إعرف عدوّك
مقالات

إعرف عدوّك!

إعرف عدوّك! – موقع Allah Mahabba

أمام الذّل واليأس والإنحطاط الّذي وصل إليهِ المواطِن اللّبنانيّ، يُطرَحُ السّؤال: ما الّذي جعل الشّعب اللّبنانيّ خنوعًا مُستسلمًا بل راضِخًا وخاضِعًا إلى أقصى الحدود لما وصلت إليهِ حالتُهُ والبلاد بأسرها على يدِ هذهِ الزّمرة الحاكمة؟

لتعرف إحدى الأسباب الرّئيسيّة يكفيك أن تُشاهِدَ صفوف السّيّارات أمامِ محطّات الوقودِ، وسواها من الصّفوف والصّفوف…

يكفيك أن تنتبِه جيّدًا على ملهاتِ النّاسِ بهواتفهِم المحمولة، حتّى تستنج قوّة التّخدير الّتي تُحدِثها هذه الممارسة المفرطة في عقولِ النّاس، ممّا جعلهُم غير مُلتصقين بواقعِهِم وغير مُدركينَ لحالتِهم الذرية. وبعيدين أقصى بُعدٍ عن معرفةِ نفوسِهِم. يظنّون أنَّ ما يعيشونَه مجرّدَ حلم يقظة ويمُرّ، فهُم في سُباتٍ عميق وعقيم.

إنّ الإدمانَ المفرِط في استعمال الهاتف الخلويّ جعلهُ عدوًّا للإنسانِ الحُرّ، ويوازي الإدمان على الكحولِ وعلى المخدرات وكلّ أنواع الإدمانِ القاتلة.

لكي يستيقظَ هذا الشّعب من سُباتِهِ العميق والعقيم، لن يكون انقطاع الخبزِ والماءَ دواءهُ وهذا ما يحصَلُ اليوم، بل قطع الإنترنت عندئذٍ يرتطِمُ بواقعِهِ الجهنّميّ ويكون استيقاظَهُ مُتأخِّرًا جدًّا للأسفِ الشّديد.

لم يَكُنْ يومًا تعليمُ يسوع تحفيزًا على الرّضوخِ والإستسلام، لا بل عكس ذلِكَ تعليمُ يسوع قوامُهُ الحياة بديناميّتها الثّائرة والرّافضة لكلّ أشكال وأنواع الشّرّ والخطيئةِ والموت.

من يريدُ أن يحيا عليهِ أن يرتدي كرامة الحَياةِ وهي ثورتها ضدّ كلّ أنواعِ الموت.

لقد أتى الرّب يسوع ليوقِظنا على واقعنا، بدفعٍ من الرُّوح القدُس، فهو الّذي يُخزي العالم على الخطيئة والبرّ والدّينونة، فهو روحُ الحرّيّة ثمرةُ الحَياةِ الحقّة، فبه نستطيع الخروجَ من سجن الأنانيّة والتّبعيّة العمياء لعيش التعاضد والتعاون والشركة والوحدة، المؤسّسة للمواطنة، وليس للطائفة وللحزب والتيّار والعشيرة… .

من هنا كُلُّنا مدعوّون لنواجه أعداءنا الّذين يمنعوننا من العيش بكرامة. هؤلاء الأعداء بات لهُم موطئ قدم في نفوسنا، فالمعركة تنشبُ هُنا، والصّراع ملتئمٌ هُنا في الدّاخِل في رواقِ النَّفس، فمن يُخرِج اللّصوص منها بسياطِ المسيح، أي بقوَّةِ كلمتهِ الحقّة، يستيقظُ كالمارد ويقومُ بقوّة البارقليط، مدفوعًا برجاءِ القيامة ليثور في وجهِ الظّلم والشّرّ.

لُبنان يَحتاجُ لأبناءٍ أحرار، لا لعبيدٍ تبعيّين. يحتاجُ لشعبٍ حيٍّ يقظ، لا لشعبٍ بسُباتٍ يموت. هنا يكمُنُ الخيار: إمّا تكونُ حيًّا ووطَنُكَ حيًّا فيك، وإلّا فأنتَ ميت ووطَنُكَ بسببِكَ أضحى ميت.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “إعرف عدوّك! ”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن تتحرّر بقوّة المسيح من كلّ أنواع الادمان لتعيش حياتك بفرح وحريّة أبناء الله.