الإنجيل اليومي

عيد الشهيدة بربارة

الإنجيل اليومي

موقع Allah Mahabba  – عيد الشهيدة بربارة

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 7: 36  – 40

يا إِخوتي، إِذَا كَانَ أَحَدٌ، وهوَ في لَهَبِ الشَّبَاب، يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ يُسيءُ إِلى خِطِّيبَتِهِ، وأَنَّهُ لا بُدَّ مِنَ الزَّوَاج، فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيد. إِنَّهُ لا يَخْطَأ: فَلْيَتَزَوَّجَا!

لكِنَّ مَنْ قَرَّرَ في قَلْبِهِ وصَمَّم، وهوَ غَيْرُ مُضْطَرّ، بَلْ هوَ ذُو سُلْطَانٍ عَلى إِرَادَتِهِ، وعَزَمَ في قَلْبِهِ أَنْ يَصُونَ خِطِّيبَتَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَل.

إِذًا فَمَنْ يَتَزَوَّجُ خِطِّيبَتَهُ فَحَسَنًا يَفْعَل، ومَنْ لا يَتَزَوَّجُهَا فأَفْضَلَ يَفْعَل!

إِنَّ المَرْأَةَ تَظَلُّ مُرْتَبِطَةً بِرَجُلِهَا مَا دَامَ حَيًّا. فَإِنْ مَاتَ رَجُلُهَا فَهِيَ حُرَّةٌ أَنْ تتَزَوَّجَ مَن تَشَاء، ولكِنْ في الرَّبِّ فَقَط.

إِلاَّ أَنَّهَا، في رأْيِي، تَكُونُ أَكْثَرَ غِبْطَة، إِنْ ظَلَّتْ حُرَّة. وأَظُنُّ أَنَّ فِيَّ أَنَا أَيْضًا رُوحَ الله!

إنجيل القدّيس متّى 25: 1 – 13

قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وخَرَجْنَ إِلى لِقَاءِ العَريس،

خَمْسٌ مِنْهُنَّ جَاهِلات، وخَمْسٌ حَكِيمَات.

فَالجَاهِلاتُ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا.

أَمَّا الحَكِيْمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيْحِهِنَّ.

وأَبْطَأَ العَريسُ فَنَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدْنَ.

وفي مُنْتَصَفِ اللَّيل، صَارَتِ الصَّيحَة: هُوَذَا العَريس! أُخْرُجُوا إِلى لِقَائِهِ!

حينَئِذٍ قَامَتْ أُولئِكَ العَذَارَى كُلُّهُنَّ، وزَيَّنَّ مَصَابِيحَهُنَّ.

فقَالَتِ الجَاهِلاتُ لِلحَكيمَات: أَعْطِينَنا مِنْ زَيتِكُنَّ، لأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئ.

فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلْنَ: قَدْ لا يَكْفِينَا ويَكْفِيكُنَّ. إِذْهَبْنَ بِالأَحْرَى إِلى البَاعَةِ وٱبْتَعْنَ لَكُنَّ.

ولَمَّا ذَهَبْنَ لِيَبْتَعْنَ، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ المُسْتَعِدَّاتُ إِلى العُرْس، وأُغْلِقَ البَاب.

وأَخيرًا جَاءَتِ العَذَارَى البَاقِيَاتُ وقُلْنَ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ لَنَا!

فَأَجَابَ وقَال: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ، إِنِّي لا أَعْرِفُكُنَّ!

إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ اليَوْمَ ولا السَّاعَة.

