تساعيّة القدِّيس يوسُف - اليوم الأول
تساعيّة القدِّيس يوسُف - اليوم الأول
صلوات

تساعيّة القدِّيس يوسُف – اليوم الأول

يا أيّها القدّيس يوسُف، إنَّ الكلمات اليسيرة التي وردت في الأناجيل بشأنِك، تشكِّلُ أكبر مديحٍ في أمركَ. فمعك تَمرُّ الأمورُ على بساطتها: "اللهُ يتكلَّم وأنتَ تُطيع". إيمانُك يكفيك: يُـنير لياليك، وتنطلق، بلا تردّد، على دروب الرّجاء، لتُـكمِل مهمَّةَ المحبَّة التي أوكلَها إليك إلهُك. أجرُك الوحيد: في أن تبقى خادماً لفرحِ الآب في اختفائك تحت ظلال مجده.

مقدِّمة

منذ بَدْءِ الزمن الجديد، كنتَ، يا مار يوسُف، أوّل مَنْ كُشِفَ له السرَّ الخفيَّ: الكلمةُ صار جسداً في أحشاءِ خِطّيبتِك. والبشارة الملائكية أدخلتك في الحميم من سرِّ الله، فصرتَ الوكيلَ الأمين: لقد وضع اتكاله عليك أكثر مِنْ كلِّ الآباء العظام. هو يوليكَ ثقتـَه اللامحدودة، وقد جعلَ منكَ حارساً لمشروع محبّتِه للعالم. أنتَ النجّارُ المتواضعُ، الذي بكامل رضاك، صرت عروساً للأمّ البتول، وأباً لابن الله، مع أنّك لست سوى محض إنسانٍ عاديٍّ كباقي الناس.

لقد أفاضَ الرّبُّ عليك كلَّ المواهب التي تحتاجُ إليها  كي تُكمِلَ هذه المَـهَمَّة. لكن النِّعمة لا تُلغي الطَّبيعة، فرُحتَ تُـردِّد كلَّ يومٍ “نعم” لعملِ الرّوحِ فيك. لقد وقَعَ الاختيارُ عليكَ من قِبَلِ “أبي الفقراء”، لأنك تشبهه بحياتك الشفّافة، فكانت كافيةً لإغواء ذاك الذي تاق أن يكشِف، لأولاده، ابوّتَه الساهرة. لقد فتّش عن رجلٍ فقيرٍ للغاية، كي يستقبل ابنه دون أن يستأثر به.

فإلى مَنْ نذهب، لتَعَرُّفِ العمانوئيل الموعود به، سوى إليكَ أيها القدّيس يوسُف؟ إنَّ رسالتَك تكمُن في أن تستقبلَه من أجلنا، وتقدِّمُه لنا، وتربِّينا على محبَّتِهِ كما في مدرسةِ مريم. فالشكرُ لكَ لأنَّكَ استقبلتَنا في منزلكَ المتواضع. والشكرُ لعطاياكَ الغزيرة التي لم تجرؤ قلوبُنا على اشتهائها.

أليومُ الأول

صلاةُ البدءِ

† بإسمِ الآبِ والإبـنِ والروحِ القُدسِ الإلهِ الواحد، آمين.
أيُّها الآبُ القديرُ، يا منْ تعرفُ ضُعفي وحبِّي، إنِّي أضعُ ذاتي أمامَكَ، طالباً أنْ تُساعدَني على عيش الفضيلةِ والتواضعِ، بعدَ أنْ ارتكبتُ الخطايا وعِشتُ الغرورَ. لا تَدَعِ اليأسَ يتملَّكني، بلْ ساعدني كي أضعَ حياتي كلَّها بين يديكَ، لأنَّكَ قوَّتي ورجائي وملجأي في هذه الحياة. أنتَ قادرٌ أنْ تُطهِّرَني، أنتَ قادرٌ أنْ تَخلقَني منْ جديدٍ، وتحوِّلَ قلبي إلى قلبٍ يُشبهُ قلبَكَ الرحوم.
فها أنا أرفعُ إليكً الصلاة هاتفًا:

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.
أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،
لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.
أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين.

أنا أعترفُ للّه القدير،
واليكم أيُّها الإخوة
بأني خَطِئْتُ كثيراً، بِالفكرِ والقولِ والفعلِ والاهمال
خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمة، خطيئتي عظيمةٌ جداً
لذلكّ أطلبُ من القديسةِ مريمَ البتول
ومن جميعِ الملائكةِ والقديسين، وإليكم، أيها الإخوة
أن تصلّوا من أجلي، إلى الربِ إلهنا آمين.


