مقالات

أيتها المرأة، هذا إبنك! …وهذه أمّك!

أيتها المرأة هذا إبنك

موقع Allah Mahabba – أيتها المرأة، هذا إبنك! …وهذه أمّك!

في ذُروَةِ آلامِكَ، تُعطي اللامُنتَهى: مَريم التي انشأتَ جَسَدَكَ البَشَرِيَّ مِنهـا، صَيَّرتَها والِدَةَ البَشَرِ، رافِعاً أمومَتَها على مَدى رَحابَةِ السَماواتِ. 

في ذُروَةِ آلامِكَ، رَفَعتَني إبناً وَحيداً، إبناً حَبيباً، للآبِ: صَيَّرتَني أنتَ، لآخُذَ الى هَيكَلِ العالَمِ، الى خاصَّتِهِ، مَريَمَكَ: وَمَريَمَنا، عَلى مَدى تَجديدِ الدُهورِ.

انا الذي بِكَ بَدايَتي، رَفَعتَني، بِمَريَم، الى ما قَبلِ الأزِلِ لأبقى لَكَ بِمَريَم، الى ما بَعد الأبَدِ.

وأنتَ المُمَزَّقُ عَنِّي بِدَمِكَ، مَجدُكَ: جِراحُكَ على الصَليبِ، مُتَّمِماً مَشيئةَ ألآبِ، في أنَّ البَشَريَّةَ لَيسَت الى هَلاكٍ بَل الى خَلاصٍ، وأنتَ الخَلاصُ. تُعَمِّدُني بِدّمِّ الحياةِ، فأشهَدُ للعالَمِ الغارِقِ في تَعَنُّتِ ظُلمِهِ وَتهافُتِ ضَلالِهِ: هوذا حَمَلُ الله الرافِعِ خَطاياكَ. بِهِ إنهَض مِن مَثوى الأمواتِ!

ها العَهدُ العَتيقُ إنتَهى بِكَلِمَةٍ، وَالكَلِمَةُ أنتَ.

بِها كَرَّستَ صَيرورَتِنا بِكَ واحِدَةً.

بِها غَدَونا كَياناً واحِداً.

بِها رَفَعتَنا في وِحدَةِ: الألوهَةِ والبَشَرِيَّةِ.

وها العَهدُ الجَديدُ إنطَلَقَ الى أقاصيَ الأمكِنَةِ وأقاصيَ الأزمِنَةِ. لا مَكانَ مِن دونِكَ، ولا زَمَنَ إلَّا لَكَ.

فَيَا أيُّها الذي يُكمِلُ دَعوَتَهُ لي بِرِفعَتي الى الآبِ، وَمَنحي الروحَ القدُّوسَ، وَبِكَلِمَتِهِ على الصَليبِ يُقيمُني في مَجدِ الأبَدِيَّةِ، إجعَل كِفايَتي الإستِغراقَ في مَعرِفَةِ وَجهِكَ، لأُدرِكَ مَعرِفَةَ الآبِ، لا هُنا فَحَسبَ حَيثُ المَوت والصُراخُ والوَجَعُ، بَل في الهُناكَ أيضاً حَيثُ تَسكُنُ مَعَ البَشَرِ وَتَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهِم.

وَيَا أيُّها الذي بِعُرسِ البدايَةِ المُنقَضِيَةِ حَوَّلَ الماءَ الى خَمرٍ، وَفي عُرسِهِ حَوَّلَ الخَمرَ الى دَمِهِ لِبِدايّةٍ لا إنقِضاءَ فيها، حَيثُ مَريَمُ تُصغي الى حِوارِكَ بِعَينَيها، إجعلني أُسَرِّع بِعَينَيّ بُنوَّتي الساعَةَ التي بِها تأتي تَمجيداً لِلبَشَرِ، لأصرُخَ: يا أبَتِ قَد أتَتِ الساعَةُ وَتَمَجَّدَ إبنُكَ.

يا عَريسَ الدَمِّ المِهراقِ، حَقِّق فيَّ حَقيقَتَكَ الفِصحِيَّةَ، وإرفَعني في وجوبِ الحَياة لُزوماً، وَفي جَوهَرِ الأبَدِ خَلقاً جَديداً، مِنكَ أفيضُ كَما في السَماواتِ كَذَلِكَ عَلى الأرضِ.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وصلاة “أيتها المرأة، هذا إبنك! …وهذه أمّك!”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!