المدارس اللّبنانيّة
مقالات

إلى هذه المدارس اللّبنانيّة، استِحوا…

موقع Allah Mahabba – مليون ومئتي ألفاً سعر مريول للمدرسة!!

هذا ما علمتُ به اليوم من رجلٍ لبنانيّ يعمل في محلٍّ صغير، لا يكاد يؤمّن مدخولاً كافياً لإطعام عائلته في ظلّ كلّ ما نعيشه من أزمات يوميّة، أراد أن يذهب لتسجيل ابنته الصغيرة في إحدى المدارس الكاثوليكيّة: المريول فقط بمليون ومئتي ألف ليرة لبنانيّة! ناهيك عن سعر القسط والقرطاسيّة،…
كيف؟ أرجوكم قولوا لي كيف يمكنه هذا الرجل، وسواه، أن يعيشوا بعد اليوم؟

صرختنا إلى المدارس اللّبنانيّة، وبخاصّة الكاثوليكيّة منها والمسيحيّة، التي ترى ما يجري اليوم في مجتمعنا، والتي تعلم أنّ أغلبيّة الناس غير قادرة على شراء الطعام اليوميّ والدواء اللازم،… صرختنا لطلب الرحمة!
هل المريول بمليون ومئتي ليرة بهذه الأهميّة؟ هل اللّباس المدرسيّ الكامل الذي يصل إلى ثلاثة ملايين ليرة بهذه الضرورة لكي نؤمّن لأولادنا ما هم بأمسّ الحاجة إليه؟ ألا يمكنهم الحضور إلى المدرسة، ذلك إن أمكن مع أزمة المحروقات، بلباس عاديّ محترم؟
ألا يكفي أنّ هنالك العديد والعديد من المعلّمين والعاملين في المدارس الذين فقدوا أعمالهم في السنتَين الأخيرتَين بسبب الأزمة؟ وهم اليوم عاطلون عن العمل، لا يمكنهم حتّى أن يشتروا “مريولاً للمطبخ” في بيوتهم! فقولوا لي، كيف يعلّمون أولادهم؟ كيف يأكلون؟ كيف يعيشون إذا مرِضوا؟

الجميع يتساءَل: هل سيذهب أولادنا إلى المدارس هذه السّنة؟
فيا مدارسنا، إذا غاب الضمير عن رجال الدولة في وطننا، فإنّ ضميركم الذي يحمل صوت الله، عليه أن يكسّر صمم جشعهم!
طوبى لأولئك الرهبان والراهبات أيّام زمان، مَثَل القدّيسة رفقا، الذين عمِلوا على تعليم الأولاد في القُرى، دون أيّة منفعة ذاتيّة. فكانوا بِمَثَلِهِم شهوداً حقيقيّين للمسيح المعلّم!

لسنا هنا لإطلاق السهام على الكنيسة أبداً، ولا نسمح بذلك أبداً، أو حتّى لندين كهنة الله، حاشا! فنحن نعلم كم أنّ هنالك العديد منهم الذين يقدّمون الكثير ويعملون جاهدين لمساعدة أبناء رعاياهم. صرختنا إلى بعض المسؤولين عن مدارسنا ومستشفياتنا التي يجب أن تكون قبل كلّ شيء “رسالات في خدمة المسيح، وتعكس وجه المسيح”، وإلّا فهي لم تعُد بعدُ رسالات مسيحيّة، بل أصبحت مؤسّسات كسواها، دخل إليها سرطان الفساد!

فإلى كلّ مَن جعل من المال ربًّا له، تذكّر كلمات المسيح: “الوَيلُ لَكُم… فإنَّكم تُحَمِّلونَ النَّاسَ أحمالاً ثَقيلة، وأنتُم لا تَمَسُّونَ هذِه الأحمالَ بإحدى أَصابِعِكم” (لوقا 11: 46).

التوقيع: لبنانيّ مؤمن بالمحبّة… ولكن لا يوجد محبّة خارج عن الحقيقة، ولا حقيقة خارج المحبّة!

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “إلى هذه المدارس اللّبنانيّة، استِحوا…”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تشهد للمسيح المعلّم بعيش المحبّة والرحمة في الحقيقة!”.