مقالات

خدمة التعليم المسيحيّ والمسيرة السينودُسيّة

التعليم المسيحي والمسيرة السينودسية

موقع Allah Mahabba – خدمة التعليم المسيحي والمسيرة السينودسية

يضعنا السينودُس أمام فرصة حقيقيَّة لتجديد طريقة نقل إيماننا عبر التعليم المسيحيّ، فمن خلال الدعوة والمحاور الّتي نتشارك فيها، علينا اليوم أن نُعيدَ قراءة واقعه من جديد لأنَّه يشكّل المسؤوليّة الأولى للكنيسة.
“فالتعليم المسيحيّ، بحسب قَوْل البابا فرنسيس، هو صدًى لكلمة الله ومَوجتها الممتدّة لحمل فرح الإنجيل إلى العالم”.
من هذا المنطلّق لا يمكن للتعليم المسيحي أن لا يتأثّر بهذه الورشة السينُودسيّة للكنيسة جمعاء.

فما المطلوب منّا إذًا في هذا العمل للتجدّد الكنسيّ؟

  • إنّ السَّيْرَ معًا يتطلّب مجهودًا من جميع المسؤولين في هذه الخدمة الأساسيّة في الكنيسة، وبالتّالي تطوير الواقع بإزالة الحواجز والأحكام المسبقة، وتَمتين علاقات الثقة والمحبّة بين جميع الأطراف ابتداءً من الأساقفة، والكهنة و معلمّي ومعلّمات التعليم المسيحيّ من جهّة، ومع المتلقّين لهذا التعليم من كافّة الفئات العمريّة أينما وجدت، في المدرسة أو الرعيّة أو العائلة من جهّة أخرى، كما علينا ألَّا ننسى الموعوظين في مسيرتهم الإيمانيّة.
  • إنّ السَّيْرَ معًا يتطلّب إعادة صياغة، ليس فقط للمنهجيّات والطرق في إيصال التعليم المسيحيّ، لا بل في عمليّة التعليم المسيحيّ برمَّتها وفي كلّ المراحل والأوقات والمستويات. علينا أن نكتشفَ من جديد حقيقة شخص المسيح القائم من بين الأموات، فالهدف الأساسيّ والوحيد من كلّ تعليم وبشارة هو إقامة علاقة حقيقيَّة مع شخص يسوع المسيح، ولا يمكن أن يتمَّ ذلك من دون شهادة حقيقيّة ولقاء حقيقيّ من قبل معلّمي التعليم المسيحيّ. وهذا ما أوصى به الدليل الجديد للتعليم المسيحيّ الصادر من قبل مجمع الأنجلة الجديدة عام 2020.
  • إنّ السَّيْرَ معًا يتطلّب حضورًا ووَعْيًا لأهميّة كلّ إنسان يتلقَّى هذا التعليم لأنَّ اختبارَه أساسيّ، وعلينا أن نبنيَ عليه وعلى تاريخه من أجل شهادة مسيحيَّة حقيقيَّة. على هذا التعليم أنْ يخرجَ من إطار المعلومات البحْتَة، الّتي تتحوّل إلى معرفة أكثر عمقًا بشخص المسيح على ضوء كلمة الله. فمسيرة التعليم المسيحيّ تشبه المسيرة الّـتي قام بها تلميذا عمّاوس مع الرّب القائم ( لوقا 24 /23-35).
  • إنّ السَّيْرَ معًا يتطلّب مشاركةً ومجهودًا من كلّ الجماعة المسيحيَّة على حدٍّ سواء في عمليّة نقل الإيمان، فهي ليست حكرًا على أحد، حينئذٍ ننتقل من المجهود الفرديّ إلى العمل الجَماعي،
    فهل نستطيع أن نوكلَ التعليم المسيحيّ في المستقبل لجماعةٍ تشهد لإيمان الرُّسُل بالقيامة وعَيْش المحبّة المسيحيَّة بدل العمل الفرديّ؟
  • إن السَّيْرَ معًا يتطلَّب أن لا يبقى التعليم المسيحيّ محصورًا بأساتذة المدارس، بل أن يشملَ جميعَ الأماكن الّتي نعمل بها فنتحوَّل جميعنا إلى مبشّرين حقيقيّين همّنا الوحيد نشر التعليم والإيمان.
    فالكلمة حياة والحياة أبدًا متوثّبة لا تعرف الركود.
  • إن السَّيْرَ معًا يتطلَّب أن نحاكيَ متطلّبات الزمان والمكان اللّذَيْن نعيش فيهما، فالمطلوب هو شهادة واقعيَّة تحاكي الأجيال، لا البقاء في تيّارات خياليَّة من الماضي تحلم بمستقبل لا يمكن تحقيقه، وتعيش الحاضر على ضَوْء الإيمان بالقائم من بين الأموات، لأنَّ التقليد يغني ويغتني على مرّ الأجيال والعصور.
  • إنَّ السَّيْرَ معًا يتطلّب مشاركة وإصغاء لبعضنا البعض من أجل استنباط طريقة حياة جديدة لحلّ الأزمات الّتي يمرّ بها عالمنا، فنعيش الشراكة الجَماعيَّة بنعمة الرّوح الّذي يفعّل فينا شركة الثالوث الأقدس.

إنّ هذه المسيرة تتطلّب أخيرًا حالةً من التَّوْبة الجَماعيَّة والفرديَّة عن كلّ مرّة لم تكن الشهادة المسيحيَّة صحيحة لهؤلاء إخوتنا في الإيمان، فالجراحات كثيرة والتحدّيات كبيرة، وتَوْبتُنا ضروريَّةٌ للبدء من جديد مع الجميع ومن أجل الجميع في مسيرتنا السينودسيَّة الواحدة الّتي تدعونا إلى التفكير والشركة معًا.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ” خدمة التعليم المسيحيّ والمسيرة السينودُسيّة “. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!