الإنجيل اليومي

اليوم الثاني بعد الدنح المجيد

الإنجيل اليومي

موقع Allah Mahabba  – اليوم الثاني بعد الدنح المجيد

رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي 2: 1 – 7

يا إِخوَتِي، أُريدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيَّ جِهَادٍ أُعَاني مِن أَجْلِكُم، ومِن أَجْلِ الَّذِينَ في لَوْدِقِيَّة، وكُلِّ الَّذِينَ لَم يَرَوا بأُمِّ العَينِ وَجْهي،

لِكَي تَتَعَزَّى قُلُوبُهُم، ويَلْتَئِمُوا في المَحَبَّة، فيَبْلُغُوا إِلى كُلِّ الغِنَى الَّذي في مِلْءِ اليَقِينِ والفَهْم، ويَعْرِفُوا سِرَّ اللهِ أَيِ المَسِيح،

الَّذي تَكْمُنُ فيهِ كُلُّ كُنُوزِ الحِكْمَةِ والمَعْرِفَة.

أَقُولُ هذَا لِئَلاَّ يَغُرَّكُم أَحَدٌ بِكَلامٍ مُمَوَّه!

فإِنِّي وإِنْ كُنْتُ غَائِبًا بِالجَسَد، فأَنَا بالرُّوحِ حَاضِرٌ مَعَكُم، وأَفْرَحُ إِذْ أَرى حُسْنَ نِظَامِكُم ورُسُوخَ إِيْمَانِكُم بِالمَسِيح.

فكَمَا تَقَبَّلْتُمُ المَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبّ، أُسْلُكُوا فيه،

مُتَأَصِّلِينَ ومَبْنِيِّينَ فيه، ورَاسِخِينَ على الإِيْمَانِ وَفْقَ مَا تَعَلَّمْتُم، وفَائِضِينَ بِالشُّكْرَان.

إنجيل القدّيس متّى 3: 13 – 17

(حين كان يوحنَّا المعمدان يكرز) جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الجَلِيلِ إِلى الأُرْدُنّ، إِلى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ عَلى يَدِهِ.

وكَانَ يُوحَنَّا يُمَانِعُهُ قَائِلاً: «أَنَا المُحْتَاجُ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وأَنْتَ تَأْتِي إِليَّ ؟».

فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «دَعْنِي الآنَ، فَهكَذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!». حِينَئِذٍ تَرَكَهُ يَعْتَمِد.

ولَمَّا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ حَالاً مِنَ المَاء، وإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ ٱنْفَتَحَتْ لَهُ، ورَأَى رُوحَ اللهِ يَنْزِلُ مِثْلَ حَمَامَة، ويَحِلُّ عَلَيْه.

وإِذَا صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ يَقُول: «هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيبُ الَّذي بِهِ رَضِيت».

التأمّل

”دَعني الآنَ، فَهَكَذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!“

ها هيَ أَوَّلُ كَلِماتٍ تُذكَرُ على لِسانِ الرَّبِّ يَسوع مَعَ مَطلَعِ رِسالَتِهِ العَلَنِيَّة، مُتَضَمِّنَةً كُلَّ التَّواضُعِ الَّذي سَيُشَكِّلُ حَجَرَ زاوِيَةٍ لِكُلِّ النَّهجِ الَّذي قَدَّمَهُ لَنا كَطَريقِ خَلاصٍ إِنجيليّ. مُهِمٌّ جِدًّا لَنا التَّوَقُّفَ عِندَ مَشهَدِيَّةِ لِقاء وَحوارِ يوحَنَّا المـَعمَدان مَعَ يَسوع عِندَ عِبرِ الأُردُن في لَحظَةِ العِماد، مُتَطَلِّعينَ إِلى ما يُمَثِّلانِ وَإِلى ما يَرمُزانِ وَإِلى ما يُقَدِّمانِ لَنا مِن تَعليمٍ روحيٍّ رَفيع. يَومَ كانَا أَجِنَّةً في حَشا أُمَّهاتِهِم التَقَيا، فَارتَقَدَ يوحَنَّا ابتِهاجاً وَكانَ بِذَلِكَ دَلالَةً عَلى صَوتِهِ الصَّارِخ، فيما المـَسيحُ عُرِفَ بِوَداعَتِهِ وَهوَ “الكَلِمَة” تَحتَ عَلامَةِ سَلام وَفَرَح العَذراءِ مَريَم. يُوحَنَّا يَحمِلُ في شَخصِهِ رَمزَ الوَحي في العَهدِ القَديم، أَي أَنَّهُ يُعِدُّ لَنا الطَّريقَ للتَّعَرُّفِ عَلى الرَّبّ الفادي وَالمـُخَلِّص، فيما يَسوع هُوَ مِلءُ الوَحي الَّذي أُعطِيَ لَنا مِنَ الآبِ في العَهدِ الجَديد. مِن هُنا يَأتي رَدُّ المـَسيح عَلى يُوحَنَّا بِمَثابَةِ الصَّدمَة الَتي لَم يتَوَقَّعُها العَهدُ القَديم، فَالكَلِمَةُ قَد صارَ جَسَدًا، لأَنَّهُ التَّواضُعَ في صَميمِ المـَحَبَّة، مُفتاحُ كُلِّ بِرٍّ وَصَلاحٍ وَقداسَة.

