مقالات

“الموت غير المتوقع هو موت. الموت المعروف هو أبديّة”

«الموت غير المتوقع هو موت. الموت المعروف هو أبديّة» (المؤرخ يغيشيه ٤٥١)

طالما عاش الأرمن مهجّرين من بلد لبلد بسبب الإقصاء والحروب والمجازر، لكنهم لم ينفكّوا يوماً عن الدفاع عن أرضهم وشعبهم، وهذا ما يحدث الآن في أرمينيا التي احتفلت قبل أسبوع بعيد استقلالها التاسع والعشرون.

تحاول اليوم الحكومة الأذربيجانية جاهدةً أن تتقدم بجيشها وتحتلّ القرى الحدودية في أرمينيا الشرقية التي تُعد دولة مستقلة وتسمى أرتساخ أو ناغورنو غاراباغ، مما دعا جميع الأرمن في العالم لتلبية نداء حكومة الجمهورية الأرمنية للالتحاق بصفوف الجيش الأرمني والدفاع عن الوطن الذي طالما حلموا به مذ نعومة أظافرهم.

أنه لمشهد غريبٌ لبعض الأشخاص الذين ينظرون إلى أوطانهم نظرة تجارية، بما معناه، إن وطني لم يقدم لي شيءً سوف أتركه باحثاً عن وطنٍ آخر لكي أعيش فيه، لكن بالنسبة لكل أرمني الوطن هو صلة وصل بين الإنسان والله، والوسيلة الوحيدة لعيش حرية الإيمان والعرق والتعبير. لذلك عندما دقّ ناقوس الخطر في أرمينيا تسارع الشعب الأرمني من كل أصقاع الأرض من رجالٍ ونساء شبابٍ وشابات للدفاع عن كل متر من حدود الوطن.

أكتب هذه الكلمات والدموع تذرف من عينيّ، لرؤيتي رجالاً من كافة الأعمار تلتحق بصفوف الجيش لكي تدافع عن شعبها وأرضها، أمام جيش من المرتزقة الجهاديين الذين يضحّون بحياتهم من أجل مئاتٍ من الدولارات شيءٌ لم أراه في أي بقعة أرضٍ أخرى.

شعبي هو شعبٌ ضحّى، يضحّي وسيضحّي دوماً في سبيل الوطن والحرية. أعتنق الشعب الأرمني المسيحيّة في عام ٣٠١ وأصبح أول بلدٍ مسيحيّ في العالم لأنه عرف أن تحرّره من الخطيئة يأتي من حرية إيمانه بالمسيح يسوع و بكنيسته. ففي عام ٤٥١ سفك الأرمن الدم أمام الفرس كي يموتوا مسيحيين، وفي عام ١٩١٥ أكثر من مليون ونصف المليون فضّلوا أن يموتوا مسيحيين لكي نعيش اليوم متمسكين أكثر فأكثر بالكنز الذي تركوه لنا. واليوم أيضاً كل أرمني في العالم سيضحّي بكلّ شيء لكي يحفظ كنيسته وحريّة إيمانه ومعتقدات شعبه.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “الموت غير المتوقع هو موت. الموت المعروف هو أبديّة” . ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!