الإنجيل اليومي

أربعاء زيارة العذراء

الإنجيل اليومي

موقع Allah Mahabba  – أربعاء زيارة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 2: 11 – 16

يا إِخْوَتِي، تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد،

تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذَلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِله؛

أَمَّا الآنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين.

فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الٱثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة،

وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ ٱلٱثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا،

ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا.

إنجيل القدّيس لوقا 19: 1 – 10

دَخَلَ يَسُوعُ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها،
وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا.
وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة.
فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا.
وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ».
فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا.
وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ».
أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم.
فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».

.

التأمّل

          ”يَا زَكَّا، إِنزِل عَلى عَجَلٍ، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ“

          تَتَّسِمُ الحَياةُ بِفُرَصٍ تَسنَحُ للإِنسانِ بِالتَّقَدُّمِ وَالتَّطَوُّر، وَتَدفَعُهُ نَحوَ تَحقيقِ نَفسِهِ وَالتِماسِ مَشيئَةِ اللهِ في حَياتِه. يَزعَمُ البعضُ أَنَّ هَذِهِ الفُرَصَ تَتَّصِلُ بِالقَدَرِ وَالحَظّ، وَالبَعضُ الآخَر يَعتَبِرها مِن شَأنِ العِنايَةِ الإِلَهِيَّة، وَفي كِلا الحالَتَينِ هُناكَ تَدَخُّلٌ خارِجيٌّ عَلى حَياةِ الإِنسانِ يَطالُ حُرِّيَّتَهُ الشَّخصِيَّة. السَّبيلُ لِفَهمِ هَذِهِ الفُرَصِ بِمـَعناها العَميق، يَتَّصِلُ أَوَّلًا بِالشَّخصِ نَفسِهِ وَبانتِظاراتِ رَغبَتِهِ العَميقَة. مِن هُنا قَد تَكونُ الفُرصَةُ سانِحَةً دائِمًا وَلَكِن الَّذي جَعَلَ الشَّخصَ يَتَلَقَّفُها، وَعيُهُ لِما يُريد. هُنا يَسقُطُ كُلُّ ما يُسَمَّى بِالقَدَرِيَّة، لِيَتَكَشَّفَ عَمَلُ العِنايَةِ الإِلَهِيَّة، الَّتي تَلعَبُ دَورَ المـُرافِقِ وَالمـُسانِدِ لِحُرِّيَّةِ الشَّخصِ وَيَبقى عَلَيهِ الإِستِفادَةُ مِمَّا تُقَدِّمُهُ لَهُ الحَياة. نَخلُصُ لِنَقولَ أَنَّهُ مِنَ المـُهِمِّ كَثيرًا أَن يَتَنَبَّه الإِنسانُ لِرَغبَةِ قَلبِهِ العَميقَةِ وَالصَّادِقَة، وَأَن يَبحَثَ في قَلبِ وَاقِعِهِ عَمَّا يُجيبُ عَلَيها فَيَتَلَقَّفَ الفُرَصَ المـُتاحَة. بِإِمكانِنا أَن نُظَهِّرَ واقِعَةً تُتَرجِمُ لَنا بِوُضوحٍ أَكثَر ما قُلناه، وَهيَ لِقاءُ زَكَّا العَشَّار بِالرَّبِّ يَسوع.

