مقالات

ستحملين وتلدين إبناً… إبن العليِّ يُدعى!

ستحملين وتلدين إبناً… إبن العليِّ يُدعى!
البشارة، رسم بارتولومي موريلّو، 1655-1660

موقع Allah Mahabba – ستحملين وتلدين إبناً… إبن العليِّ يُدعى!

أراها، الصَبيَّةُ-ألعَذراءُ، تَغرَقُ في دَهشَتِها، وَقَد هَتَفَ لَها المَلاكُ تِلكَ الصَرخَةِ.
فَرَحُها، ما تَكَلَّمَ عَلَيهِ أحَدٌ: أحشاؤها سَتَغدو نِقطَةَ إلتِقاءِ الألوهَةَ بالإنسانِيَّةِ، الجَوهَرَ بالتُرابيَّةِ، اللامنظورَ اللامُتناهيَ بالمَنظورِ المَلموسِ… القُدُّوسُ بالواقِعِ. بَلا! سَيَغدو إبنُ الله، الإلَهُ مِن إلَهٍ، مَولوداً مِن عَذراءَ.
وَكان طِفلٌ.
كاهِنٌ بأمِّهِ إبنَةِ هارونَ، وَمَلِكٌ بأبيهِ يوسُفَ إبنِ داودَ… وَلا يَكونَ إنقِضاءٌ لِمُلكِهِ.
إنتَهى زَمَنُ القَلَقِ. إبتَهِجي وَتَهلَّلي أيَّتُها الحَياةُ التي في كُلٍّ مِنّا: نَحنُ لَسنا أبناءَ صُدّفِ الغامِضِ.
لِتَجَسُّدِهِ، هوَ، تَقدِمَةُ جَسَدِكِ، فأزهِري بالمَلءِ والكَمالِ. فيكِ الله حاضِرٌ بِبُعدِهِ الإلَهيِّ حَيثُ لا يَزولُ بَعدُ أبَداً بُعدُكِ الإنسانيُّ.
هيَ العَذراءُ-الصَبيَّةُ، في ديناميَّةِ ذاكَ الحُبِّ الغامِرِ، الطالِبِ، بِكُلِّ البَساطَةِ، أن تَحمِلَهُ. أن تُعطيهِ زَمَنَها… ليَصيرَ فينا واحِداً.
المَسيحُ فينا، عابِراً عَتَبَةَ أسرارِنا؟
بَلا! هوَ آتٍ إلَينا، وَيداهُ مَفتوحَتانِ على إتِّساعِ صُلبانِنا… لِلِقائِنا.
يا لِوِسعِ عَطيَّتِهِ: لَقَد صَنَع بِنا العَجائِبَ، وَنَحنُ لَهُ نَصرُخُ: نَحنُ نُعَظِّمُكَ!
إغفِر سؤاليَ: أنَحنُ نَجعَلُكَ عَظيماً؟ بَلا! أسمَعُهُ يُتَمتِمُ: في قَبولِكُم ليَ، أنتُمُ تَحمِلونَ سِرَّ فِعلي في إدهاشِ الأجيالِ… كَما مَريَم.
فَيا أيَّتُها الَتي جَعَلَت بِفَرَحِها الإيمانَ ما هوَ عَلَيهِ: ضِيافَةُ الإلَهِ المُغرَمِ بِنا، أعطِنا أن تَبقى أجسادُنا هياكِلَ الأبنِ المُتَجَسِّدِ مِنكِ، لِنَبقى وإيّاهُ مُتعانِقانِ، وَقَد تَوَهَّجنا فَرَحاً مِن لَهيبِ مَحبوبِيَّتِهِ لَنا.
وَيا مَن بِهِ صارَ العَليُّ “ابّا”، إجعَلنا زاخِرينَ بِخَفَقانِ قَلبِهِ في إيقاعاتِ هَذا العالَمِ القابِعِ في ظِلالَ المَوتِ، فَنَسمَعَ صَوتَ جلالِهِ الخَصيبِ يَقولُ لِكُلٍّ مِنّا: “وأنتَ إبني، أنا اليَومَ وَلَدتُكَ.”
أيَّها الذي خَلَّصنا مِن نواميسِ الفَناءِ التُرابيِّ وأبرأنا مِنَ الحَرفِ، الذي لا قَبلَ لَكَ وَلا بَعد، إرفَعنا يَقينَكَ في أمانيَ أقواسِ الرَجاءِ، الطالِعَةِ الى صَفاءِ أفياءِ الخَلاصِ، لِكَيما نَهتِفَ بِدَهشَةِ مَريَمَ الكَنيزَةِ لِرَسولِ أبيكَ مِن سَماواتِهِ: “نَحنُ لَهُ في الخِدمَةِ… فَليَكُن لَنا بِحَسَبِ قَولِكَ!”

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “ستحملين وتلدين إبناً… إبن العليِّ يُدعى!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!