مُمتلئ نعمة
مقالات

أنتَ أيضاً مُمتلئ نعمة

موقع Allah Mahabba
“سلام، يا منعمًا عليكِ، الرّب معك” (لوقا 1: 28)

ظننتُكَ عادِلاً، تُحِبُّ الجميعَ بالتّساوي، لا تُفرِّق،… إلى أن فاجأَتني كلمَتكَ وحيَّرَتني، أكنتُ مغشوشاً طيلة هذا الوقت؟ ما سبب تمييزك بين إنسانٍ وإنسان؟ أين العدل وأنت تُعطي أشخاصاً أكتر من الآخرين؟ لما الظّلم، لما اللّاعدل… والأفظع من ذلك أنّك ستُحاسبني!!
“يا مُنعمًا عليكِ” أو “يا ممتلئة نِعَماً”؛ إخترتَ مريم من بين كل النّساء، وملأتها نِعمًا، وأنا؟ لماذا لم تملأني على غِرارها؟ ملأتَها بالكامل حتّى ما عاد للشيطان سبيل أن يجرِّبها، أمّا أنا فمليء بالفسحات الفارغة… والمضحك أنّك في النّهاية ستحاسبني؟!…
حاولتُ أن أفتّش عن حججٍ ومبرّرات حتّى لا تتشوّه صورتكَ بنظري، صورة الأب العادل، لكن للأسف كلّ محاولاتي باءت بالفشل!… كلّ هذا وتقول لي لا تحتار؟؟؟

نعم يا بُنيّ لا تحتار،… فمريم ممتلئة نعمة تماماً كالنّعمة التي ملأتُكَ بها، فالنّعمة واحدة مُعطاة للجميع، وهي محبَّتي المجانيّة اللّامشروطة واللّامحدودة، فها الجميع متساوٍ ولكن أين الفرق؟ الفرق يقوم على أنّ لكلِّ واحدٍ مشروع وسبيل لتفعيل هذه النّعمة وترجمتها في حياته، البعض يَعيها، يَقبلُها ويحقّقها على أكمَلِ وَجهٍ، والبعض يَغفَل عن وجودها ويمضي أيّامه بالمقارنة ورؤية ميّزات الآخرين غافِلاً عن ميّزاته، والبعض يتمّمها على هواه فيصيب جزءاً من مشروع الله.

مريم كانت مملوءة نعمة، أدركَت هذه المحبَّة وفعَّلَتها، فكانت النّعم التي فَتَحت مشوار تتميم إرادة الله في حياتها. وأنتَ؟ أتَعي نعمة الله في داخلك؟ أتَعي أنّكَ مملوء نعمة، أنّك محبوب بمجانيّة وبحبّ فريد؟ أأنتَ حاضرٌ لأن تُتَرجِم هذا الوعي بِنَعَم يملأ صداها كلّ حياتِكَ على قدر ما أُريد وكما أُريد؟ فلا تُقارِن، ولا تغتَمّ ولا تَحكُم عليَّ، فمحبَّتي لكلٍّ منكم محبّة عادلة ترحم وتُحيي…
يا بُنيّ، يا ليتكَ تكون قد فَهِمتَ، ولا تَدَع كلمتي تحيّرك إنّما… إفهَم وثِق!!!

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/channel/UCWTL4VXQh38PrPBZvVSZGDQ

شكراً لزيارة موقعنا وقراءة مقالة “أنتَ أيضاً مُمتلئ نعمة”. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت. ثِق أنّك أنتَ أيضاً مُمتلئ نعمة، تماماُ مثل مريم، نعمة محبّة الله. فلا تقع في المقارنات، بل افتح قلبكَ على نعمة الله وترجمها في حياتكَ.