يا أيّها القدّيس يوسُف، إنَّ الكلمات اليسيرة التي وردت في الأناجيل بشأنِك، تشكِّلُ أكبر مديحٍ في أمركَ. فمعك تَمرُّ الأمورُ على بساطتها: “اللهُ يتكلَّم وأنتَ تُطيع”. إيمانُك يكفيك: يُـنير لياليك، وتنطلق، بلا تردّد، على دروب الرّجاء، لتُـكمِل مهمَّةَ المحبَّة التي أوكلَها إليك إلهُك. أجرُك الوحيد: في أن تبقى خادماً لفرحِ الآب في اختفائك تحت ظلال مجده. هذا ما أعلنَه القدّيسُ يوحنّا المعمدان، وأنت عِشتَ ذلك قبله: “مَنْ كان له العَروسُ فهو العريس، وأمَّا صديقُ العريس فيقفُ مُستمعًا إليه، فيملؤه صوتُ العريس فرحًا. هوّذا فرحي قد تمّ. لا بُدّ له أن ينمو ولا بُدَّ لي أن أنقص”. (يو 3: 30-29)
لقد دخَلَ، قبل الرُّسل، في فرحٍ كاملٍ لحياةٍ مكرَّسةٍ للمحبّة، بفرحِ الآب والابن والروحِ القدس، فرحٍ فريدٍ مع الأقانيم الثلاثة، وقد كنتَ، مع مريم خطِّيبتِك، أوَّلَ مَنْ نالَ ذلك. فكم هو عذبٌ وخارقٌ فرحُ العائلةِ المقدسَّةِ هذا؟!
كشمسٍ تنيرُ حياتَك: في الغَيرَةِ التي تعلو على الخوفِ، تهبُّ إن هدَّد حياةَ الطفلِ أيُّ مكروه. أعمقُ مما يُتَوقَّـعُ من مِحَن، وأقوى مما اعتادَتْ عليه يوميات الحياة الخفيّة. فيا مار يوسُف، علـِّمنا أن نكتشف في قلبِ حياتنا جوهرةَ فرحِ الروحِ الثمينة. أعطنا أن نعيش على مثالك ببساطةِ الإيمان، فلا نبحث عن شيءٍ آخر سوى أن نُتِمَّ إرادة ذاك الذي أحبنا أولاً.



أيُّها القدّيسُ الجليلُ مار يوسف سَوْسَنُ النَقاوَة وعَرْفُ القداسةِ الزكيِّ الرائحة، المنتَخَبُ من الثالوثِ الأقدَسِ مُرَبِّيًا أمينًا للابنِ الوحيد الكلمةِ المتجَسِّد.
يا نَموذجَ العِفَّة ومثالَ البرّ، يا مَن اسْتَحْقَقْتَ أن تُدعَى ِ صدّيقًا بارًّا وصفِيًّا نقيًّا لأنَّكَ فُقْتَ طهارةً على البَتولين وسَمَوْتَ فَضلاً على الآباء والَأنبياء لَكَوْنِكَ ِ صرْتَ أبًا مُرَبِّيًا ليسوع المتأنِّس وعَروسًا لمريمَ البتول والدتِهِ الكلّيةِ القداسة ومساعِدًا لهما في احتياجاتِهما. ففيما نحنُ متحقِّقون أنَّ ما من أحدٍ قد استغاثَ بكَ وخَذَلْتَه ولا طلَبَ نعمةً من الله بشفاعَتِكَ إلا نالها.
نتوسَّلُ اليكَ من أعماقِ شقائِنا كي تَسْتَمِدَّ لنا، نحن المَنْفيّين في هذا الوادي وادي الدموع، من سيِّدِنا يسوعَ المسيح نعمةَ الطهارةِ ونقاوَةَ القلب التي لا يستطيعُ أحدٌ بدونهما، أن يُشاهِدَهُ تعالى في مجد الفردوسِ الخالد في السماء وأن يمْنَحَنا حُبًّا حارًّا ليسوع ومريم اقتداءً بك ونعمةً فعّالة لكي نُطابِقَ بين إرادَتِنا ومشيئتِهِ تعالى. فَكُنْ لنا إذًا أيُّها القدّيسُ الشفيعُ المقتَدِرُ مُرْشدًا وقائدًا، ومحامِيًا في هذه الحياة، وعَونًا للحصولِ على نعمةِ الثبات إلى النَفَسِ الأخير، لكي نموتَ نظيركَ بين يَدَي يسوع ومريم. ونشترِكَ معك في المجدِ الأبدي الذي لا يزولُ ونُسَبِّحَ اسمَ الربِّ خالِقِنا في ذلك المُلْكِ المُخَلَّدِ إلى أبدِ الآبدين، آمين.
† قـدُّوسٌ أنتَ يا ألله، قـدُّوسٌ أنتَ أيُّها القويّ، قـدُّوسٌ أنتَ يا مَنْ لا يَموت. إرحمنا (3)
† أبانا الذي في السماوات… السلام عليك يا مريم…
† المجد للآب والإبنِ والروحِ القدسِ كما كانَ في البَدءِ والآن وعلى الدوام وإلى أبد الآبدين، آمين.

تسجّل Subscribe على قناتنا على يوتيوب