مقالات

حضور المرأة الفاعل في الكنيسة والمُجْتَمَع

حضور المرأة الفاعل

موقع Allah Mahabba – حضور المرأة الفاعل في الكنيسة والمُجْتَمَع

الله ثالوث مَحَبَّة. مِن فَيْضِ هذه المَحبَّة خَلَقَ الله الإنسان على صورتِه ومِثالِه، رَجُلًا وأُنثى خَلَقَهُما، وبالكَرامَة والمَجْدِ كَلَّلَهُما.
وقد شَغَلَت كَرامَةُ المرأة ودَعوَتُها الفِكْرَ البَشَريَّ والمَسيحيَّ على مَرِّ التَّاريخ، وُصولًا إلى المَجْمَع الفاتيكاني الثَّاني الّذي أكّد في رسالتِه الخِتَاميَّة على “أنَّ الوقت أَوْشَك بل حان لتُؤدِّيَ المرأة رسالتَها كامِلةً”. ويقول البابا القدّيس يوحنّا بولس الثَّاني: “إنَّ النِّساء المُتَأثِّرات برُوح الإنجيل يَسْتَطِعْنَ الاضطلاع بدَورٍ كبير في مُساعَدَة البَشَريَّة على وَقْف تَدَهْوُرها”. كما يقول البابا بولس السّادس: “إنّ المرأة في المَسيحيَّة قد حَظِيَتْ منذ البدء، بوَضْعٍ خاص من حيثُ الكَرامَة، تَجَلَّت مظاهِره العديدة والمُهِمَّة في كُتُب العَهْد الجديد، حيث يظهر بوضوحٍ أنَّ المرأة مَدْعُوَّة إلى أن تَحْتَلَّ في بُنْيَة المَسيحيَّة الحَيَّة الفاعِلَة، مَكانًا هو من الأهميَّة بحيث أنَّنَا لَمْ نَستَوعِب بَعْد كُلَّ ما يَنطَوي عليه مِن فَعَاليّة”.
“لو كُنتِ تَعرفين عَطيَّة الله”، هذا ما قاله يسوع للسَّامريَّة. وقد تَجَلّى في هذا الحِوار، تَقديره لكَرامَة كُلّ امرأة، وللدَّعوَة الّتي تُؤَهِّلها للمُشَارَكَة في رسالة المسيح. فهي تستطيع برُوح المَسيح أنْ تَكتَشِف كُلَّ ما تتميَّز به أُنوثَتُها، وتَتَأهَّبَ لبَذْلِ ذاتها للآخرين بلا مُقابل، ومِن خلال هذا البَذْل تُحَقِّق ذاتَها.
بَعْدَ النَّفَاذ إلى عُمْقِ كرامَة المرأة ودَعوَتها، يُمكِننا الحَديث عن حُضور المرأة الفاعِل في الكنيسة والمُجْتَمَع. لقد أدَّت النِساء دورًا هامًّا في حياة الكنيسة. لكن غالبًا ما يقوم الناس بتجاهُل المرأة في الحديث العلماني، ممَّا يؤدّي إلى إعطاء صورة غير واضحة عن دورها في الكنيسة. إنَّ المساواة بين الرجل والمرأة تتطلَّب تفهُّمًا لدورهما المُتكامل الذي تؤدّيه في نموّ الكنيسة وتطوُّرها في المجتمع. كيفَ يتمُّ الإصغاء إلى النساء في الكنيسة؟
يقول البابا فرنسيس، إنَّ الأمر لا يتعلّق بإعطاء المرأة أدوارًا أساسيَّة في الكنيسة وحسْب، بل في إعادة التفكير والتأمُّل في الكنيسة من خلال فئات النساء وأسلوبهنَّ. إنَّ إعطاءَ الوظائف للمرأة في الكنيسة هو أمرٌ جيّد، ولكنَّنا لا نحلُّ المشكلة بهذه الطريقة، بل يجب أن نُدخلَ المرأة في فكرنا كصورةٍ للكنيسة؛ وأن نُعيدَ التفكيرَ والتأمُّل في الكنيسة من خلال المرأة في شتَّى مجالاتها.
أيَّتُها المرأة ، أنتِ مَدعُوَّة اليوم أَكثَر من أيِّ وقتٍ مَضى، إلى المُساهَمَة في خَلاص البَشَريَّة، من خِلال السَّيْر جَنْبًا إلى جَنْب مع الشَّريك، والسَّيْر معًا في العائلة، في الرعيّة، في الأبرشيّة، في المُجْتَمَع، في الوطن، وفي العالَم. نَعَم، أنتِ مَدعُوَّة إلى المُساهَمَة في خلاصِ البَشريَّة المَصْلوبة على صليبِ المَرَض، الأوبئة، الألَم، اليأس، الفَقر، الفَراغ، وعلى صَليب الأَنا، الماديّة، الانحِراف… نَعَم أَيَّتُها المرأة أنتِ مَدْعُوَّة اليوم إلى الرُّجوع إلى جُذور الإيمان، والولوج إلى عُمْقِ إيمانٍ يقوده الرّوح القُدُس الذي يفيض من أعلى صليب الحُبّ، الفَقْر، التَّجَرُّد، والتّواضُع، ومن أعلى صليب البَذْل، بَذْلِ الذات. أَيَّتُها المرأة، تَدعوكِ الكنيسة اليوم في مسيرتها السّينودسيَّة، مسيرة الرَّجاء والتَّجديد، مسيرة الإصْغاء وتَفعيل عَمَل الرُّوح القُدُس، إلى الإضطلاع بدَورٍ فاعِل في قِيَام عالَمٍ جديدٍ يٌشْرِقُ من قَلْبِ الثَّالوث.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة ” حضور المرأة الفاعل في الكنيسة والمُجْتَمَع “. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!