مقالات

خَطَأَة في الظَّاهِر يَخلُصون، وَخطَأَة في الباطِن يهلِكون!

موقع Allah Mahabba خَطَأَة في الظَّاهِر يَخلُصون، وَخطَأَة في الباطِن يهلِكون!

في كُلِّ مَرَّةٍ نَستَمِع جَيّداً إِلى إِنجيلِ الرَّبّ يَسوع، نَشعُر أَنَّهُ يَدعونا باستِمرارٍ لِأَن نَكونَ حَقيقَةَ أَنفُسِنا، أَيْ على صورَتِهِ كَمِثالِه. كُلُّ شَيءٍ في واقِعِنا: الثَّقافَة وَالمـُجتَمَع وَالتَّربِيَة وَالدّين وَالإِعلام،… يَدعونَنا لِتَقديمِ صورَة جَميلَة عَنْ أَنفُسِنا، وَلَكِن بِسَبَبِ هَذِهِ التَّجرُبَة، نَخسَر حَقيقَتَنا، وَنَدخُلُ في أَكبَرِ خَطيئَة هيَ الكَذب على أَنفُسِنا وَعلى اللهِ.

       عِندَما نَسمَع الرَّبَّ يَسوع يُوَبِّخ الكَتَبَة وَالفَرّيسيّين، على روحِ المـُرائِيَّة، لِأَنَّهُم يُظهِرونَ عَكس ما في قُلوبِهِم. وَعِندَما نَسمَعهُ يَشيدُ بِالزُّناةِ وَالخَطَأَة قائِلاً أَنَّهُم سَيَسبِقونَ أُولَئِكَ إِلى مَلَكوتِ الله، نَكتَشِف أَنَّهُ مُحِبٌّ لِلصِدقِ وَالحَقّ. نَكتَشِف مَع يَسوع أَنَّ الصِّدقَ هوَ الباب الرَّئيسيّ لِلتَّوبَة وَلِدُخولِ مَلَكوتِ السَّموات.

       مِن أَسبابِ عَدَم اعتِرافِنا أَنَّنا خَطَأَة، هوَ الصّورَة المـُزَيَّفَة الَّتي صَوَّرناها عَنْ أَنفُسِنا، وَنُريدُ أَن نُقنِعَ اللهَ وَالنَّاسَ فيها. لِكَيْ نَقبَل دَعوَةَ اللهِ لنا لِدُخولِ المـَلَكوت، عَلَينا أَن نَتَحَرَّرَ أَوَّلاً مِن تِلكَ الصُّورَة الكاذِبَة، وَأَلَّا نَعيشَ لِإِرضاءِ النَّاسِ وَالمـُجتَمَع وَالشَّريعَة، على مِثالِ الكَتَبَة وَالفَرّيسيّين، بَل أَن نَعتَرِف أَنَّنا خَطَأَة تُجاهَ اللهِ والقَريب وَأَنفُسَنا.

       إِنَّ إِمكانِيَّة عَيش التَّوبَة الحَقيقيَّة لَدى الزُّناة وَالعَشّارين، أَكبَر بِكثير لَدى الكَتَبَة وَالفَرّيسيّين، وَالسَّبَب واحِد، لِأَنَّ الأَوَّلينَ لا يَقِفون أَمامَ حاجِز الشَّريعَة في حاجَتِهِم لله، بَل يَلتَمِسونَ رَحمَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ لَهُم. الكَتَبَة وَالفَرّيسيّونَ يُحَجِّمونَ اللهَ وَفقاً لِشَريعَتِهِم الخاصَّة، وَلَيسَ وَفقًا لِلوَحيّ الإِلَهيّ المَـوجود في الكِتابِ المـُقَدَّس، حَيثُ يَظهَرُ اللهُ مُنحَنِياً عَلى شَعبِهِ بِرَحمَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ اللَّامُتَناهِيَة.        كُلُّنا خَطَأَة، وَلَكِنْ هُناكَ خَطايا مَخفِيَّة بِشَكلٍ جَميل، وَأُخرى تَظهَرُ بِوَجهٍ قَبيح. كُلُّنا مَدعُوّون إِلى التَّوبَة وَإِلى دَخولِ المـَلَكوت، وَلَكِن بِإِمكانِنا أَن نَزعَمَ القَداسَة وَأَن نُظهِر للنَّاس أَنَّنا أَبرار، وَنَجعَل مِن أَنفُسِنا مَرجَعًا في القدَاسَة وَنَحنُ كَذَّابون، أَو أَن نَكونَ حَقيقَةَ أَنفُسِنا، وَنَعتَرِف بِجوعِنا وَحاجَتِنا العَميقَة إِلى رَحمَةِ الله. فَلنَطلُب مِنْ يَسوع نِعمَةَ التَّوبَةِ الصَّادِقَة. آمين

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!