تقول له: “لتكن مشيئتك يا ربّ في حياتي لا مشيئتي!”.