موقع Allah Mahabba ثِمارُ يسوع تُؤَكِّدُ لنا أَنَّهُ هو المـَسيحُ المُنتَظَر!
لَم يَكُنِ اختِبارُ يُوحَنَّا المَعمَدانِ بِالبَعيدِ عَنِ اختِبارِنا في كُلِّ مَرَّةٍ نَسأَلُ وَنَشُكُّ وَيَضعُفُ إيمانُنا. يُوحَنَّا الَّذي حَفِظَ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ مُنذُ صِغَرِ سِنِّهِ، وَهو الَّذي كانَ الصَّوتَ الصّارِخَ في البَرِّيَّة، وَالَّذي جَذَبَ إِلَيهِ جُموعًا كَثيرةً مِنَ اليَهودِيَّةِ وَأُورَشَليم، وَهو نَفسُهُ الَّذي شَهِدَ لَحظةَ عِمادِ الرَّبِّ يَسوعَ عَلى يَدَيهِ مُعلِنًا: «هُوَّذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم»، وَبعدَها دَعا تَلاميذَهُ لِيَتبَعوا يَسوعَ لِأَنَّهُ المَسيحُ المُنتَظَر. يَومَ أُلقِيَ في السِّجنِ مِن قِبَلِ المَلِكِ هيرودوس ساوَرَتهُ الشُّكوكُ وَالتَّساؤلاتُ وَامتُحِنَ إيمانُهُ: هَل ضاعَ مَعنى وَقيمةُ دَعوتِهِ وَرِسالَتِهِ الَّتي أَمضاها في البَرِّيَّةِ وَعِندَ عِبرِ الأُردُن مُنادِيًا بِالتَّوبة؟ هَل حَقًّا يَسوعُ الَّذيِ التَقاهُ وَشاهَدَ حُلولَ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيهِ، هو المَسيحُ المُنتَظَر، أَم هُناكَ شَخصٌ آخَر؟
إِنَّ مَن يَسأَلْ يَنَلْ، وَمَن يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَن يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ، وَهذا ما نَراهُ وَنُلاحِظُهُ في اختِبارِ يُوحَنَّا المَعمَدانِ الَّذي عُرِفَ باستِقامَتِهِ وَجُرأتِهِ وَشَجاعَتِهِ، وَصِدقِهِ وَنَزاهَتِهِ. لَقَد حَمَّلَ تَلاميذَهُ ما يَختَلِجُ في قَلبِهِ مِن قَلَقٍ وَهَمٍّ وَهوَ قابِعٌ في السِّجنِ لِيَنقُلوهُ إِلى يَسوعَ. لَم يَخجَلْ مِن كَشفِ تَساؤلاتِهِ وَشُكوكِهِ، وَفي الوَقتِ نَفسِهِ لَم يَطلُبْ وَساطَةً مِن يَسوعَ لِكَي يُحَرَّرَ مِن قَبضَةِ هيرودوس. تَمَحوَرَ سُؤالُهُ عَمَّا إِذا أَعَدَّ الطَّريقَ جَيِّدًا لِمَن هو المَسيحُ المُنتَظَرُ أَم لا. لَم يَكُنْ إيمانُ يُوحَنَّا مَبنيًّا عَلى مَجيءِ مَسيحٍ سياسيٍّ يُعطي الخَلاصَ لِزَمَنٍ وَلِظَرفٍ وَلِشَعبٍ مُحَدَّد، وَبعدَها يَنتَهي كُلُّ شَيء، بَل كانَ إيمانُهُ مَبنيًّا عَلى المَسيحِ عَبدِ يَهْوَه المُتَأَلِّم، الَّذي قالَ فيهِ عِندَ عِبرِ الأُردُن: «هُوَّذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم». هَل نَحنُ عَلى مِثالِ يُوحَنَّا يَنصَبُّ اهتِمامُنا عَلى المَطلوبِ الواحِد، أَم نَدَعُ العالَمَ يَأخُذُنا إِلى هاوِيَةِ الضَّلالِ وَالضَّياعِ؟
حَمَّلَ يَسوعُ جَوابَهُ لِتلاميذِ يُوحَنَّا بِشَهادَتَين: واحِدَةٍ مِن نُبُؤاتِ أَشَعيا، وَالثّانِيَةِ مِن أَعمالِهِ الخَلاصِيَّة، لِيُزيلَ كُلَّ التِباسٍ وَشَكٍّ، وَلِيُعطيَهُ التَّعزِيَةَ الرُّوحِيَّةَ، مُشَدِّدًا إِيّاهُ في مِحنةِ لَيلِهِ المُظلِمِ الَّذي سَيُختَمُ بالاستِشهاد. بَعدَها أَشادَ يَسوعُ أَمامَ سامِعيهِ بِمَكانةِ وَقيمةِ وَأَهَمِّيَّةِ شَخصِ يُوحَنَّا المَعمَدانِ وَرِسالَتِهِ، لِيُحَفِّزَ كُلَّ شَخصٍ يَتَعَلَّمُ مِن مِثالِهِ تَابِعًا المَسيحَ في التِزامِهِ. ما قالَهُ الرَّبُّ لِيُوحَنَّا، يَقولُهُ اليَومَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا: لَن يَضيعَ أَيُّ شَيءٍ سُدًى نُقَدِّمُهُ لَهُ باستِقامَةٍ وَصِدقٍ، بَل نَكونُ شُرَكاءَ في رِسالَتِهِ الخَلاصِيَّةِ، وَهوَ سَيُضفي عَلَينا كُلَّ تَعزِيَةٍ أَرضِيَّةٍ وَسَماوِيَّة.
