مقالات

السير مع مؤمني سائر الأديان

السير مع مؤمني سائر الأديان

موقع Allah Mahabba – السير مع مؤمني سائر الأديان

السينودس هو “السير معًا” الذي لا يُستثنى منه أحد وإلّا انحرف الحجّاج في دربهم نحو الله. فالإيمان يتنافى والإقصاء. كان المسيح رجل اللقاءات يتواصل مع الجميع لاغيًا الحواجز العرقيّة والثقافيّة والدينيّة. هذه المعيّة مع الآخر نختبرها في أماكن كثيرة. هي في العلاقات الإنسانيّة العفويّة، أي مع الزملاء في العمل ومع الرفاق في المدرسة والجامعة ومع الجيران في الحيّ؛ وهي في الالتزام بالقضايا الكبرى عندما نكافح والآخر المختلف من أجل حقوق الإنسان ومن أجل مجتمعٍ أكثر انصافًا ورحمةً وإنسانيّة؛ وهي في الخطابات اللاهوتيّة والاختبارات الروحيّة فنتضرّع إلى الله من أجل بعضنا البعض ونتصدّق على الفقراء من انتباهنا وممتلكاتنا.

هذا اللقاء الصادق لا يخلو من الطابع العفويّ لأنّه لقاءٌ إنسانيٌّ في عمقه، لكنّه يطلب منّا أيضًا احترام بعض المعايير، هذه البعض منها: الانفتاح والتواضع، وهما علامة احتياجنا إلى وجود الآخر وعدم امتلاكنا المعرفة كاملةً؛ والمضيافيّة التي تحثّنا على تكريس مكان استقبالٍ في منزلنا، وعلى احترام الزائر، وعلى انتظار بركة تأتينا منه؛ والتعاطف الداخليّ، أي تحسّس اهتمامات الآخر وآماله وقناعاته وشكواه؛ واللطف القائم على احترام مشاعر الآخر ومخاوفه، فلا نقول ما نفكّر فيه قبل أن نفكّر كيف نقوله، أي لا نكذب عليه ولا نجرحه؛ والاحترام والصبر، أي رفض توصيف الآخَر بحسب معاييرنا ونبذ الروح التنافسيّة.

وما هي الثمار التي نتوقّعها من لقائنا بالآخرين، ومن استماعنا إلى يقولنه لنا صراحةً، ومن السير معًا على دروب هذه الحياة؟ لا يمكنّنا أن نتوقّع الأمور مسبقًا، ولكن لا بدّ من أن نترجّى أمرَين أساسيَّين. أوّلًا اغتناءٌ إنسانيّ وروحيّ: يولّد اللقاءُ أسئلةً جديدة ويفتح آفاقًا أخرى، فنحن، في اختلافاتنا، قادرون على التعلّم بعضنا من بعض. ثانيًا، تحسّنٌ في مسيحيّتنا: لا يمتلك أحدٌ الحقيقة التي ظهرت في المسيح إذ إنّ المعمّدون لم يستوعبوا ملء الحقيقة كاملة. فلقاء الآخر المختلف والسير بقربه يؤدّيان إلى اهتداء القلب المتواضع وإلى النموّ في فهم سرّ المسيح، فهذا الآخر يدلّنا – عمدًا أو عن غير قصدٍ – إلى ما لم ننتبه إليه في شخص المسيح أو إلى ما تناسيناه فيه خوفًا من الالتزام.

السير معًأ هو سير الجميع نحو الحقيقة المحرِّرة، والحقيقة لا يستنفدها أحدٌ، بل نطلبها على الدوام. فنحن نسير معًا ولا نتوقّع مسبقًا ميناء الوصول لأنّ المرء لا يذهب بعيدًا إذ حدّد قبل أن يبدأ النقطة التي تنته عندها رحلتُه.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “السير مع مؤمني سائر الأديان”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!