الإنجيل اليومي

عيد إيمان بولس الرسول

موقع Allah Mahabba   عيد إيمان بولس الرسول

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 1: 11 – 17

يا إخوَتِي، أُعْلِمُكُم، أَيُّهَا الإِخوَة، أَنَّ الإِنْجيلَ الَّذي بَشَّرْتُ بِهِ لَيْسَ وَفْقًا لِبَشَر،

فإِنِّي مَا قَبِلْتُهُ ولا تَعَلَّمْتُهُ مِن بَشَر، بَلْ بِوَحْيِ يَسُوعَ المَسِيح.

ولَقَدْ سَمِعْتُم بِسِيرَتي قَدِيْمًا في مِلَّةِ اليَهُود، أَنِّي كَنْتُ أَضْطَهِدُ كَنيسَةَ اللهِ غَايَةَ الٱضْطِهَاد، وأَفْتُكُ بِهَا فَتْكًا.

وكُنْتُ في مِلَّةِ اليَهُودِ أَفُوقُ كَثِيرِينَ مِن أَتْرَابي في أُمَّتِي، وكُنْتُ أَكْثَرَهُم غَيْرَةً عَلى تقَالِيدِ آبَائِي.

ولكِنْ لَمَّا ٱرْتَضَى ذَلِكَ الَّذي فرَزَنِي مُذْ كُنْتُ في بَطْنِ أُمِّي، ودَعَانِي بِنِعْمَتِهِ،

أَنْ يُعلِنَ ٱبْنَهُ فِيَّ، لِكَي أُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَم، فَلِلْحَالِ مَا ٱسْتَشَرْتُ لَحْمًا ودَمًا،

ولا صَعِدْتُ إِلى أُورَشَلِيم، إِلى الَّذِينَ هُم رُسُلٌ قَبْلي، بَلِ ٱنْطَلَقْتُ إِلى بِلادِ العَرَب، وعُدْتُ بَعْدَهَا إِلى دِمَشْق.

إنجيل القدّيس متّى 20: 1 – 16

قالَ الربُّ يَسوعُ: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ.

وٱتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ.

ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين.

فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم.

فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ.

ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟

قَالُوا لَهُ: «لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم.

ولَمَّا كَانَ المَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وٱدْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين.

وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا.

ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا.

ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ،

قَائِلين: هؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ ٱحْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ!

فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا ٱتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟

خُذْ مَا هُوَ لَكَ وٱذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ.

أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟

هكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين».

التأمّل

”فَأَنا أُريدُ أَن أُعطِيَ هذا الأَخير، كَما أَعطَيتُكَ“

لِلأَسف الشَّديد لَقَد تَرَبَّينا وَاعتَدنا على اختِيارِ الأَوَّل وَالأَفضَل انطِلاقًا مِنَ المـُقارَنَةِ المَشروعَة بَينَ بَعضِنا البَعضَ، وَالَّتي بِجانِبٍ مِنها تَضَعُنا في إِطارِ المـُنافَسَة وَالحَسَدِ وَالغَيرَة وَقَد تَصِل رُبَّما إِلى حَدِّ العُنفِ أَو إِلى الدَّينونَةِ في رَفضِ الآخَر، فيما مَسيرَةُ نُضجِنا الإِنسانيّ تَأخُذُنا إِلى تَقَديرِ وَاحتِرامِ قُدُراتِ كُلِّ شَخصٍ بِمُفرَدِهِ كَكائِنٍ حُرّ. يَسهُلُ عَلَينا مُلاحَظَةَ مَن الأَنجَح وَالأَبرَع فيما بَينَنا، وَلَكِن يَصعُبُ عَلَينا تَمييزُ المـَواهِبِ وَتَمايُزَها. هذا الأَمر مَعَ الشُّعورِ بِالنَّقصِ وَما يُرافِقهُ مِن غَيرَةٍ قَد يُؤَدّي إِلى تَحطيمِ الأَشخاص، وَإِلى الدُّخولِ بِأَزمَةٍ وَصِراعٍ مَع الله، باعتِبارِ أَنَّهُ المـَسؤول الأَوَّل وَالأَخير عَن خَلقِ كُلِّ إِنسان، فَيُصبِحُ غَيرَ عادِلٍ وَغَيرَ مُنصِفٍ وَبِالتَّالي لَيسَ إِلَه المـَحَبَّةِ وَالحَقّ الَّذي عَرَّفَنا عَلَيهِ الرَّبَّ يَسوع. لِكَسر هَذا الجِزء الخاطِئ مِن قَواعِدِ تَربِيَتِنا، يُقَدِّمُ لَنا يَسوعُ مَثَلًا يُشيرُ إِلى المـُشكِلَةَ الَّتي أَتَينا عَلى ذِكرِها، فَمِن بابِ النَّظرَةِ الأُولى نَجِدُ اللهَ غَيرَ عادِلٍ، وَإِذا أَمعَنَّا النَّظَرَ نَجِدَهُ أَنَّهُ العَدلُ وَالمـَحَبَّةُ وَالحَقّ.