التأمّل

          ”أَمَّا الحكيماتُ فَأَخَذنَ زيتًا في آنيَةٍ مَعَ مصابيحِهِنَّ“

          تُقَدِّمُ أَيَّامَ الضّيقِ وَالشِّدَّةِ وَالجوع، تَعليمًا قَيِّمًا للإِنسانِ كَيفَ عَلَيهِ أَن يَكونَ حَذِرًا وَفَطِنًا، يُحسِنُ تَدبيرَ شُؤونِهِ، يُقَدِّرُ العَطايا، وَيَستَخدِمُها كَما يَجِب وَأَكثَر يَسأَلُ عَن مَعنى وقيمَةَ وجودِهِ. كَما يَتَعَلَّمُ أَيضًا قيمَةَ وَأَهَمِيَّةَ اللَّحظَة الحاضِرَة، فَيَستَفيدَ مِن كُلِّ خِبرَةٍ وَمِن كُلِّ ما يُقَدَّمُ لهُ. الحَياةُ خِبرَةٌ تَبني، طوبى لِلَّذي يَعرِفُ كَيفَ يَعيشَها بِمَخافَةِ الله، فَيَهنَأَ بِالسّلام. في العِظَة الخامِسَة وَالأَخيرَة الَّتي تَعني النُّهيَوِيَّاتِ في إِنجيلِ مَتَّى نَجِدُ مَثَلَ العَذارى الحَكيماتِ وَالجاهِلات، وَجَميعهنَّ يَنتَظِرنَ العَريس، لَكِن هُناكَ مُفارَقَة يُسَلِّطُ عَلَيها الضَّوءَ يَسوع في ذاكَ الإِنتِظار، إِنَّهُ الزَّيت. مَن يَجعَل مِن حَياتِهِ خِبرَةً تَدفَعُ نَحوَ غايَتِها القُصوى يُشبِهُ تِلكَ العَذارى اللَّواتي أَخَذنَ مَعَهُنَّ زَيتًا في آنِيَة، أَمَّا مَن لا يَدخُلُ في مَدرَسَةِ الحَياةِ يُطبِقُ عَلَيهِ الجَهلُ في الظُّلمَة. لَقَد كانَ الزَّيتُ مُتَوَفِّرًا لِكِلَيهِما لَكِنَّ الحَكيمات استَفَدنَ مِنهُ. ما هذا الزَّيت؟ إِنَّهُ الإِيمانُ الَّذي يَغدو فاعِلًا، مَتى أُطبِقَ على العَقلِ في تَجرُبَةِ طبيعَتِه.

     يَا بُنَيَّ، لا تَدَع قَلبَكَ لِلفَراغِ، ولا آنِيَةً مُعَرَّضَةً لِلكَسرِ وَالشِّقاق، إِملَأهُ لا مِن حَياةٍ فارِغَةٍ تَمُرُّ سُدىً عِطرُها الضَّجيجُ وَالصَّخَبُ وَرَحيقُها الضَّوضاء، بَل مِن حُضوري الَّذي يُجَمِّلُها بِالفَرَحِ المـُتَأَتِّي مِنَ المـَعنى السَّامي الَّذي باستِطاعَتِكَ أَن تَنهَلَ مِنهُ مِن حَياتي، فَتَرى في الظُّلمَةِ نورًا بِقُوَّةِ الإِيمانِ وَبِالتَّجرُبَةِ حافِزًا، وَبِالمـِحنَةِ مَرحَلَةً تَمُرُّ ما إِن تَلتَفِت بِكُلِّيَّتِكَ إِلَي، تارِكاً إِيَّاها خلفَكَ، وَأَنتَ مُتَمَطٍّ إِلى الأَمام. كُن كالعذارى الحَكيماتِ، آنِيَتُكَ قَلبُكَ المـُنفَتِحِ على كَلِمَتي، وَزَيتُكَ أَعمالُكَ المـُؤَسَّسَة على مَشيئَتي، وَعلى مَحَبَّتي وَرَحمَتي. كُن كالعذارى الحَكيمات وَخُذ مَعَكَ زَيتًا لا تُبقِهِ لِيَومٍ مَرَّ عَلَيكَ، بَل خُذهُ مَعَكَ وَأَنتَ تَشهَدُ لي فَتُعَلِّمَ الآخَرينَ بِالقَولِ وَالقُدوَةِ كَيفَ يَحيَوا بِالنِّعمَةِ وَكَيفَ يَمضوا إِلى النُّورِ وَهُم يَقتَفونَ آثاري في واقِعِ أَحداثِ حَياتِهِم اليَومِيَّة. لا تَظُنَّنَ أَن ماضيكَ باتَ وراءَكَ، بَل غالِبًا ما يَسبِقُكَ إِلى الأَمام، لِذَلِكَ استَثمِر حاضِرَكَ في صُنعِكَ لِلخَيرِ، وَلا تُؤَجِّل اليَومَ عَمَلًا بَنَّاءً يُؤتي مَنفَعَةً عامَّة، إِلى يَومٍ آخَر، وَأَنتَ بِاستِطاعَتِكَ فِعلُه. إِحذَر الكَسَل، وَإِن أَصابَكَ التَّعَبُ وَأَنتَ تَعمَل، تَعَزَّ لِأَنَّكَ في الجِهادِ الحَسَن.

