الإنجيل اليومي

الأحد السادس من الصوم الكبير : أحد شفاء الأعمى

موقع Allah Mahabba  الأحد السادس من الصوم الكبير : أحد شفاء الأعمى

سفر أشعيا 42: 6 – 8. 16 – 18

” أَنَا الرَّبَّ دَعَوْتُكَ في الْبِرِّ وأخَذتُ بِيَدِكَ وَجَبَلتُك وَجَعَلتُك عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ

لكيّ تَفْتَحَ العُيُونَ العَمْياء وتُخْرِجَ الأسيرَ مِنَ السِّجْنِ والْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ من بيت الحبس”.

أَنَا الرَّبُّ وهَذَا اسْمِي وَلاَ أُعْطِي لِآخَرَ مَجْدِي وَلاَ لِلْمَنْحُوتَاتِ حَمدي.

وأُسَيِّرُ العُمْيانَ في طَريقٍ لم يَعرِفوه وأُسلِكُهم مَسالِكَ لم يَعهَدوها وأَجعَلُ الظُّلمَةَ نورًا أَمامَهم والمُلتَوَياتِ مُستَقيمة. هٰذه الأُمورُ سأَصنَعُها ولا أَترُكُهم.

قدِ ٱرتَدُّوا إِلى الوَراءِ وخَزِيَ خِزْيًا المُتَوَكِّلونَ على المَنْحوتات القائِلونَ لِلمَسْبوكاتِ: أَنتُنَّ آلِهَتُنا».

أَيُّها الصُّمُّ ٱسمَعوا أَيُّها العُمْيانُ ٱنظُروا وأَبصِروا.

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10: 1 – 7

يا إخوَتِي، أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ المَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا المُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا.

وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِّقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين.

أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الجَسَد، ولكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛

لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلى هَدْمِ الحُصُونِ المَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الخَاطِئَة،

وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱلله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ المَسِيح.

ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم.

إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى المَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.

إنجيل القدّيس مرقس 10: 46 – 52

بَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق.

فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».

فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».

فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك».

فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع.

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!».

فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق.

التأمل

يا يَسوعُ ابنَ داود ارحمني!“

عِندَما يَشعُرُ الطِّفلُ بِالخَوفِ سُرعانَ ما يَندَهُ وَيَصرُخُ لِوالِدَيهِ، وَيَلجَأُ إِلى حِضنِهِما سائِلاً الأَمان. عِندَما يَتبَع شَعبٌ ما قائِدًا أَو زَعيماً يَرفَعُ الشّعارات المـُؤَيِّدَةَ لَهُ، مُعلِنًا الإِخلاصَ وَالوَلاءَ وَالوَفاءَ لَهُ. عِندَما يَطَرأ حادِثٌ صِحّيّ يَطلُبُ المـَريضَ وَالجَريحَ الطَّبيبَ، بِصُراخِهِ وَنَزيفِهِ وَغَيبوبَتِهِ. هَكذا تَختَلِفُ أَشكالُ الإِستِغاثَة انطِلاقاً مِن طالِبِها، وَلَكِن مَن يَطلُبُ النَّجدَةَ مِنَ اللهِ الحَيّ الَّذي عَرَّفَ عَن ذاتِهِ كاشِفاً حُضورَهُ وَمَحَبَّتَهُ، عَلَيهِ أَن يَصرُخَ وَيَندَهَ وَيَستَغيثَ وَيَطلُبَ وَيُعلِنَ اسمَ الرَّبَّ يَسوع، هوَ الَّذي أُولِيَ كُلّ سُلطانٍ على ما في السَّمَواتِ وَفي الأَرضِ وَتَحتَ الأَرض. مِن جَمالاتِ اسمِ يَسوع أَنَّهُ يَعني طَلَبَ الخَلاصِ بِصيغَةِ الأَمرِ، وَلَكِنَّهُ أَيضاً يَعني طَلَب الرَّحمَة، لِأَنَّ لا أَحَدَ خارِجَ اللهِ رَحومٌ بِذاتِهِ وَجَوهَرِهِ. انطِلاقاً مِن هُنا، نَفهَم عَظَمَة إيمان الأَعمى الَّذي رَفَعَ صُراخَ الإِستِغاثَةِ قائِلاً: “يا يَسوعُ ابنَ داود ارحَمني”، فَقَد طَعَّمَ صَرخَتَهُ بِمِيزَةٍ خاصَّة ذاكِراً  على مَسمَعِ الجَميعِ إِلَه العهد، الأَمين لِلوَعد الَّذي قَطَعَهُ لِداوُد.

