مقالات

المسيرة السينودسيّة والحياة الروحيّة

المسيرة السينودسيّة

موقع Allah Mahabba – المسيرة السينودسيّة والحياة الروحيّة

“اتبعني”، “اتبعيني”؛ يمرّ اليوم الربّ القائم من الموت كما مرَّ أثناء حياته الزمنيَّة ويوجّه إليك وإليَّ وإليهم الدعوة.

يكون كلٌّ منّا في انشغالاته وعالمه، فإذا بالربّ ينادينا للنزول إلى الطّريق، فنكتشف حين ننزل أنّنا لسنا وحدنا. نحن مدعوّون، مع جميع الذين نزلوا إلى الطريق لسماعهم دعوة الربّ، إلى أن نؤلّف جماعة يلبّون الدعوة لمرافقة شخص يكشف لهم ذاته بالتدريج، سواء في جلسة حميمة في أعماق ذواتهم، أم في عَيْش خبرة ما مع المدعوّين الآخرين، أم في الإصغاء إلى خبرة أثَّرت بهم؛ أم في اللقاء الذي يدعونا إلى أن نعيشَه مع الآخرين. نزلوا إلى الطريق لهدف آخر، أو لمللهم من القعود، وهم لهم مشاريعهم أو ضائعون لا يعلمون إلى أين يتّجهون. يدعونا الرب إلى أن نلتقيَهم فنصغي إليهم وإلى خبراتهم، فإذا بالروح يحوّل هذا اللقاء وهذا الإصغاء إلى مكانِ تجلٍّ للربّ، لنا وللآخرين.

في بداية حياة يسوع العلنيَّة، نراه يتقدَّم وسط الخطأة فيتقبّل معهم معموديَّة التوبة لتحضير مجيء الربّ الآتي كي يقود شعبه. لكنّ الربّ لا خطيئة عليه كي تمحوَها مياه الأردن، لكنّه كإنسان يدخل في حركة التَّوْبة التي عاشها الناس في زمانه، هؤلاء الذين انتزعوا أنظارهم من ذواتهم كي يتطلّعوا إلى الربّ وخلاصه، منتظرين مسيحه. تطلّع معهم يسوع إلى الآب، فسمعه يقول له: “أنت هو ابني الحبيب، موضوع فرحي وكمال رضاي!”

تطلّع يسوع إلى الناس، ففهم أنّ هذا الصوت لا يعنيه وحده، بل يعنيهم جميعًا؛ فبدأ رسالته كي يُعلن بحضوره، وكلامه وأفعاله، حبَّ الآب وسروره بنا.

حركة التوبة التي عاشها يسوع فانتزعته من سكينة الناصرة وعزلة مشغله لتطرحه وسط الناس، على طرقات الجليل واليهوديّة والسامرة والمدن العشر حتّى نواحي صور وصيدا، يجدّدها الروح دَومًا في كلّ مسيحي/ة وفي الكنيسة جمعاء حتّى ينتزعنا من أمورنا وأفكارنا وممارساتنا، ويعيدنا إلى وسط العالم حيث ينتظرنا الربّ كما انتظر بطرس عندما دعاه إلى النزول في المياه الهائجة. هناك تعرّض بطرس لاختبار الخوف وقلّة الإيمان (متى 14/ 22- 33)، لكنّه تعلّم أيضًا صرخة الصلاة المستنجدة بالربّ وشعر بيد المسيح تمسك بيمينه فتنتشله من مخاوفه ليدخل في حركة التسبيح والكرازة.

إنّ هذا السينودس فرصة لنا كي لا نقزِّم الحياة الروحيّة إلى ممارسات تقويّة، بل لننتبه إلى ديناميّتها التي تُطلقنا إلى الآخر المختلف فتزدهر في اللّقاء والشرِكة.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “المسيرة السينودسيّة والحياة الروحيّة”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!