يا بُنَيَّ، مَتى أَتى الكامِلُ زالَ النَّاقِص، فَبي تَجِدُ كُلُّ ما تَرغَبُ وَتُريدُ وَتُحِبُّ مِن صَلاحٍ وَخَيرٍ وَنِعمَة، لِذَلِكَ لا تَعجَب وَلا تَستَغرِب كَما حَدَثَ مَعَ يوحَنَّا، إِن وَجَدتَني في صُفوفِ الخَطَأَةِ التَّائِبينَ وَالسَّائِلينَ العِماد، لِأَنَّ المـَحَبَّةَ الحَقيقيَّة تَكمُنُ في التَّواضُعِ وَالحَقّ، وَهيَ لا تُقيمُ على العَروش، بَل تَمضي إِلى حَيثُ تَصرُخُ الحاجَةَ بِأَنينِ الوَحدَةِ وَالأَلَمِ إِلى الحُبّ. طَوالَ الأَيَّامِ الغابِرَة ظَنَّ الإِنسانُ أَنَّ الطَّاهِرَ وَالقُدُّوسَ لا يَلتَقي وَلا يَختَلِطُ مَع ما هو نَجِسٌ وَخاطِئ، وَهذا الفِكرُ نَفسُهُ ما زالَ إِلى السَّاعَة يُراوِدُكَ أَنتَ انطِلاقًا من شُعورِكَ بِعَدَمِ أَهلِيَّتِكَ وَاستِحقاقِك، فَتَرى ما فيكَ مِن خَطيئَةٍ يَمنَعُكَ عَمَّا فِيَّ مِن حُبٍّ وَرَحمَة، فيما أَنا أَمضي إِلَيكَ بِكُلِّ التَّواضُعِ الَّذي يُساعِدُكَ عَلى قَبولِ حَقيقَة أَنَّكَ وَإِن كُنتَ خاطِئًا فَأَنتَ مَحبوبٌ مِنِّي وَكَريمٌ في عَينَيّ. تَذَكَّر أَنَّ النُّورَ يُشرِقُ في الظُّلمَة، وَالظُّلمَةُ لا تَقوَ عَلَيهِ؛ مِن هُنا خَطيئَتُكَ تُحرَقُ بِمَحَبَّتي، هذا إِن قَبِلتَها كَنارٍ تَتَمَدَّدُ في كِيانِكَ بِفِعلِ التَّوبَة. لَقَد طَلَبتُ مِن يوحَنَّا أَن يَدَعني أَمضي بِنار مَحَبَّتي، وَلَيسَ بِجَبَروتِ قُدرَتي كَرَبٍّ وَخالِقٍ، لِأَصنَعَ خَلقًا جَديدًا وَعالَمًا جَديدًا قائِمٌ عَلى الحُبّ.

لِماذا البِرُّ يُقامُ على أَساسِ التَّواضُعِ وَفقَ نَهجِ المـَسيح؟ لِماذا أَخَذَ يَسوعُ هذا المـَسلَك، أَما كانَ باستِطاعَتِهِ أَن يَجِدَ بابًا آخَر يَكشِفُ لَنا فيهِ عَن رِسالَتِهِ وَمَلَكوتِهِ؟ في الحَقيقَة كُلَّ فِعلٍ عاشَهُ المـَسيح هوَ تَعليمٌ وَأُمثولَةٌ لَنا، لِأَنَّهُ قَد خاطَبَ إِنسانِيَّتَنا في الصَّميم. لَيسَ لَنا أَن نَصِلَ إِلى الأُلوهَةِ دُفعَةً واحِدَةً، لا بُدَّ لَنا مِن اتِّخاذِ سُلَّمًا عَلَيهِ نَرتَقي رُوَيدًا رُوَيدًا، وهذا ما صَنَعَهُ مِن أَجلِنا الرَّبُّ إِن في تَجَسُّدِه أَو في يَومِ عِمادِهِ، فَهوَ يَبدَأُ مَعَنا مِن حَيثُ نَحنُ، وَإن كُنَّا في الخَطيئَة، لِذَلِكَ شَقَّ طَريقَ البِرّ في التَّواضُعِ، وَما مِن فَضيلَةٍ تُثمِرُ قَداسَةً خارِجَ إِقرارِ الإِنسانِ بِمَن هُوَ أَمامَ اللهِ المـُنعِم عَلَيهِ بِكُلِّ خَيرٍ وَصَلاح. لِكَي تَمضي خَلفَ المـَسيح، عَلَيكَ أَن تَبدَأَ صُعودًا بِالنُّزولِ على سُلَّمِ التَّواضُع. 

رَبّي يَسوع، لَطالَما ظَنَنتُ أَنَّ طَريقَ القَداسَةِ بَعيدٌ عَن دُروبي وَسُبُلي، وَلَيسَ لي فيهِ أَيُّ شَأنٍ، أَمَّا بَعدَما رَأيتُكَ بَينَ صُفوفِ الفُقَراءِ الخَطَأَةِ المـَساكين، عَرَفتُ كَم أَنتَ قَريبٌ مِنِّي، وَأَنَّ عَلَيَّ الرُّجوعَ إِلَيكَ بِقَلبٍ تائِب. تُريدُ مِنِّي أَن أُقِرَّ بِما أَنا عَلَيهِ، مُعتَرِفًا بِمَحَبَّتِكَ العَظيمَةِ لي، وَبَعدَها أَسيرُ خَلفَكَ بِثَباتٍ إِذ بِحُبِّكَ تَشُدُّني إِلَيكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة تأمّل اليوم الثاني بعد الدنح المجيد ”دَعني الآنَ، فَهَكَذا يَحسُنُ بِنا أَن نُتِمَّ كُلَّ بِرّ!“لمشاركة هذا التأمّل مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن يعطيك نعمة القداسة لكي تكون ملحاً للأرض ونوراً لعالم اليوم!