إنّه هو النور، دعونا نمتلئ منه
مقالات

إنّه هو النور، دعونا نمتلئ منه

عالمنا مُظلِم، موحِشٌ في ظُلمَتِهِ… قلوبنا مُظلِمَة، حزينة في ليالي خطاياها… تاريخنا مُظلِم، غارقٌ تحت ركام الانسانيّة الساقطة.

أطفالنا جائعون، شبابنا مشرّدون، آباؤنا وأمّهاتنا متعبون، شيوخنا وحيدون… نحن بحاجة إلى النور. النور الذي يُبهر العيون ويُضيء القلوب ويحوّل ظلماتنا إلى فسحات من الرجاء الحقيقي.

في تأمّلنا بلوحات ميلاد المسيح، يلفت أنظارنا ذاك النور المنبثق منه والذي يضيء كلّ من هو حوله وكلّ ما يحيط به. إنّه هو النور الذي يقشع كلّ الظلمات ويعيد إليها الألوان والدفء والفرح والحياة. إنّه هو الشمس التي تُشرق من خلف جبال قلوبنا السوداء ليُعيد إليها الحرارة والحياة.

في بعض اللّوحات الميلاديّة، نرى الرسّام يؤتي بالنور من خارج المغارة ليُضيء داخلها، وهذا تصوّر خاطئ لمشهد الميلاد. إذ إنّ النور الحقيقي ينبثق من المسيح، هو النور الذي يُشرق علينا.

يقول في هذا السياق مار افرام السريانيّ في تسبحته للنور المعروفة: “أشرق النور على الأبرار والفرح على مستقيمي القلوب. يسوع ربُّنا المسيح أشرقَ لنا من حشا أبيه، فجاءَ وأنقذنا من الظلمة، وبنورِهِ الوهَّاجِ أنارنا”.

جاء ليعطينا النور، فتجسَّد وصار انساناً. ونحن بدورنا، في كلّ مرّةٍ نتّحد بجسده الأقدس في الافخارستيّا، نصبح بدورنا لوحةً ميلاديّة تُشعّ بالنور لأنّ النور أصبح مُتجسّداً حقيقةً في قلبنا. فلنتّحد به لكي نستطيع أن نُضيء في هذا العالم المليء بالظلمات، ونكون شهوداً حقيقيّين، يرى الآخرون من خلالنا ذاك النور الذي يرشدهم إلى المخلّص.

دعونا نحمل ظلماتنا، خطايانا، همومنا، مشاكلنا، أمراضنا، أتعابنا، ولنتّجه إلى المغارة. هناك مريم تُقدّم إلينا النور، فلنتأمّله ولندعه يدخل إلى أعماقنا ليملأنا من دفئ محبّته وحنانه.

تسجّل على قناتنا على يوتيوب

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لقراءة مقالة “إنّه هو النور، دعونا نمتلئ منه” ندعوك لمشاركة هذا المقال مع أصدقائك ومتابعتنا على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك، انستغرام، يوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وأن يعطيك النعمة في أن تعرفه على أنّه هو النور