مقالات

وعَلِمنا أنّه مخلِّص العالم حقّاً

وعَلِمنا أنّه مخلِّص العالم حقّاً

موقع Allah mahabba – وعَلِمنا أنّه مخلِّص العالم حقّاً

تَجيءُ إليَّ مِن عالَمٍ ما كُنتُ لأُدرِكَهُ لَولاكَ.

وأنا وليد العوالِمَ الإفتِراضيَّةِ، أختَلِقُ تَصارُعَها في واقعي الضامِرِ، عَسايَ أُبعِدُكَ عَن ذاتي. يا لَهَولِ عَجزي، أتَمَثَّلُهُ دَليلاً الى طريقٍ، فيما هو نُهى اللاجُذورِ في ظِلالِ أنصافِ مُتَألِّهينَ.

الوَيل لي، أُبايعُ ذاتي… المُمَزَّقَة بِذاتي.

وَلَهُم الطوبى:

السامريُّونَ، أولَئِكَ الغُرباء المَحجوبونَ عن الآخرين، إعتَرَفوا ساعَةَ لَمِسوا آياتِكَ عِندَهُم، أنَّكَ مُخَلِّصٌ حَقًاً.

والجَليليِّونَ، أولَئِكَ الطالِعونَ مِن غَوابِرِ زَمان الأُمَمِ، إعتَرَفوا ساعَةَ بَرِئوا بِلًمسَةِ يَدَيكَ، أنَّكَ مُخَلِّصٌ حَقَّاً.

وها أنا، أمامَكَ، بَين الأزَليَّة والأبَديّة. كَم سَقَطتُ، حتى أدرَكتُ أنَّني لَستُ إجراءً طارئِاً، بَل الى مَوفورِ بَهائِكَ حَقيقَتي.

خَلِّصني مِن ذاتي، بِكَلِمَةٍ مِنكَ، ولَن أصرُخَ مُعتَرِفاً كسامِريٍّ أو كَجَليليٍّ، بَل… سأكونُ.

سَأكونُكَ كِفايةً، بِوَجهِ حَضارات المَوتِ ونَهَمِها.

سَأكونُكَ ثِقلاً، بِوَجهِ مَجالاتِ التعاسَةِ ولامُبالاةِ صَمتِها.

تُقيمُني مِن تهافُتِ العراقيل، وأباطيلِ الشُكوكِ، وشُرورِ المُستطاعاتِ.

وأعرِفُ أنَّ إيماني بِكَ في وِحدَةِ الجَوهر كَما في كَثرَةِ الوجودِ… وسيَبقى إذ ذاك صَخراً مَبنيَّاً على صَخرٍ، مَهما أنحَرَفَت عَوالِم، وأنَّى تَوَهَّمَت عَوالِم، وكَيفَما تَنافَت عَوالِم.

كما أعرِفُ انَّني ما أحيا إلّا بِعَطيَّتِكَ لي، وَعَطِيَّتُكَ إختيارُ خالقٍ بِخَلائِقِهِ، لِكَي يَبينَ الأبرارُ ويُوقِنَ الصِدِّيقونَ أنَّهم لا إلّا إليكَ يُقبِلونَ.

أنتَ عِصمَتي في الشَذَراتِ السَماويَّةِ، جَمالاً مِن نِقاءٍ، ومُعتَصَمي في الإستِعاراتِ الأرضيَّةِ، مَقامَ أحِبَّةٍ مِن تُرابٍ… مِلحاً للأَرضِ.  

فَيا مَن أنتَ لِلعالَمِ مُخَلِّصٌ، أقِمني عَهداً بَينَكَ وبَينَ شُعوبِ المَسكونَةِ، بِهِ أُقيمُ مَلَكوتِكَ في هذا العالَمِ، ومِنهُ أُبدِعُ زَنابِقَ حُقولٍ لا تَذبُلُ، لأنَّ مِن شاسِعاتِكَ جُذورها.

ويا مَن أنتَ مُخَلِّصي، أعتِقني باباً مِنهُ تَنفُذُ الى الإنسانيَّةِ جَمعاء، وهي في تَوقٍ إليكَ، فَتُحَقِّق فيها ثالوثِّيَتِكَ، فَوق أهوالِ مِذابِحِها.  

ويا مَن أنتَ مُخَلِّصُ العالم حقاً، إرفَعني سِرَّ فِداءٍ بِهِ أُعلي خَلقاً مِن جَوهَرِكَ الذي يُعَولِمُ عَوَالِمي لِتَتَسامى بِوجودِكَ الأكبَر.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/allahmahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة “وعَلِمنا أنّه مخلِّص العالم حقّاً “. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضىء بوجهه عليك ويرحمك وليمنحكم السّلام!