يا بُنَيَّ، في حَياتِكَ تُطالِبُ بِحُقوقِكَ على أَساسِ ما عَمِلتَ وَتَعِبتَ انطِلاقًا مِن مِعيارٍ يُقَدِّرُ جَهدَكَ بِإِنصافٍ، وَهذا شَيءٌ جَيِّدٌ وَحَسَنٌ بَينَ النَّاس، وَلَكِن لا تَستَطيعُ أَن تُطالِبَ بِحُقوقٍ إِن كانَ المـُعطى لَكَ أَكثَرَ مِمَّا تَستَحِق، فَقَد باتَ عَلَيكَ أَن تَكونَ بِمَوقِفِ الشَّاكِرِ وَالمـُمتَنّ، وَرُبَّما تَشعُرُ أَنَّكَ مَديونٌ لِمَن أَكرَمَكَ. هذا هوَ مُفتاحُ مَثَلُ العُمَّالِ في الكَرم. لَقَد أَكرَمَ صاحِبُ الكرِم وَأَعني بِهِ الآبَ السَّماويّ على مَن عَمِلوا أَوَّلًا وَمَن عَمِلوا أَخيرًا، الإِثنَينِ أَخَذوا أَجرَهُمُ العادِل، وَلَكِن الآخَرونَ أَخَذوا إِكرامًا مُضاعَفًا عَلى استِحقاقِهِم، وَأَيضًا باتوا في مَوقِفِ المـَديونِ وَالشَّاكِر. خَطَأُ الأَوَّلونَ أَنَّهُم جَعَلوا مِن أَنفُسِهِم مِقياسًا لِلعَدلِ وَنَسَوا إِكرامَ السَّيِّدِ لَهُم. على وَقعِ هذا المـَثَلِ أَحُثُّكَ لِتَتَمَوضَع في مَكانِكَ الصَّحيح كَمَخلوقٍ وَأَن تَنظُرَ إِلى كُلِّ ما أُعطِيَ كَفِعلِ مَحَبَّةٍ وَنِعمَةٍ مِنَ اللهِ، لِكَي تَعمَلَ وَأَنتَ مُمتَنٌّ وَشاكِر إِذ صِرتُ لَكَ بِمَثابَةِ الدِّينارِ الَّذي افتَدى حَياتَكَ، لِتَعرِفَ أَنَّكَ مَحبوبٌ مِنِّي لا لِعَمَلٍ عَمِلتَهُ، فَأَدخَلتُكَ إِلى كَرمي، وَعَرَفتَ كَرَمي إِذ أُعطي الرُّوحَ بِغَيرِ حِسابٍ. أُشكُر على ما أُعطِيَ لَكَ وَما أُعطِيَ للآخَرين.

لا يَنحَصِرُ مَوضوعُ الحَقِّ وَالعَدلِ عِندَ العَمَلِ وَالمِهنَة، بَل يَمضي ضُمنَ العَلاقَةِ مَع الله إِلى الدَّعوَة، فَكَيفَ يَكونُ اللهُ عادِلًا إِذا كانَ قَد مَيَّزَ أَشخاصًا بِدَعوَتِهِ لَهُم، مِثلَ العَذراءِ مَريَم وَالقِدِّيسِ يُوسُف وَالرُّسُلُ وَآخِرُهُم بولُس، بِالإِضافَةِ إِلى كُلِّ الأَنبِياء؟ إِن غَفَلَنا التَّمايُزَ وَتَنَوُّعَ المـَواهِب نَقَعُ بِشَرَكِ اللَّاعَدالَةِ، وَإِذا نَظَرَنا إِلى تَدبيرِ اللهِ الخَلاصيّ مِن جانِبِ الخَيرِ العامّ، نَكتَشِفُ أَنَّهُ يَدعو الجَميع وَيَحُثُّهُم لِيَعمَلوا لِخَيرِ الجَسَدِ الواحِدِ كَأَعضاءٍ مُتَمايِزينَ عَن بَعضِهِم البَعض وَأَيضًا مُتَكامِلين. إِنَّ دَعوَةَ بولُسَ لِيَكونَ رَسولًا وَهوَ بِمَثابَةِ مَن عَمِلَ آخِرَ ساعَةٍ في الكَرمِ نَظَرًا لِدَعوَةِ الأَنبِياءِ أَوَّلًا، وَالرُّسُلُ ثانِيًا، هيَ جَوابٌ قاطِعٌ على أَنَّ اللهَ عادِلٌ وَمُنصِفٌ. أَنتَ أَيضًا مَدعُوٌّ فكُن لله شاكِرًا.

رَبّي يَسوع، أَنتَ الحُرِّيَّةُ الحَقَّة، الَّتي بِفِعلِ حِكمَةِ روحِكَ القُدُّوس تُظَهّرُ لِعَقلي وَقَلبي الكَرامَةَ الَّتي مَنَحتَني إِيَّاها. أَنتَ يُنبوعُ العَطاءِ وَالعادِلُ وَالمـُنصِفُ إِذ تُعطي بِكَرَمٍ آخِذًا بِحالِ ضُعفي وَوَهني وَخَطيئَتي، لِئَلَّا يَغدو عَطاؤُكَ لي دَينونَةً، بَل نِعمَةً تَؤولُ بي لِأَشكُرَكَ لا عَلى الخَيرِ الَّذي أَعطَيتَني إِيَّاهُ بَل عَلى كُلِّ خَيرٍ تَصنَعَهُ في العالَم، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!