وَنَحنُ اليَومَ في زَمَنِ المَجيءِ، نَجِدُ أَنفُسَنا مَدعُوّينَ لِيكونَ انتِظارُنا لِمَجيءِ الرَّبِّ واحتِفالُنا بِميلادِهِ في الجَسَدِ قائِمَينِ وَمَبنيَّينِ عَلى الأَعمال، مُتَعَلِّمينَ مِن يُوحَنَّا المَعمَدانِ إِعادَةَ قِراءةِ حَياتِنا الماضِيَةِ عَلى ضَوءِ سُؤالٍ واحِد: هَل تَصُبُّ كُلُّ أَعمالي وَأَقوالي وَكُلُّ أَبعادِ حَياتي في خِدمَةِ المَسيحِ أَم لا؟ وَمُوَجِّهينَ كُلَّ ما يَختَلِجُ في قُلوبِنا إِلى الرَّبِّ يَسوعَ نَفسِهِ. حَقًّا، لَقَد تَمَيَّزَ يُوحَنَّا المَعمَدانُ في أُسلوبِ انتِظارِهِ لِظُهورِ المَسيحِ مِن خِلالِ عَيشِهِ في التَّوبةِ وَالمُناداةِ بِها. تَوبتُهُ لَم تَكُن قائِمَةً عَلى بُعدِ الزُّهدِ وَالتَّقَشُّفِ وَالإماتَةِ فَقَط، بَل عَلى الشَّوقِ وَالرَّغبةِ الصادِقةِ وَالوَلَعِ في شَخصِ المَسيحِ الآتي، فَوَجَّهَ كُلَّ كِيانِهِ لَهُ. وَعِندما أُلقِيَ في السِّجنِ بِسَبَبِ تَمَسُّكِهِ بِقَولِ الحَقِّ حَتّى في وَجهِ المَلِكِ، لَم يَتَراجَعْ لَحظةً واحِدةً عَنِ التِزامِهِ وَأَمانَتِهِ لِرِسالَتِهِ، بِهَدَفِ راحَةٍ مُزَيَّفَةٍ أَو حُرِّيَّةٍ باطِلَةٍ.
لَو لَم تَكُن ثِمارُ الرَّبِّ يَسوعَ ظاهِرةً، لَرُبَّما ماتَ يُوحَنَّا المَعمَدانُ مِنَ اليَأسِ وَالسَّأَمِ وَالفَشَل، وَلَكِن ثِمارُ الرَّبِّ كانَتِ التَّعزِيَةَ الجُلّى لِيُوحَنَّا وَهوَ في السِّجنِ. وَنَحنُ أَيضًا، عِندما يُصبِحُ الرَّبُّ يَسوعُ هو نَفسُهُ مَركَزَ حَياتِنا، عِندَئِذٍ نَجِدُ عَزاءَنا الوَحيدَ فيهِ وَحدَهُ، رُغمَ كُلِّ المِحَنِ وَالاضطِراباتِ وَالتَّجارِبِ الَّتي قَد نَمُرُّ فيها. إِنَّ انتِظارَنا لِمَجيءِ الرَّبِّ لا يَقومُ عَلى التَّرَقُّبِ فَحَسْب، بَل عَلى شَوقِ الإيمانِ وَالرَّغبةِ في صُنعِ الخَيرِ وَالشَّهادَةِ لِلحَقِّ. آمين
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام





