موقع Allah Mahabba – القدّوسة
سَمِعتُهُ يَهمِسُها لَها، ثَلاثأ.
مَرَّتَينِ على الأرضِ وَكانَ عُرسانِ، وَمَرَّةً في السَماءِ وَكانَ تَكليلٌ.
العُرسُ الأوَّلُ، في بَدءٍ كانَ، هُنا في قانانا، حَيثُ أمَرَتهُ هيَ: لَيسَ عِندَهُم خَمرٌ. فَقَرَّبَ، إكراماً لَها، ساعَتَهُ، وإمتَلأَ فَراغُ البَشَرِ، حَتى الثَمالَةَ، مِن إكتِمالَ الأُلوهَةِ في طوباها.
والعُرسُ الثاني، لا في إنتِهاءٍ كانَ، بَل في بَدءٍ جَديدٍ لا نِهايَةَ لَهُ، إذ هو العَريسُ فيهِ، وَعُرسُهُ فِداءُ الخَليقَةِ، بِخَتمِ دَمِهِ، خَمرَ عَهدٍ جَدَّدَ بِهِ الخَلقَ. مِن أعلى الصَليبِ. وَهوَ أمَرَها: لِطوباكِ، أنتِ أمُّ البَشَريَّةِ الجَديدَةِ، المُفتَداةِ.
أمَّا التَكليلُ، فَكانَ فيهِ والآبُ الضابِطُ الكُلَّ، مُكَرِّمَينِ لَها: طوبى لَكِ لأنَّكِ آمَنتِ يا مَن حَمِلتِ في جَسَدِكِ، بالأيمانِ، مَن بِهِ كُوِّنَ كُلُّ شَيءٍ. الى هاهُنا، الى السَماءِ، مِجدُ لُبنانَ يُعطى لَكِ، وَبَهاءُ الكَرمَلِ والشارونَ! وأنتِ، في سُكونِكِ تُرَدِّدينَ، لَنا تُرَدِّدينَ: في زَهوِ الضياءِ البَعيدِ، مَن سِواه الإلَهُ القَريبُ؟ ألا عيشوهُ، هوَ الحَيُّ أبَداً. فًصلُ الإيمانِ أن تَعيشوهُ!
ها الأجيالُ تَرتَمي، لأَجلِ أمومَتِكِ تَرتَمي، على صورَتِكِ، كَمِثالكِ، بَينَ يَدَي المُطلَقِ، وَتَرفَعُهُ مِلءَ الأكوانِ الى ذُروَةِ فِعلِ الروحِ، بِبَتولِيَّةِ المُنقَطِعِ عَن كُلِّ شَيءٍ في سَبيلِ مَجدِهِ هوَ.
بِكِ، أيَّتُها القدّوسة، نَحنُ جَميعاً خَدَمَةُ الرَبِّ، فَليَكُن لَنا بِحَسَبِ قَولِكِ.
لَكِ، أيَّتُها القدّوسة، نَحنُ جَميعاً آمينُ الرَبِّ، فَليَكُن لَنا بِحَسَبِ نَعَمِكِ.
فَيَا أيَّتُها الغامِرَةُ بالطاعَةِ، أمُّ خالِقِها، عَلِّمينا أبَداً حُرِيَّةَ فِعلِكِ، فَنَهِبَ ساعاتِنا لَهُ، لِنُمَجِّدَهُ مَعَكِ وَبِكِ وَفيكِ قائِلينَ لَهُ: طوبى لَنا لأنَّنا سَمِعناكَ كَلِمَةً، وعَمِلنا ما أمَرَتنا أمُّكَ بِهِ.
وَيا بَساطَةِ الحَقيقَةِ الجاذِبَةِ التي تُسائِلُ عَقلَ الخَلقِ بِرُبوبِيَّةِ العَليِّ، وَتَشهَدُ أنَّ الله مَعَنا، ثَبِّتينا فِيكِ لِنَتَقَدَّمَ وَنَتَكَمَّلَ في الإيمانِ، حَصنَ كُلِيَّةِ الخِليقَةِ الجَديدَةِ.
أيُّتُها العَذراءُ المُتَوَّجَةُ بِقُدّوسِ القُدّوسِ، حَقِّقي فينا إكرامَنا المُعتَرِفَ أنَّ “أنانا” الصَغيرَ، النائِلَ حُظوةَ الفِداءِ، إنصَهَرَ وَ”أنا” الفاديَ، فَتَتَزَعزَعَ أبوابُ الجَحيمِ وَتندَثِرَ مَملَكَةَ الظُلُماتِ.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/allahmahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “القدّوسة“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!