    يَا بُنَيَّ، مِنَ الجَديرِ التَّنَبُّهُ لِما يُحزِنُكَ وَلِما يُسائِلُ وُجدانَكَ في الصَّميم. مِنَ الجَديرِ تَرَقُّبُ حَرَكَةَ حَياتِكَ وَالتَّطَلُّعَ إِلى أَينَ تَمضي بِكَ، وَعَمَّا تُعَبِّر في حَرَكَتِها. مِن خِلالِ هَذِهِ الثَّلاث: تَأنيبُ الضَّمير، وَحَرَكَةُ حَياتِكَ في الواقِع، وَانتِظاراتُكَ، تَستَطيعُ أَن تَراني حَاضِرًا هُنا وَالآنَ مِن أَجلِكَ أَنتَ. هذا ما قَد عَرَفَهُ زَكَّا، يَومَ التَقى بي. سَمِعَ بي فَأَنذَرَهُ ضَميرُهُ، مِمَّا دَفَعَهُ إِلى إِعادَةِ النَّظَرِ في نَمَطِ عَيشِهِ مُتَبَصِّرًا بِما سَيَؤولُ إِلَيه، فَكانَ لَهُ اختِيارَ تَرَقُّبِ حُضوري، عَلَّهُ يتَلَقَّفُ شَيئًا يُبَدِّلُ واقِعَهُ إِلى الأَفضَل، فَكانَ اللِّقاء. مِن هُنا خُذ لَكَ عِبرَةً في أَن تَحيا اللَّحظَةَ الرَّاهِنَةَ بِيَقَظَةِ ضَميرٍ واعٍ، وَأَن تَتَوَحَّدَ في ذاتِكَ وَأَنتَ تَنظُرُ إِلى ما تَعيشُهُ وَما يُحَرِّكُكَ في الدَّاخِل. في هَذِهِ الحالَةِ يُصبِحُ بِإِمكانِكَ تَلَقُّفَ الفُرَصِ وَما أَكثَرُها الَّتي تُؤَدِّي بِكَ إِلى الدُّخولِ في دينامِيَّةِ الحَياةِ الَّتي تُغدِقُ عَلَيكَ فَرَحًا وَمـَعنًى وَسَلامًا. النُّزولُ عَلى عَجَلٍ مِن قَصرِ الضَّميرِ الواعي إِلى رَغبَةِ القَلبِ البَريئَة، يَتَأَتَّى مِن نِعمَتي وَيُحَقَّقُ في عُمقِ صِدقِكَ مَع نَفسِكَ. أَنتَ بِحاجَةٍ ماسَّةٍ لِهذا الصِّدقِ المـُتَواضِع، فَهوَ بابٌ لَكَ لِكَي تُشفى فَتَخلُص، هَذا يَعني اللِّقاءَ بي.

          مَن يَختَبِرُ الكَثيرَ مِنَ العَلاقاتِ مَعَ النَّاسِ، يَكتَشِفُ أَنَّ بَعضًا مِنهُم يَتَسَرَّعُ في قَراراتِهِ، وَبَعضًا يَبقى حَذِرًا مِنها. البَعضُ يُصغي إِلى عاطِفَتِهِ وَأَهوائِه، وَبَعضٌ يُصغي إِلى قَلبِهِ وَعَقلِهِ. مِنهُم تتأتَّى انطِلاقَتُهُ مِن حاجَتِهِ المادِّيَّةِ وَالآنِيَّة، وَمِنهُم مَن يَتَبَصَّرُ إِلى البَعيد. في كِلِّ الحالاتِ عَلَينا التَّحَلِّي بِالشَّجاعَةِ لِكَونِها عُنصُرًا  أَساسيًّا في الإِقدامِ عَلى جَديدٍ يَطرَأُ عَلى حَياتِنا. إِنَّما عَلى هَذِهِ الشَّجاعَة أَن تَرتَبِطَ ارتِباطًا وَثيقًا بِاتِّزانٍ في شَخصِيَّتِنا، وَإِلَّا يَتِمُّ التَّهَوُّرَ. زَكَّا كانَ شُجاعًا يَومَ اختارَ أَن يُعاكِسَ مُجتَمَعَهُ بِتَعاوُنِهِ مَعَ الرُّومانِ بِهَدَفِ رُبحٍ خَسيس. أَمَّا شَجاعَتُهُ في مَعرِفَةِ مَن هُوَ يَسوع كانَت أَكثَر نَضجًا وَإِدراكًا. لِيَكُن قَصدُكَ التَّوَحُّدَ مَع نَفسِكَ لِطَلَبِ اللِّقاءِ بِالرَّبِّ يَسوع.

رَبِّي يَسوع، كَيفَ لي أَن أَنزِلَ عَلى عَجَلٍ، إِن كُنتُ مُتَمَسِّكًا بِما أَهوى؟ كَيفَ لي أَن أَركُضَ نَحوَكَ لاستِضافَتِكَ في بَيتي، إِن كُنُتُ خائِفًا مِنك؟ كَلِمَتُكَ تَكفيني لِتُزيلَ مِنِّي كُلَّ خَوفٍ، كَلِمَةٌ مِنكَ تَكفي لِأَكونَ مِقدامًا وَشُجاعًا وَواثِقًا بِحُبِّكَ اللَّامُتَناهي لي. رَبِّي امنَحني مِن روحِكَ تَوبَةً صادِقَةً لِأَصدُقَ مَع ذاتي وَمَعَك، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل أربعاء زيارة العذراء ”يَا زَكَّا، إِنزِل عَلى عَجَلٍ، فَيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ“ندعوك لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!