يَا بُنَيَّ، لَقَد شاءَ الآبُ السَّماويّ أَن تَعرِفَ الخَلاصَ الَّذي أَعَدَّهُ لَكَ مِن خِلالِ اسمي وَشَخصي. إِنَّ مَعرِفَتَكَ لسُلطانِ اسمي يُمَكِّنُكَ مِنَ الإِنتِصارِ على كُلّ قِوى الظُّلمَةِ وَالظَّلام، فَكما أَنَّ الأَعمى سَأَلَ النُّورَ مُنادِياً بِاسمي، هَكذا أَنتَ أَيضاً بِقَدرِ ما تَأتي على ذكرِهِ بِتَجهُّدِ الصَّلاةِ يَكونُ حُضوري نوراً لِقَلبِكَ يُبَلسِمُ جِراحَكَ فَتَعرِفَ انسِكابَ رَحمَتي عَلَيكَ الَّتي بِها تَعرِفُ حُرِّيَّةَ أَبناءِ اللهِ مِن جديد. إِرفَع صَوتَكَ عالِياً في صَميمِ القَلبِ، لا لِأَنَّني لَم أَسمَعكَ جَيّداً، بَل لِأنَّ صَداهُ يُحَرِّرُ خَفاياه، فَيمَتَلِئَ بِالدِّفءِ وَالحَنان، وَيَنعَمَ بِقُوَّةِ النِّعمَة. فَليَكُن ذِكرُ اسمي هَذيذاً لِفِكرِكَ حَتَّى تَتَنَقَّى كُلّ أَفكارِكَ، وَتَصفى فَتَجِدَ الهُدوءَ الَّذي مِن دونِهِ لا يُمكِنُكَ مَعرِفَة رَحمَتي الَّتي أَسكُبُها عَلَيكَ، وَالَّتي عَن طَريقِها تُبصِرُ ذاتَكَ كَما في مِرآةٍ إِذ تُعاينُ حُضوري فيك. مِن جَمالاتِ عَمَلِ الرُّوحِ القُدُس، أَنَّهُ أَعطى الأَعمى صِلَةَ عَمَلي الخَلاصي الَّذي حَقَّقتُهُ في ماضي تاريخِ شَعبِ اسرائيل، وَما أُحَقِّقُهُ في حاضِرِه عَن طَريقِ تَجَسُّدي، فَعلى الرُّغمِ مِن حالَةِ انعِدامِ بَصَرِه عَرَفَ أَنّني المـُخَلِّصُ الَّذي رَعى الشَّعبَ قَديمًا وَافتَداهُ من يَدِ فِرعَونَ وَسِواه، أنا ابنُ داود.

عُرِفَت أَريحا في الكِتابِ المـُقَدَّس بِأَحداثٍ مُقَدَّسَةٍ، خاصَّةً مُحاصَرَتَها وَدُخولَها بِتابوتِ العَهدِ في تَطوافٍ ليتورجيّ، والرَّبّ يَسوع قَد زارَها عِدَّةَ مَرَّاتٍ طائِفاً في ساحاتها وَشَوارِعِها مُجرِياً المـُعجِزات. لَقَد عَرَفت صَرخَةً واحِدَة وَهُتافَينِ لِنَشيدٍ وَاحد، وَنَعني بِهذا صَرخَةَ الجُموع الَّتي أَرادَت صَدّ هُتافَ الأَعمى الَّذي كانَ بِمَثابَةٍ صَدى لِهُتافِ الشَّعبِ الدَّاخِلِ بِتابوتِ العَهد. على المـُستَوى التَّأوينيّ، في كُلِّ مَرَّةٍ تُرفَعُ الصَّلاةِ لله الآبِ باسمِ يَسوع، يَشتَرِكُ المـُؤمِن وَإِن كانَ وَحيدًا وَمَعزولًا مَعَ صَلاةِ الكَنيسَةِ كُلِّها، وَبِقُوَّةِ الإِيمان يَهُدُّ حُصوناً، لِأَنَّهُ يَصِل إِلى قَلبِ الله الرَّحيم. انطِلاقًا مِن هَذِهِ الخِبرَة البيبلّيَّة كُلٌّ مِنَّا مَدعُوٌّ لِأَن يَلتَزِمَ حَياةَ الصَّلاةِ وَروحَها، مُرَدِّدًا اسمَ يَسوع ابنَ داود، طالِباً مِنهُ الرَّحمَة.

رَبّي يَسوع، أَنتَ ابنُ اللهِ الحَيّ، أَنتَ ابنُ داود، إِلَهُ العَهدِ وَسَيّدُ الرَّحمَة. مِنكَ أَطلُبُ الحَياةَ في كُلِّ مَرَّةٍ أَتَوَسَّلُ مَراحِمَكَ، لِأَنَّ نورَ كَلِمَتِكَ، يَغدو نَهاري، وَجَسَدَكَ الأَقدَس هوَ غِذائي، وَطيبَةُ حَنانِكَ هيَ أَماني وَسَلامي، وَمِن دونِكَ لا طَعمَ لِوجودي وَلا مَغزًا وَلا مَعنًى لِبَقائي. مُدَّني دائِمًا بِمَراحِمِكَ الغَزيرَةِ لِأَحيا لَكَ وَأَهتِفَ باسمِكَ، آمين. 

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!