الإنجيل اليومي

الخميس من أسبوع زيارة العذراء

موقع Allah Mahabba الخميس من أسبوع زيارة العذراء

رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 2: 17 – 22

يا إِخوَتِي، لََمَّا جَاءَ المَسِيحُ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين،

لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب.

إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله،

بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة.

فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ،

وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح.

إنجيل القدّيس يوحنّا 4: 39 – 42

آمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ المَدِينَة (سُوخار)، مِنْ أَجْلِ كَلامِ المَرْأَةِ (السامرية) الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: «إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ».

فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين.

وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ.

وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: «مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم».

التأمّل             

إِنَّهُ قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ

         العالَمُ يُثني كَثيرًا عَلى العُلومِ وَالمـَعارِفِ، فَبِصَريحِ العِبارَة كُلُّ التَّطَوُّرِ وَالتَّقَدُّمِ في حَياةِ الإِنسانِ يَقومُ عَلى المـَعرِفَة. المـَعرِفَةُ تُجَنِّبُ الإِنسانَ مَخاطِرَ جَمَّة، فَالمـَعرِفَةُ تُبَدِّدُ الضَّلال، وَتَنتَهِرُ المـَخاوِف. أَيضًا تَطَوُّرُ العَلاقاتِ بَينَ الدُّوَلِ وَالشُّعوبِ وَالأَشخاص، كُلُّها تَقومُ عَلى الحِوارِ وَالتَّعارُف. في ميدانِ العَلاقاتِ الشَّخصِيَّة تَتَوَلَّدُ الحاجَةُ في مَعرِفَةِ الآخَر مَعرِفَةً أَكثَرَ عُمقًا، وَأَكثَرَ ارتِباطًا. لِهَذِهِ المـَعِرفَةِ بِدايَة، وَلَكِن لا انتِهاءَ فيها، لِأَنَّها وُلوجٌ في سِرِّ الحُبِّ الَّذي يَربِطُ الأَشخاصَ بِبَعضِهِم البَعض. هَذِهِ المـَعرِفَةُ تَتَخَطَّى حُدودَ تَسمِيَةِ الصِّفاتِ وَسَبرِ الأَفكارِ وَالمـَشاعِر وَإِن بِصورَةٍ مُسبَقَة، فَهيَ تَمضي إِلى تَجَلِّي ما لا يَعرِفُهُ الشَّخصُ عَن نَفسِهِ، وَلَن يَستَطيعَ بُلوغَهُ خارِجَ حَشا الحُبِّ الَّذي يَتَكَوَّنُ مِن جَرَّاءِ العَلاقَةِ نَفسِها. في هذا الجَوِّ الحَميم يَكونُ الإِنسانُ نَفسَهُ، لِأَنَّ الحُبَّ يُزيلُ كُلَّ المـَخاوِف. في الحَقيقَةِ هذا ما حَقَّقَهُ الرَّبُّ يَسوع في لِقائِهِ مَع المـَرأَةِ السَّامِرِيَّة، فَقالَ لَها كُلَّ شَيء؛ أَي أَنَّهُ أَحَبَّها حُبًّا لا قِياسَ لَهُ.

