تابعونا على صفحاتنا

مقالات

من إسمه عرّفنا يوحنّا المعمدان أنّ إلهنا حنّانٌ رحيم!

لقد حمل إلينا الإنجيل من صفحاته الأُولى معنى البُشرى السارّة الّتي تُشدّدُنا بالإيمان وتقودُنا لمعرفة قلب الله الحنّان والرّحيم والمـُحبّ وهي تكشفُ لنا رُويدًا رُويدًا وجه الإله المـُتجسّد ربّنا يسوع المـسيح. في الصفحات الأُولى نقرأ بشارة ومولد يوحنّا المعمدان الّذي نحتفلُ بعيده اليوم، والّذي يدعونا لنكون حقًّا حُجّاج رجاءٍ نمضي في مسيرة حياتنا إلى يسوع الوديع والمـُتواضع القلب.
لا يُمكنُنا التكلُّم عن حدث ولادة يوحنّا المـعمدان من دون التوقُّف عند المـعنى العميق لعُقم والدته أليصابات، وتقدُّمهما في السّنّ هي وزوجُها زكريّا الكاهن، وبالطّبع إيمانهما وبرارتهما أمام الله. تُمثّلُ حالة العُقم، اليُبوسة الرُّوحيّة الّتي تجعلُ الإنسان يشعُرُ بالفراغ وباللّامعنى واللّاقيمة لحياته ولوجوده. هي بمثابة الضباب الّذي لا يسمح للعين أن ترى. تقدُّم زكريّا وأليصابات في السنّ يرمُزُ إلى حالة الإنتظار بقُوّة الرّجاء، على الرُّغم من روتينيّة الحياة اليوميّة، وما فيها من تحديات. إيمانُهُما وبرارتهما يُمثّلان الأمانة والإلتزام رُغم اليُبوسة وروتينيّة الحياة، ممّا جعلهُما في حالة ثباتٍ لافتقاد الرّبّ لهُما.
عندما ولدت أليصاباتُ ابنها، ألكُلُّ رأى في هذا الحدث تعظيمًا لرحمة الله. وعندما جاؤوا ليختنوا الصّبيّ، أرادوا أن يُسمّوهُ زكريّا، أجابت أُمُّهُ وقالت: “لا، بل يُسمّى يوحنّا!”، ثُمّ عاد والدُهُ زكريّا الكاهن وطلب لوحًا وكتب: “إسمُهُ يوحنّا!”. من هُنا نفهم أنّ لهذه التّسمية دلالات روحيّة عميقة. أوّلًا الوالدان يُعبّران عن إمتنانهما وشُكرهما للرّبّ على عطيّة الصبيّ. ثانيًا، يشهدان على اختبارهما لرحمة وحنان الله، ويعكُسان أمام جميع الحاضرين وجه الله المـُحبّ. ثالثًا، ومن خلال كتابة زكريّا الكاهن على اللّوح، يُعطي دلالة نبويّة، أنّ كتابة العهد الجديد لن تكون للشّريعة، بل لرحمة الله الّذي ستتجلّى في يسوع المـسيح، وهذا ما عاد وأكّد عليه من خلال نشيد التّسبيح الّذي أنشدهُ ليُبرز فيه هُويّة يوحنّا المـعمدان ودعوته الخاصّة في تمهيد الطّريق أمام رسالة ربّنا يسوع المـسيح.
إنّ واقع الحياة الرُّوحيّة لزكريّا وأليصابات قد يُشبه إلى حدٍّ ما، واقع كُلّ شخصٍ منّا. قد نكونُ في دوّامة اليُبوسة الرُّوحيّة، والحياة الرُّوتينيّة العقيمة، ولكن علينا أيضًا أن نكون مثلهُما بقُوّة الرّجاء أُمناء وواثقين بمواعيد الله. صحيحٌ أنّ الخطر والخوف يلُفُّ الإنسانيّة بأسرها من كُلّ جانبٍ وصوبٍ، ولكن عندما ننظُرُ إلى حدث ولادة يوحنّا المـعمدان، وعندما نتوقّف أمام معنى إسمه: “الله تحنّن” أو “يهوه منح رحمةً”، علينا أن نتشدّد بالإيمان الّذي يجعلُنا نرى نور المـسيح وسط الظُلُمات، ونُدرك أنّنا رُغم كُلّ عُقمٍ وموتٍ، الرّبّ ينظُرُ إلينا، ويُريدُنا أن نختبر وداعة وتواضُع قلبه الّذي يجعلُنا شُهودًا لهُ، فنكتُب على ألواح هذا العالم بكُلّ أشكالها وأنواعها أي في أعمالنا وأقوالنا وعلاقاتنا: اللهُ محبّة، وهو أمينٌ حقًّا، وقد دعانا لميراث ملكوته الأبديّ. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!