مقالات

القبر الفارغ

provided by: stock.adobe.com

موقع Allah Mahabba – القبر الفارغ

“رفعن أعينهما” مرقس ١٦: ٤

مرقس ١٦: ٤ “رفعن أعينهما (ἀναβλέπω ) ورأَينَ أنَّ الحجرَ قد دُحرج! لأنّه كان عظيمًا جدًّا”.

كان القبر الفارغ على ممرّ العصور سببًا لإيمان البعض وحجر عثرةٍ للبعض الآخر. قدّم الإنجيليّ مرقس وبكثير من الخَفَر ، معنىً مميّزًا للقبر الفارغ، من خلال استخدامه للفعل “رفعن أعينهما” (ἀναβλέπω).

يُعيد إلى أذهاننا الفعل اليوناني “رفعن أعينهما” (ἀναβλέπω )، أحداثٌ أربعة تميّزَ بها اختبار إبراهيم والذي نقله لنا الكاتب المُلهَم في سفر التكوين.

الاختبار الأوّل وموضوعه الأرض الّتي سيرثها ونجده في سفر التكوين ١٣: ١٤-١٥ “وقال الربّ لأبرام، …: «ارْفَعْ عينيكَ (ἀναβλέπω )، وانظُر من الموضع الّذي أنتَ فيه… لأَن جَمِيعَ الأَرْضِ الّتي أنتَ ترى لك أُعطِيها ولنسلِكَ إلى الأبد”.

وفي ضوء قيامة يسوع، أدركنا أنّ تلك الأرض هي أورشليم السماويّة.

الاختبار الثاني وموضوعه زيارة الرجال الثلاثة وفي سفر التكوين ١٨: ٢ “فرفع عينَيهِ ونظر (ἀναβλέπω )، وإذا ثلاثةُ رجَال واقفون لديْه”.

وفي ضوء القيامة، أدركنا أنّ في ذلك رمزيّة لله الثالوث (أيقونة روبلاف).

الاختبار الثالث وموضوعه تقدمة إسحق على الجبل، ويرد ذكره في سفر التكوين ٢٢: ٤ “وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه(ἀναβλέπω )، وأبصر الموضع من بعيد…”

وفي ضوء القيامة، أدركنا أنّه يرمز إلى الصعود إلى السماء.

الاختبار الرابع وموضوعه الكبش عوضًا عن ابنه. تكوين ٢٢: ١٣ “فرفع إبراهيم عينيه(ἀναβλέπω )، ونظر …، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضًا  عن ابنه”.

وفي ضوء القيامة، أدركنا أنّه يرمز إلى يسوع المسيح الّذي افتدانا على الصليب.

إذًا يدعونا مرقس من خلال اختياره لهذا التعبير، لنرفع نظرنا، ولنرى ما هو الجديد في القبر الفارغ.

يقول أثناسيوس الإسكندري أنّه بموت يسوع وقيامته، حتّى الموت بلغ الملء، إذ غدا جسر عبور لا نقطة وصول.

يدعونا الإنجيلي مرقس لنرفع عيوننا، فنرى ما رآه وما يراه كلّ مؤمنٍ بالقائم عند النظر إلى قبر يسوع الفارغ الذي اختصر كل قبرٍ على وجه الأرض:

نرفع عيوننا، فنرى من خلال القبر أورشليم السماويّة، أرض الميعاد (تك ١٣: ١٤-١٥) 

نرفع عيوننا، فنرى من خلال القبر جبلًا نصعد به إلى السماء (تك ٢٢: ٤).

نرفع عيوننا، فنرى يسوع المسيح الّذي افتدانا على الصليب (تك ٢٢: ١٣)

نرفع عيوننا، فنرى الله الآب واقفًا على الباب منتظرًا بالابن عودتنا من خلال الروح القدس (تك ١٨: ٢).

نرفع عيوننا فنرى أنّ القبر الّذي كانت تنتهي معه كلّ علاقة على الارض ومع السماء، أصبح بابًا لعلاقةٍ جديدة مع الأرض والسماء من خلال القائم من بين الأموات يسوع المسيح.

المسيح حقا قام ونحن شهود على ذلك

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “القبر الفارغ”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!