مقالات

قَلبًا جَديدًا أُخلُق فِيَّ يا الله!

أَيَستَطيعُ الله أَن يَخلُقَ فِيَّ قَلبًا جَديدًا؟ هوَ الَّذي أَخَذني مِنَ التُراب وَجَبَلَني! هوَ الَّذي نَفَخَ فِيَّ نَسمَةً مِنْ روحِهِ لِكي أَكونَ على صورَتِهِ كَمِثالِه! هَل يَستَطيع أَن يُغَيِّرَ قَلبي؟ في الواقِع نَعم وَأَيضًا لا. هوَ يَستَطيعُ إِن قَبِلتُ حُبَّهُ لي بالإِيمان، وهوَ لا يَستَطيعُ إِن لَم أَقبَلْهُ، لِأَنَّهُ يُحِبُّني وَيَحتَرِم حُرِّيَّتي.

إِذا أَرَدتُ أَن يَخلُقَ الرَّبُّ فِيَّ قَلبًا جَديدًا على مِثالِ قَلبِهِ الوَديع وَالمـُتَواضِع عَلَيَّ أَن أَكونَ مِثلَ الطّينِ في يَدَيّ الفَخّاريّ. عَلَيَّ أَن أَدخُلَ إِلى مَصنَعَ الصَّلاةِ الحَقيقيَّة، لِأَعبُدَهُ بِالرُّوحِ وَالحَقّ. هُنا تَكمُنُ عَظَمَة السُّجودِ لِيَسوع الحاضِر في سِرّ القُربان الأَقدَس.

“قَلبًا نَقِيًّا أُخلُق فِيَّ يا الله، وَروحًا مُستَقيمًا جَدِّد في أَحشائي” (مز 51: 14)

يُريدُ الرَّبَّ يَدَيْ إرادَتي، وَبِالأَكثَر يُريدُني أَن أَرغَبَ أَن يَكونَ هوَ المَلِكُ على قَلبي. يَعني أَن أَسمَحَ لَهُ أَن يَكونَ حاضِرًا في قَراراتي وَخَياراتي، في أَفكاري وكَلِماتي وَأَقوالي وَمَشاعِري. يَعني أَيضًا أَن يَكونَ حاضِرًا حَيًّا في جَميعِ لِقاءاتي، وَكُلّ عَلاقاتي. عَلَيَّ أَن أَحذَر مِنْ تَجرُبَة طَلَبي مِنْهُ تَغييرَ واقِع حَياتي، عَلَيَّ أَن أَطلُبَ مِنْهُ أَن يُنَقِّيَ قَلبي وَهذا يَكفي.

“قَلبي مُستَعِدٌّ يا الله، قَلبي مُستَعِدّ، إِنّي أُرَنِّمُ وَأُشيدُ” (مز 101: 1)

عِندَما يَخلُقُ فِيَّ الرَّبَّ يَسوع قَلبًا جَديدًا، تَتَغَيَّرُ نَظرَتي إِلى نَفسي فَأَقبَلَ ذاتي، وَإِلى اللهِ فَأَراهُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ كَأَبٍ حَنونٍ يُحِبُّني وَيُعنى بي. عِندَئِذٍ تَتَغَيَّرُ نَظرَتي إِلى الأَشخاص الَّذينَ لا يُحِبُّونَني، لِأَنَّني أَستَطيعُ أَن أَفهَم أَنَّهُم مَجروحينَ وَأَنَّ الشرّيرَ يُحارِبُني مِنْ خِلالِ ضِعفِهم وَضعفي. عِندَما يُغَيِّرُ الرَّبَّ يَسوع قَلبي أَرى نورَهُ في ظُلُماتِ واقعي المَرير، فأَبقى ثابِتًا في الرَّجاء. عِندَما يُغَيِّرُ الرَّبَّ يَسوع قَلبي أَختارُ الأَفكارَ الصَّالِحَة، وَأَرغَب دائِمًا في صُنعِ الخَير، وَأَسعى لِتَبقى نَوايايَ وَمَقاصِدي صالِحَة، فَأَثْبُتَ في المـَحَبَّة.

“إِجعَلني كَخاتَمٍ على قَلبِكَ، كَخاتَمٍ عَلى ذِراعِكَ، فإِنَّ الحُبَّ قَوِّيَ كَالمَوت” (نش 8: 6)

لِنَصرُخ إِلى الرَّبَّ يَسوع بِإِيمانٍ حارّ، وَرَغبَةٍ صادِقَة لِكَيْ يَخلُقَ فينا قُلوبًا جَديدَة نَقِيَّة، صادِقَة وَمُحِبَّة، وَأَن يَملأَها بِسَلامِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَحُضورِهِ المـُحيي، فَنُسَبِّحَهُ وَنُمَجِّدَهُ وَنَعبُدَهُ بِالرُّوحِ وَالحَقّ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!