          يُعرَفُ الصَّبرُ أَثناءَ الصّعوبَة، وَطولُ الأَناةِ عِندَ العَجَلَة، وَالإِيمانُ الحَيّ في ضَبابِيَّةِ اللَّامَعنى وَاللَّاقيمَة وَاللَّاهَدَف. يُعرَفُ الفاضِلُ بِفَضيلَتِهِ حَيثُ لا فَضيلَة، فَيَكونُ كَالنَّيِّراتِ مُضيئًا في عَتمَةِ اللَّيل. هَكَذا كُنَّ العَذارى الحَكيماتِ، فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ العالَمَ مِن حَولِكَ سَيُضاءُ بِالأَنوارِ لِيُقَدَّمَ لَكَ الحَقُّ وَالحُبُّ في وَضحِ النَّهار، بَل عَلى العَكسِ مِن ذَلِكَ عَلَيكَ أَن لا توقِفَ البَحثَ وَلا الجِهادَ وَلا المـُثابَرَةَ عَلى عَيشِكَ لِلإِيمان، خذ لَكَ مِن قِدّيسيّ السَّماءِ رِفاقًا أَعِفَّاءَ وَرَفيقاتٍ أَطهار، وَامضِ مَعَهُم إِلى المَلَكوتِ السَّماويّ، وَلا تَرتَضي أَن تَعيشَ عَلى نَقيدِ هَذِهِ الصّحبَة. خُذ مَعَك كَلِمَةَ اللهِ سِراجًا لَكَ، وَزَيتَ الرُوحِ القُدُسِ مُعَلِّمًا لَكَ، وَاعطِ قَلبَكَ لِلعَريسِ المَلِك السَّماويّ.

رَبِّي يَسوع، كَم مِنَ المـَرَّاتِ تَعِبتُ مِن طَوالِ اللَّيلِ وَأَنا ساهِرٌ أَنتَظِر، فَنَعِستُ وَنِمتُ؟! وَكَم مِنَ المـَرَّاتِ أَيقَظَني روحُكَ مُشعِلًا في ذاكِرَتي ذِكرياتٍ جَمَّة فيها أَنيسَ عَطفِكَ الإِلَهيّ وَحَنانِكَ وَجمرَ مَحَبَّتِكَ المـُتَّقِدَة، فَعُدتُ مِن جَديدٍ أَعمَلُ بِإِيمانٍ في لَيلِيَ الدَّامِسِ لَمَجدِكَ. أُسكُب زَيتَ مَسحَتِكَ القُدُوسَة وَابقني ساهِرًا حَتَّى مَجيئِكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل عيد الشهيدة بربارة ”أَمَّا الحكيماتُ فَأَخَذنَ زيتًا في آنيَةٍ مَعَ مصابيحِهِنَّ“ لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!