موقع Allah Mahabba مَع يَسوع أَصبَحَ للقداسَة طُرُقًا عِدَّة وَقَلبٌ واحِد!
في وَقتٍ جَعَلَ الفَرّيسيّونُ طَريقَ القَداسَةِ مَنوطًا بِاتِّباعِ نَهجٍ يُحَرِّفُ الشَّريعَةَ وَيَجَعلُها مَجموعَةَ قَوانينَ تُقَيِّدُ الإِنسانَ وَتَسجُنَهُ بِأَحكامِ العاداتِ وَالتَّقاليد لِتُصبِحَ مُجَرَّدَ تَصَرُّفاتٍ طَقسِيَّة وَإِجتِماعِيَّة، جاءَ يَسوع موسى الجَديد، لِيُعلِنَ شُرعَةَ العَهدِ الجَديد، لا كَما سابِقَهُ، وَلا كَما الفَرّيسيّين، لِأَنَّ مِنْهُ أُعطينا النِّعمَةَ وَالحَقّ.
صَعِدَ يَسوعُ الجَبَلَ بِرَمزِيَّتِهِ الرُّوحِيَّة، لِيُبَيِّنَ لَنا الطُرُقَ الَّتي تَجعَلُنا نَبلُغُ الكَمالَ القائِم عَلى النِّعمَةِ وَلَيسَ عَلى الإِرادَةِ وَحَسْب. صَعِدَ الجَبَل وَفَتَحَ يَسوعُ فاهَهُ، لِنُدرِكَ أَنَّهُ الكَلِمَة الَّذي بِهِ كانَ كُلُّ شَيء، وَبِدونِهِ ما كانَ شَيءٌ مِمّا كان. صَعِدَ يَسوع الجَبَل لِيَجمَعَنا مَعَ جَمعِ الرُسُلِ وَالتَّلاميذ وَالجموعِ الغَفيرَة، لِنَكونَ في حَضرَةِ الآب السَّماويّ بِقُوَّةِ وَحضور الرُّوح القُدُس. صَعِدَ يَسوعُ الجَبَلَ لِيُعلِنَ عَلى المـَلأ التَطويبات، بَدَلًا مِنَ الوَصايا، لا لِكَيْ يَنقُضَ بَل لِكَيْ يُكمِل، لِكَيْ تَكونَ لَنا الحَياةُ بِوَفرَةٍ بِقُوَّةِ الرُّوحِ لا الحَرف.
إِنطِلاقًا مِنْ هُنا، أَصبَحَ للتَطويباتِ وَقعًا خاصًّا وَمُمَيَّزًا لِحَياتِنا الرُّوحِيَّةِ وَالإِنسانِيَّة، فَهيَ تَجمَعُ ما بَينَ الفَضيلَةِ وَالنِّعمَة وَواقِعَ الحَياةِ الإِنسانِيَّة، وَهيَ السُبُل الَّتي مِنْ خِلالِها تَظهَر مَواهِب الرُوح القُدُس المـُتَنَوِّعَة وَالَّتي تُقَدِّس مَواهِبَ الأَشخاص كَأَفرادٍ مُمَيَّزينَ عَنْ بَعضِهِم البَعض وَمُتَكامِلينَ في الجَسَدِ الواحِد لِتَقديسِ العالَم وَنَشرِ مَلَكوتِ الله. إِذا كان الفَرّيسيّونَ يَتَّبِعونَ نَهجًا واحِدًا للشَّريعَة، فَنَحنُ نَنقادُ لِروحِ اللهِ القُدُّوس مُكتَشِفينَ مَواهِبَنا الخاصَّة وَالَّتي تَربُطُنا في إِحدى التَطويبات.
جَوهَرُ إِيمانِنا المـَسيحيّ، يَقومُ عَلى أَنَّ االلهَ أَحَبَّنا أَوّلًا، وَأَرسَلَ لَنا ابنَهُ الوَحيد. هَكَذا أَصبَحَت المـَحَبَّة هيَ خَميرَةُ كُلِّ شَيءٍ في حَياتِنا، وَأَصبَحَتْ قَلبَ وَمُحَرِّكَ أَعمالِنا، وَإِن اختَلَفَت مَواهِبَنا وَوَظائِفَنا وَحَيثِيَّاتِ حَياتِنا. هذا ما يَجعَلُنا نَفهَم التَنَوُّعَ الكَبير الَّذي يُشَكِّل جَسَد المـَسيح السرّيّ في العالَم أَي الكَنيسَة. تَتَنَوَّعُ المَواهِبِيَّة وَتَختَلِفُ أَنماطُ الحَياة المـَسيحيَّة مِنْ مُكَرَّسَة إِلى عَلمانِيَّة، وَيَبقى القَلبُ واحِد وَهوَ المـَحَبَّة.
عِندَما أَعلَنَ يَسوعُ التَّطويباتِ، لَمْ يُلقِ عَلَينا خِطابَ تَعزِيَة، بَلْ دَعانا لِنَنظُرَ إِلَيهِ هُوَ أَيقونَةُ التَطويباتِ الكامِلَة، لِأَنَّهُ قُدُّوسُ الله. وَدَعانا لِنَقِفَ عِندَ صَليبِهِ حَيثُ اكتِمالِها على ضَوءِ قِيامَتِهِ المـَجيدَة، حَيثُ نَكتَشِف كَيفَ الفَقرَ الرُّوحيّ يُحَرِّرُنا، وَالوَداعَة تُغنينا، والحِزن المـَقرونِ بِالمـَحَبَّة وَالحَقّ يُشَدِّدُنا، وَالجوعَ وَالعَطَشَ إِلى البِرّ يُصبِحانِ مُحَرِّكَ أَعمالِنا، وَالرَّحمَةَ تَملأنا، وَنَقاوَةُ القَلبِ تَجعَلُنا نُشاهِدُ حُضورَ اللهِ فينا، وَإِن اضطُهِدنا مِن أَجلِ اسمِهِ القُدُّوس وَمِن أَجلِ الخَيرِ وَالقَريب. وَهُنا أَيضًا نَكتَشِفُ رِسالَتَنا لِنَكونَ دُعاةَ سَلامٍ في كُلِّ آنٍ لأَنَّنا أَصبَحنا أبناءَ الله. مَعَ يَسوع أَصبَحَت القَداسَة دَعوَتُنا الدائِمَة وَالثابِتَة وَالأَكيدَة، وفيها نَكتَشِفُ فَرَحنا وَابتِهاجَنا الَّذي لا يَستَطيعُ العالَم أن يَنتَزِعَهُ مِنْ قُلوبِنا.
الطُوبى لَنا اليَوم، إِذا صَعِدنا مَعَ يَسوع إِلى جَبَلِهِ حَيثُ نَعتَزِلُ فيهِ في صَمتِ وَسكينَةِ الصّلاة، وَحَيثُ روحُ الرَّبِّ يَكشِفُ مَواهِبَنا وَيُشَدِّدَنا لِنَعمَلَ مَشيئَةَ اللهِ فَنَكونَ ما أَرادَ الرَّبُّ أَن نَكونَ، وَعِندَئِذٍ يَتَمَجَّدُ اسمهُ القُدُّوسَ فينا. آمين.
تابعوا قناتنا
https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg
شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام





