مقالات

الممتلئة نعمة

الممتلئة نعمة
Bartolomé Esteban Perez Murillo (1617-1682)

موقع Allah Mahabba – الممتلئة نعمة

مِن لَدُنِ السَماواتِ، أتَتها رِسالَةُ العَليِّ، الذي إصطَفاها بَينَ نِساءِ العالَمينَ: “أيَّتُها الممتلئة نعمة“، بِمِعنى: أيَّتُها الفائِضَةُ بالمَحَبَّةِ، بالفَرَحِ، بالحَياةِ! يا جَميلَةً، بِكَلّيَّتِكِ، أنتِ الكُلِّيَةُ القَداسَةِ… مُنذُ الأزَلِ، الذي بِكِ سَيتَجلَّى مَن إسمُهُ: “الله معنا”، في جَنينِيَّةِ تَكوينِهِ فينا، في ذَرِيَّةِ تَمَجُّدِهِ فينا.
ها نَحنُ، بِكِ، أحشاءَهُ.
أنَحنُ، بِكِ، سِفرُ تَكوينٍ جَديدٍ يَكتُبُهُ فينا؟
الآنَ، تَفَجَّر يُنبوعُ العَطاءِ الإلَهيِّ اللامَحدودِ، مِن فَيضِ نِعمَتِهِ، مِن عُرفانِ نَعَمَكِ، مِن تَعظيمِ نَفسَكِ لِلقَديِر صانِعَ العَظائِمَ وَحدَهُ.
الآنَ، إبتَهَجَت غِلالُ قِفارِنا الوَضيعَةِ، وَقَد تَحَرَّرَت بِقُوَّةِ المَبدأ الأوَّلِ الذي شَهِدَ لَكِ وإستَقَرَّ في حُرِيَّتِكِ، مُنادياً إيَّانا الى حُظوَتِهِ، الى سَلامِهِ.
الآنَ، أستَكانَت رِعدَتُنا مِن حَيرَةِ مَصيرِنا وإندَحَرَ عَدَمُنا، بِشَريعَةِ الروحِ الذي غَدا بِكِ هوِيَّتَنا اللامُتناهِيَة وَحَقيقَةَ واقِعِنا. كِلاهُما لَنا، مَعاً كَما في وِحدَةٍ مَكنونَةٍ حتى أقاصي الجُزئِيَّاتِ: رِباطُ نِداءٍ نِهائيٍّ… خَتمٌ مِن فَوقٍ… مَجدٌ آتٍ تَقودينَهُ أنتِ إلَينا.
وأنشَدنا، في إضطِرامِ الإندِهاشِ، في فَرَحِ المُلاقاةِ، مَعَ صاحِبَ المَزمورِ: “يَشتَهي المَلِكُ جَمالَكِ… بِنتُ صورَ… تَستَعطِفُ بالهَدايا وَجهَكِ… المَجدُ لِبِنتِ المَلِكِ في خِدرِها” (مزمور 45/12-14).
المَجدُ لَكِ يا إمتِلاءَ الكَمالِ، بالحُضورِ ألأقوى مِن نَقائِصِنا!
المَجدُ لَكِ يا أولَوِيَةَ إختِبارِنا، بِوَجهِ تَرَدُّدِنا!
المَجدُ لَكِ، يا نِهائِيَّةَ عُربونِ رَجائِنا!
فَيَا أيَّتُها المُعطِيَةُ عَطِيَّةَ الأزَلِ لِلأبَدِ، في مَحدودِيَّةِ بَشَريَّتَنا، إرفَعينا مَحبوبينَ، مِن جِبالِ جُلجُلاتِنا، لِنَفَتَتِحَ مَعَكِ عَهداً جَديداً مَعَ إبنِكِ، الآتيَ بِذاتِهِ مِنكِ، فَداءَ جِنسِنا البَشَريِّ وَخلاصَهُ.
وَيا أيَّتُها البُشرى التي إستَحَقَّت لَنا ثَمَرَتَها، نَحنُ الغارِقينَ في وادي خَطايا إقتَرَفناها بِمَعرِفَةٍ أو بِغَيرِ مَعرِفَةٍ، قَرِّبينا إلَيكِ، أنتِ الأقرَبُ الى قَلبِ الله، فَنَحظى بالصَفحِ الذي يُعيدُنا الى بَهائِنا الأساسِ فَلا نَموتَ.
أيَّتُها الأيقونَةُ التي فيها تُدرَكُ أسماؤنا وَتُحفَظُ في الرِضى الإلَهيِّ، تَناهِ بِنا الى جَمالِ الألوهَةِ، مَسكِنَ كِفايَتِنا، فَنَمتَلِىءَ عِنايَةً وَحُضوراً، بِهِما نَصرُخُ: “الرَبُّ مَعَكِ!”

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الممتلئة نعمة“. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!