مقالات

جاءَ يَسوع لِيُحَرِّرَنا؛ إِنَّهُ المُعَلِّمُ وَالرَّبّ!

يُظَهِّرُ لنا الإِنجيليّ مَرقُس وَجهَ يَسوع المُعَلِّم مُنذُ بِدايَةِ كِرازَتِهِ. هوَ المـُرسَلُ مِنْ لَدُنِ الآبِ نَراهُ أَوَّلًا كَمُعَلِّمٍ يُنافِسُ سائِرَ الرَّابِيّينَ في تَعليمِهِ وَيَتَمَيَّز عَنْهُم بِسُلطانِهِ، وَيَفوقُهُم بِما أُعطِيَ مِنْ نِعمَةٍ بِالقَولِ وَالعَمَل. كُلُّ واحِدٍ مِنَّا يُريدُ وَيَرغَبُ أَن يَكونَ مُؤَثِّرًا في مُجتَمَعِهِ وَفي بيئَتِهِ، لَكِنَّ يَسوع يُعَلِّمُنا أَنَّهُ لِنَكونَ هَكَذا يَجِبُ عَلَينا أَوَّلًا أَن نَعرِفَ هُوِيَّتَنا الَّتي فيها نَكتَشِفُ مَوهِبَتنا الخاصَّة وَدَعوَتَنا، فَنَعيشَ حَياتَنا وَنَحنُ مُتَصالِحينَ مَع أَنفُسِنا. لا يَنفَعُنا أَن نَرغَبَ بِشَيءٍ لَيسَ بِمُستَطاعِنا وَلَيسَ لَنا أَي إِمكانيَّة لِتَحقيقِه. نَرى يَسوع يَعيشُ دَعوَتَهُ كَمُعَلِّمٍ في إِسرائيلٍ مُرتَكِزًا عَلى نُقطَتَيْنِ أَساسِيَّتَين وَهُما ما تَعَلَّمَ وَاختَبَرَ: الأُولى إِلتِزامَهُ وَمُثابَرَتَهُ كَمُؤمِنٍ في عَيشِ الوَصايا، جَعَلَهُ يَفهَمها عَلى أَفضَلِ وَجهٍ انطِلاقًا مِنْ مَحَبَّتِهِ للآبِ السَّماويّ. الثَّانية سَماعَهُ وَطاعَتَهُ لِصوَتِ الآب في نَهرِ الأُردُن: “أَنتَ ابني الحَبيب الَّذي عنْهُ رَضيت”؛ حَيثُ تَجَلَّى عُمقَ اختِبارِهِ كَإِنسانٍ فَظَهَرَت هُوِيَّتَهُ الحَقيقيَّة كَإِبنٍ لله.
لَقَد مَضى يَسوعُ إِلى مَجمَعِ كَفرناحومَ كَعادَتِهِ، وَلَكِن هَذِهِ المَرَّة لَيسَ بِهَدَفِ سَماعِ كَلِمَةِ اللهِ وَحَسب، بَلْ بِهَدَفِ إِعلانِها كَمُعَلِّمٍ بِقُوَّةِ سُلطانِهِ، فَتَجَلَّت مَعَهُ عَلى أَنَّها الخَيرَ الَّذي يُقاوِمُ كُلَّ روحِ شَرٍّ وَيَهزُمَهُ. نَرى يَسوع يَأخُذُ مَوقِع المـُعَلِّم الَّذي يَنطِق بِالحَقّ، وَفي الوَقتِ عَينِهِ نَرى كَيفَ أَنَّ كَلِمَةَ الحَقّ تَهزِمُ الشَّرَّ. انطِلاقًا مِنْ هُنا نَكتَشِف أَنَّنا لِكَيْ نَتَحَرَّرَ مِنْ أَهوائِنا وَشُرورِنا وَنَقائِصَنا، عَلَينا أَن نَقبَلَ كَلِمَةَ يَسوع بِإِيمانٍ لِكَونِها الحَقَّ الَّذي يَشفي وَيُحَرِّر. نَرى أَيضًا أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ تَكشِف روحَ الشَرِّ الخَادِع وَتُظهِرُهُ لِلْعَيان، وَنراهُ كَيفَ يَعمَل عَلى مُقاوَمَةِ الرَّبَّ يَسوع، مِنْ خِلالِ كَشفِ هُوِيَّتِهِ عَلى المَلأَ في حينٍ كانَ يُريدُ يَسوع أَن يَبقى سِرَّهُ مَخفِيًّا كَإِبنٍ لله، وَذَلِكَ لِسَبَبَينِ أَوَّلًا تَواضُعَهُ، وَثانِيًا تَرَقُّبَهُ لِمَشيئَةِ الآبِ السَّماويّ.
يُخبِرُنا الكِتاب المـُقَدَّس أَنَّ الإِنسانَ عَرَفَ الخَطيئَةَ بِسَبَبِ انخِداعِهِ وَإِنصاتِهِ لِلحَيَّةِ القَديمَة إِبليس، وَهُنا مَع يَسوع نَكتَشِف أَنَّ مُقاوَمَتَنا لِهذا العَدُوّ الخادِع تَقوم عَلى التَّمَسُّكِ بِكَلِمَةِ يَسوع الَّتي هيَ لَنا حَقًّا روحٌ وَحَياة. إِنَّ كَلِمَةَ الرَّبَّ يَسوع هيَ بِمَثابَةِ النُّور الَّذي يَكشِف ظُلمَةَ الشّرّير، وَتَكِشف أَيضًا تَواطؤنا مَعَهُ، فَلِكَيْ نَكونَ أَحرارًا لَدَينا خَيارٌ واحِد، وَهوَ التَّتَلمُذَ للرَّبّ يَسوع لِأَنَّهُ يُعَلِّمُنا بِكَلِمَتِهِ وَبِمِثالِهِ كَيفِيَّةَ مُواجَهَةَ أَبو الكَذِب، بِهَدَفِ أَن نَعيشَ حَقيقَةَ أَنفُسِنا كَأَبناءٍ لله.
لَقَد عَلَّمَ الكَتَبَةُ الكِتابَ المـُقَدَّس، لَكِنَّهُمْ لَم يَعرِفوا روحَهُ القُدُّوس، وَنَحنُ أَيضًا مُعَرَّضينَ لِهَذِهِ التَّجرِبَة أَن نَسمَعَ كَلِمَةَ اللهِ وَنَنقُلَها لِبَعضِنا البَعض، وَلَكِنَّنا نَبقى بَعيدينَ عَنْ عَيشِها وَتَعَلُّمِها وَاختِبارِها وَفقًا للرُّوحِ القُدُسِ وَعَلى مِثالِ يَسوع. في وَقتٍ باتَ العالَمُ لا يَتَكَلَّمُ كَثيرًا عَنْ حُضورِ وَعَمَلِ الشَّيطانِ في حَياةِ النَّاس، نَرى أَنَّ مَنْ يَعرِف كَلِمَةَ اللهِ وَيَتَسَلَّح بِها يَكشِف خِداعَ الشَّيطانِ وَيَنتَصِر عَلَيْهِ بِقُوَّةِ إِسمِ يَسوع، وَهَكذا يَبقى لَنا يَسوع النُّورُ الَّذي يُشرِقُ في الظُّلمَة وَلا تَقوى عَلَيهِ الظُّلُماتُ أَبَدًا. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!