مقالات

أنا عطشان

أنا عطشان

موقع Allah Mahabba – أنا عطشان

تَصرُخُ مِن أعلى الصَليبِ، وأنتَ النَبعُ مَصدَرُ غَزارَةِ دَفقِ الحَياةِ.

          أتُطفِىء دُموعي ظَمَأَكَ؟ أنا لي بِها تَوبَتي، مَعموديَّتي، إنتمائي إلَيكَ.

ها أنِذا مَصلوباً أمَامَكَ في عُمقِ إثمِ الأرضِيَّاتِ، وأنتَ الى الشاهِقاتِ مَرفوعاً لإكتِمالِ الرَحمَةِ، وأنتَ عَدلُها.

 كِلانا في عُري يَوم الخَلقِ الأوَّلِ. تَنضَحُني أنتَ بِظَمَئِكَ لبَشَريَّةٍ جَديدةٍ، فأُخلَقُ أنا مِن الظَمأ الإلهيِّ إنساناً جًديداً. وَتُتَوِّجُ المَعمورَةُ بي، فيما إكليلُ الشَوكِ يَغرُزُ بؤسي على جَبينِكَ.

أنت هو الذي هو، الباسِطُ الجَوهَرَ على وِسعِ إنفتاحِ يَدَيهِ النازِفَتيَنِ عَنِّي.

وأنا أنا ذاكَ الإنسانُ الأوَّلُ المُدمى بِعَرَقِ الخَطيئَةِ الأولى مِن نَهَمِ الإستِفرادِ بِثِمارِ الخَيرِ والشَرِّ، وَقَد نَصَّبَ نَفسَهُ مِقياسَها وَعِصمَتَها. كَم بَحَثتُ عَنكَ في ظَمأي إليكَ، وَقَد كُنتَ أرضَ ميعادي.

أفي الفَناءِ أروي غَليلي؟

ها في صَليبِكَ تُبلِغُني حالَةَ الوَجدِ… المُتَعَطِّشَةِ الى الوجودِ، وما لَها مِن وجودٍ إلّا بِكَ وَفيكَ وَمَعَكَ.

ألا إقبَل في ظَمَئِكَ، جَحافِلَ قُصورِ عَقلانيَّتي المُخفِقَةِ في الدُنوِّ مِنكَ، هي اللاحِقَة أبداً في الفَرارِ مِن ظَمَئِها الى الحَقيقَةِ، وَأنتَ الحَقُّ الجامِعُ بالحُبِّ، وبالحُبِّ تُقيمُيني مِن مَوتي المُتَكَرِّرَ… بِحُبٍّ خاصٍّ. واسكُبني ماءً حيًّاً، ابَدِيَّاً، يَروي خَبايا المُستَحيلاتِ، فأكونُ لَكَ ارتِواؤكَ في حَقيقَتي وَقَد طَهَّرتَها بِدَمِكَ، وَألهَبتَ نَقاءَها مِن جَديدٍ بِسَنى ظَمَئِكَ.

فَيَا أيُّها المُتَضَرِّعُ الى نِقطَةِ مِياهٍ مِن عِنديَّاتِ تُرابيَّتي وَما فيها إلَّا الهَوان، أطفِىء ظَمأي بِمياهِكَ الحيَّةِ، فَلا أطارِدُ بَعدُ ذاتي في النَهَمِ، لأننَّي أدرَكتُكَ على غِرارِ ما أدرَكتَني في ظَمأ حَقيقَتي، فأستَكَنتُ بِكَ… وَمِنكَ رَوَيتُ دَيمومَتي.

وَيا أيُّها الباني مِعنى وجودي، وَرافِعَهُ الى عُلوِّكَ، أروِني مِن فَيضِ مِعناكَ لأثبُتَ فيكَ كَلِمتَكَ أنتَ المُتَكَلِّمُ وَالكَلِمَةُ، التي بِها وَحدَها تَتَفَجَّرُ يَنابيعُ الخَلاصِ، وَمِنها دَفقُ فَحواها.

يا خَتمَ عَهدي بِكَ، وَقَد قُدتَ جُلجُلَتِكَ بِنًفسِكَ الى اللقاءِ الفِصحيِّ بي، إجعَلني أتَمِّمُ مِثلَكَ إرادَةَ الآبِ لأُطفِىء ظَمأ العَالَمِ للخَلاصِ.           

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ” أنا عطشان”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!