تابعونا على صفحاتنا

صنوبرة نائل
للأطفال

صنوبرة نائل

موقع Allah Mahabba – صنوبرة نائل

هناك، بالقرب من دار الأيتام حيث يسكن نائل، صنوبرة لطالما تأمّل بها كلّ مساء من نافذة غرفته قبل ان يغفو، وليعود يتأمّلها كلّ صباح عندما يستيقظ، حتى صار يقول في قلبه: “أنا أعرفها، وهي تعرفني… وكم أتشوّق لكي أحدّثها وتحدّثني، لكنّ الاشجار لا تتكلّم ولا تنتقل من مكان الى آخر، هكذا قالت لنا المعلّمة في الصف، الاشجار تزّين الطبيعة فقط، وهي لها.”
لكنّ نائل لم يكن يريد ان يصدّق معلِّمته، وقال في نفسه: “سأحاول… ذات يوم!”

وأتى الشتاء بمطره وعواصفه، فخاف نائل على الصنوبرة، وركض نحوها، تحت المطر، وقال لها: “أرجوكِ، تعالي معي الى غرفتي الدافئة…”
– “أتخاف عليّ، يا نائل؟”
وصرخ: “ها هي تتكلّم! ها هي تتكلّم! أتعرفينني… وبإسمي أيضاً؟”
– عندما نحبّ، نعرف.
– أنا وحيد، هنا، ولا يحبّني أحد…
– جميعنا يا نائل محبوبون… ها أنت خِفتَ عليّ، وركضتَ نحوي تحت المطر. وأنا خفتُ عليكَ، فحمَيتُك بأغصاني كي لا تتبلّل…
– لكنّني وحيد… وحزين…
– أعرف سبب حزنك… تعال إصعد إلى أعلى أغصاني.
– لكنّها تمطر
– سيتوقّف المطر…
وتوقّف المطر.
– إنّها أعجوبة…
المحبّة يا نائل، هي الأعجوبة الكبرى.
وقفز نائل إلى أعلى غصنٍ من أغصانها…

فقالت له حينها:
– الآن انظر الى فوق…
– أين؟
– صوب الأعلى… صوب السماء… هناك مكتوبة أسماؤنا جميعاً.
– وأسماء أمّي وأبي؟
– وأمّك وأبوك.
– كيف تعرفين؟
– لأنَّنا جميعنا مولودون من فوق.
– من السماء؟
– نعم، من السماء…

ومرّت سنوات وسنوات، وكَبُر نائل وغادر…
لكنّ الصنوبرة بقي إسمها: “صنوبرة نائل”، لأنّه لسنوات وسنوات بقيت هي توقف له المطر، وبقي هو  يقفز فوق أغصانها ليقرأ أسماء من يحبّ في السماء… إلى أن أصبح هو يبتسم لها من فوق، من السماء…

تابعوا قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة قصّة “صنوبرة نائل”. ندعوك لمشاركة هذه القصّة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت، وأن تعرف أنّ “المحبّة” هي الأعجوبة الكبرى، وأن تنظر دوماً نحو السّماء.

مفاتيح
ناجي قزيلي - Naji Kozaily

د. ناجي قزيلي

استاذ جامعي
خبير في شؤون الكرسي الرسولي