         يَا بُنَيَّ، يَتَوَقَّفُ انتِظارُكَ عِندَ مَعرِفَتي لَكَ المـَليئَة بِمـَشاعِرِ الحُبِّ وَالعَطفِ وَالمـَوَدَّة.في حياتِكَ قَد سَمِعتَ الكَثيرَ مِنَ الَّذينَ عَرَفوكَ نُعوتًا جَميلَةً وَأُخرى قَبيحَة، وَالكُلُّ نَظَرَ في صِفاتِكَ وَعَلَيها بَنى مَعرِفَتَهُ لَكَ، أَمَّا أَنا عَلى خِلافِ الكُلِّ عَرَفتُ فيكَ أَعماقَ قَلبِكَ، الَّذي يَتَكَشَّفُ لَكَ رُوَيدًا رُوَيدًا مَعَ عَامِلِ الزَّمَن. أَن أَقولَ لَكَ كُلَّ شَيءٍ، هذا يَعني أَلَّا أَقولَ عَنكَ شَيئًا، وَمَعناهُ أَنِّي أُسقِطُ كُلَّ حُكمٍ في عَلاقَتي مَعَكَ. مَن يُحِبُّكَ يُزيلُ مِن قَلبِكَ عِبءَ الشُّعورِ بِالذَّنبِ، لِيُشعِرَكَ بِالأَمانِ، فَتَعرِفَ كَم أَنتَ مَحبوبٌ، وَعَلَيهِ تُصلِحُ سيرَتَكَ الَّتي اعتَراها الكَثير مِنَ التَّجارِبِ، فَكانَ لَكَ أَن تَسقُطَ وَتَعرِفَ الخَطيئَة. عِندَما أُبَيِّنُ لَكَ كُلَّ ما فَعَلتَ، في الآنِ عَينِهِ، أُبَيِّنُ لَكَ ما باستِطاعَتِكَ أَن تَصنَعَهُ، فَلا تَعودُ إِلى تَأنيبِ نَفسِكَ وَإِلى التَّحَسُّرِ عَلى ماضيكَ، بَل تَنظُرُ إِلى مُستَقبَلِكَ انطِلاقًا مِن قُوَّةِ لِقائِكَ بي. أَن تَقولَ لِلآخَرينَ أَنِّي قُلتُ لَكَ كُلَّ ما فَعَلتَ، يَعني أَنَّكَ شَهِدتَ لِمـَحَبَّتي العَميقَةِ لَكَ، وَفي الآنِ عَينِهِ عَبَّرتَ عَن تَوبَتِكَ، تارِكًا خَطاياكَ لِرَحمَتي، وَداعِيًا سامِعيكَ للدُّنُوِّ مِنها، فَيَعرِفوا مَعرِفَتي لَهُم بِقُوَّةِ الحُب.

         يَأخُذُ عُنصُرُ التَّحَفُّظِ مَوقِعًا خاصًّا عِندَ الإِنسانِ الَّذي آلَمَتهُ الجِراحُ الكَثيرَة. التَّحَفُّظُ وَالكِتمانُ يَدفَعانِ الإِنسانَ إِلى التَّقَوقُعِ عَلى نَفسِه، مِمَّا يُفقِدُهُ الثِّقَةَ بِالآخَرين، فَيَغدو هارِبًا مِنَ التَّجَمُّعاتِ وَمِنَ اللِّقاءاتِ الشَّخصِيَّةِ وَالمـُباشِرَة الَّتي تَضَعُهُ أَمامَ نَفسِهِ وَتُذَكِّرُهُ بِمـَرارَةِ الآلامِ الَّتي كابَدَها. انطِلاقًا مِن هُنا، يَأخُذُ هَذا النَّوعُ مِنَ التَّحَفُّظِ شَكلَ المـَوت، لِذا لا بُدَّ مِن مُساعَدَةٍ تَأتي مِنَ الخارِج لِتُزيلَ الحاجِزَ الَّذي يُكَوَّنُ في هَذِهِ الشَّخصِيَّة. إِنَّها لَنِعمَةٌ عَظيمَةٌ الصَّداقَة الَّتي تَجعَلُ الشَّخصَ يَتَحَرَّرُ مِن مَخاوِفِه، فَيَعرِفَ المـَزيدَ عَن نَفسِهِ. هذا ما صَنَعَهُ الرَّبُّ يَسوع مَع المـَرأَةِ السَّامِرِيَّةِ فَحَرَّرَها مِن تَحَفُّظِها وَخَوفِها. لِيَكُن قَصدُكَ أَن تَنفَتِحَ عَلى مَن هُم بِحاجَةٍ لِصَداقَتِكَ، فَتُبنَونَ مَعًا.

رَبِّي يَسوع، أَنتَ الَّذي تَعرِفُني مَعرِفَةً لا حَدَّ لَها، وَحدَكَ بِاستِطاعَتِكَ أَن تَكشِفَ أَمري بِلا خَجَلٍ وَلا خَوفٍ، لأَنَّكَ الحُبُّ الصَّافي الَّذي لا يَشوبُهُ أَيَّةُ إِدانَة. أَنتَ وَحدَكَ يَا سَيِّدي قادِرٌ عَلى أَن تَبوحَ بِسِرِّ جِراحي الدَّفينَة، فَأَسمَعُها مِنكَ فَأَقولَها لَكَ فَأَتَحَرَّرَ مِنها. خُذني رَبِّي إِلى عُمقِ اللِّقاءِ بِكَ لِتَثبُتَ مَحَبَّتُكَ فيَّ أَبَدًا، آمين..

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!