مقالات

لِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟

لماذا تضربني؟

موقع Allah Mahabba – لماذا تضربني؟

موجعٌ سؤاله، لا بما يختزنه فحسب، بل لفرادته.

هو الذي سيق الى الذبح لم يسأل من جلده: لماذا تجلدني؟ ولا من حمّله الصليب: لماذا تعذبني؟    ولا من صَلَبه: لماذا تُسمِّرني؟ هو سأل فقط عبدَ رئيسِ الكهنة: “إن كنتُ قد تكلَّمتُ ردياً، فإشهَد على الردى. وإن حسناً، لماذا تضربني؟”

قيل أنَّ قانون المحاكمات اليهوديّة يقضي بضرب المجدِّف على وجهه، إن جدَّف وسط المحاكمة. وقيل أنَّ يسوع بسؤاله انّما ردّ بقوّة الحق، مثبتاً أنّ اللطمة ظالمة. وقيل أنَّه شاءَ، وهو المظلوم، من العبدِ ورئيسِهِ إتّهامه علانيّة إن كان تكلَّم بالرديء، وسط انهيار تلفيقات شهود الزور، فيُظهِر للجميع براءته.

في ذلك تعزية، ولكن من دون كفاية.

والكفاية، أنَّه أرادَ بسؤاله الشهادة لنفسِهِ أنَّه الحمل “الذي بلا عيب” الجديرُ بالذبح، لفصحِ العبورِ من الموتِ الى الحياة. وكأنَّه يقول: ”هيَّا! إذبح! ها إنّي أُدير لا خدَّي فحسب بل حياتي كلَّها… ولِمَا هو أقسى: للموت على صليبِ اللعنةِ.”

وبعد، في سؤالِه آيةٌ للحياة الأبديَّة، بقبوله الآلام والاضطهاد برضى وليس بغَصْب، فكان هو الحبر العظيم، الذي يستجوب رئيس الكهنة ويعّريه من لقبه ودوره وجبروته، لا العكس.

وأكثر، سؤاله هذا يستدعي جواباً من صُلبِهِ: “تعرفون الحقَّ، والحقُّ يحرِّركم”. وأنتَ بِضَربِكَ لي، أقفَلتَ نفسَكَ عن الحقِّ الواقفِ أمامكَ. أنتَ الراضخُ لكونِكَ عبداً تتلذّذُ بالظلمِ فتُقنِع نفسَك بالبطولة، فيما أنا جئتُ أرفعُكَ لحريَّة الملكوت التي تجعلُك وارثاً لله. انتَ العاجزُ، وأنا بين يديك من يقود الأحداث الى ذروتها. وذروتها، القيامة لا الموت. أنا الوسيطُ بين الآب والبشر. أنا مُجدِّدُ العهد، أنا قُدسُ الأقداسِ… لا ذاكَ العبدَ الذي يتبجَّح بإمتلاكه سلطةَ الحياة ِوالموتِ، وأنتَ عبده.

قلتَ: محاكمة؟ فَمَن يُحاكم مَن؟!

انتَ يا هويَّتُنا المتمَّمة فينا، نحن المسحوقين، إجعَلنا بدمائِنا الفصحيَّة جوابَكَ لنرفَعَ عبوديَّة عالَمِنا وظُلمَهُ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “ لماذا تضربني؟ ”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!