مقالات

من هو أهلٌ عند الله؟!

موقع Allah Mahabbaَمن هو أهلٌ عند الله؟!

                تُعلّمُنا خبرةُ الحياة على مُستوى علاقاتنا، أنّ كُلّ شيءٍ يُفرضُ علينا فرضاً أو بالقُوّة، نشمئزُّ منهُ ونرفُضُ أن نقبلهُ. لا نستطيعُ أن نُحبّ أحداً، يُملي علينا أن نُحبّهُ بدون رغبةٍ حُرّةٍ نابعةٍ من قلبنا، أو من دون أن نعرف محبّتهُ وموقفهُ منّا.

                نسمعُ يسوع يقولُ لنا: “من أحبّ أباهُ أو أُمّهُ أكثر منّي، فليس أهلاً لي” (متّ 10: 37). أليست هذه هي الوصيّةُ الرّابعة، بعد الوصايا الثّلاث المـُتعلّقة بالله؟ هو إذاً يُقدّمُ لنا نفسهُ على أنّهُ الله، عندما يطلُبُ منّا أن نُحبّهُ أوّلاً. هو يُريدُ أن نحمل صليبنا ونتبعهُ، وأيضاً أن نكون على مثال حبّة الحنطة (راجع، يو 12: 24)، فلا نحتفظ بحياتنا، بل أن نُضحّي بها في سبيله، كما هو فعل من أجلنا.

                إنّهُ امتحانُ المـحبّة! يُريدُ منّا يسوع أن نُجيب على محبّته لنا، عن طريق محبّتنا لهُ، انطلاقاً من ثلاثة أبعادٍ: مصدر حياتنا، صُعوباتها، وثمارها.

[1] مصدر حياتنا: عندما نُحبُّهُ فوق أهلنا، نعترف أنّ “به كان كُلُّ شيءٍ، وبدونه ما كان شيءٌ ممّا كان” (يو 1: 3). عندما نُحبُّ الرّبّ فوق كُلّ شيءٍ، تُصبح محبّتُنا لأهلنا، ولكُلّ إنسانٍ فعل شُكرٍ، لأنّنا نعترف أنّهُم عطايا منهُ تُعبّر عن محبّتهُ لنا.

[2] صُعوبات حياتنا: عندما نحمل صليبنا ونتبعهُ، عندئذٍ نعيشُ كلمتهُ الّتي قالها لنا: “ستُعانون الضّيق في هذا العالم، ولكن ثقوا إنّي قد غلبتُ العالم” (يو 16: 33). عندما نُواجهُ صُعوبات حياتنا الشّخصيّة والإجتماعيّة، بروح الشّجاعة والإيمان، نُعطي معنًى لوُجودنا، ونكونُ علامةً فارقة في هذا العالم. أكثر من ذلك نُؤكّد على أنّ إلهنا الّذي عرفناهُ بيسوع المـسيح، هو القيامة، وبالتّالي، نُعلنُ أنّ إلهنا أكبر من مصائبنا، وهو يُحرّرُنا منها جميعًا.

[3] ثمار حياتنا: عندما لا نعُد نتمحور حول أنفُسنا، بل حول المـسيح، عندئذٍ نُصبحُ أشباههُ، حيثُ نجدُ فرحنا في العطاء أكثر منهُ من الأخذ. ميزةُ الأُمومة والأُبُوّة الصّحيحة، أنّهُم يعيشون لأبنائهم ويعملون كُلّ شيءٍ من أجلهم. مع الرّبّ يسوع، الّذي علّمنا أن نُصلّي قائلين: أبانا الّذي في السّموات،… هو يدعونا إلى الأُخُوّة الشّاملة، حيثُ نُعطي أنفُسنا على مثاله، مثل اليُنبوع، من دون قيدٍ أو شرط.

                يُعلّمُنا يسوع أنّ شُروط المحبّة الحقّة لا شُروط لها. هي تنبعُ من الله مصدر الأنوار والحياة وكُلّ خيرٍ ونعمةٍ، لا تعرفُ التّفرقة والعُنصُريّة. وعن طريق اتّباعنا لهُ، تجرُفُ كُلّ صُعوبات الحياة ومشاكلها وتجاربها بما فيها من صُلبانٍ وآلامٍ وتحدياتٍ، لتكون عطاءً مُستمرًّا يُضحي إعلاناً لملكوت الله.

                يُريدُ يسوع أن نُجيب على محبّته لنا بهذه الأبعاد الثّلاثة: في أن يكون هو مصدر حياتنا، وأن تكون صُعوباتنا مُطعّمةً بقُوّة صليبه المـُنتصر على المـوت، وثمارها تشعُّ محبّةً ورجاءً بالحياة الأبديّة. في هذه المـحطّات الثّلاثة، نعيشُ معموديّتنا باستمرار، نموتُ مع المـسيح لنعيش معهُ ولهُ للآب السّماويّ بقُوّة الرُّوح القُدُس. إنّ الرّبّ يسوع لا يشترط علينا أن نُحبّهُ، لكنّنا لا نستطيعُ أن نكون أحرارًا وناضجين وقدّيسين، خارجاً عن عيشنا لمحبّته لنا الّتي بها افتقدنا وافتدانا وخلّصنا، لتكون لنا الحياةُ الأبديّة.

                من عرف الله بيسوع المـسيح، عرف أنّهُ المـحبّة، وعرف أيضاً أنّهُ لا يستطيعُ أن يكون حيّاً خارج المـحبّة. فلنطلُب من يسوع نعمة أن يكون هو الألفُ والياءُ في حياتنا، فنُحبّه، ونتبَعهُ، فنُؤتي ثماراً صالحة.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!