يا ربّي شو بعيد منطقي عن منطقك!
فكّرت ببعض شخصيّات الكتاب المقدس وكيف إنت بتختار وأنا كيف بختار…
أنا بختار الأحلى والأفضل والأطيب والأنضف… يعني إذا بدّي لخّص وبكلمة وحدة أنا بختار دائمًا الأقرب من الكمال.
بس إنت شو فاجأتني وشو فاجأني منطقك! دائمًا بتختار لبعيد عن الكمال تتمشي معو ويمشي معك إذا فتح قلبو وقِبِل يستعمل حرّيته بنضج وبوعي تيصير الضّعف قوة وتيتحوّل لبعيد عن الكمال لأقرب ما يكون من الكمال…
اخترت بطرس تيكون الصّخرة وسلّمتو مفاتيح الكنيسة هوّي العصبي والمتردد…
اخترت داوود الزّاني وصيّرتو ملك…
اخترت يونان يلّي كان عم ياكلو الخوف وثقت في وبعتّو يبشّر ويحفّز شعب نينوى تيتوب ويرجعلك…
اخترت بولس المضطهِد يلّي كان عم يرتكب كل جريمة أفظع من التانية بحق ولادك وحوّلته لمضطهَد ولرسول الأمم…
اخترت مريم أختو للعازر يلّي كانت عم تحكي وتتململ إنّو لو كنت هون ما كان خيّا مات وصارت عم تشهد إنّو مَن آمن بك وإن مات فسيحيا…
وما بنسى إختا مرتا يلّي كانت خايفة وقلقانة وإنت شلت هيدا الخوف وحوّلتو لفرح، فرح واثق إنّو ولاد القيامة ما بتتغلّب علين ظلمة القبور والموت ما إلو كلمة بحاتن ولا شوكة الجحيم بتسيطر…
وتوما فوق تِئخيرو بشِك وعلّمتنا من خلالو إنّو الشّك هوّي بداية اليقين وإنّو مثل توما قادرين نصرخ لما بنلمس محبتك “ربّي وإلهي”…
سارة يلّي كانت ملبّكة بحالا ونَصَّبِتْ ذاتا حلّيلة المشاكل وعَطِت هاجر الخادمة لزوجا ابراهيم تيكون منها النّسل يلّي إنت وعدت فيه وعلّمتا درس كبير خلاها تضحك وتجيب اسحق وتقلنا إنّو لمّا الرّب بيوعد هوّي بيوفي بالوقت والأسلوب المناسبين…
موسى يلّي كان يتأتئ ما وقّف حكي حتّى بوجود هارون يلّي بقي مُصِر إنّو هو ما راح يروح بدون حدا يكون عم يحكي عنّو لأنّو ما بيعرف يحكي فرجيتو إنّو إنتَ بتعرفو أكثر ممّا هو بيعرف حالو بيحكي وطليق وقادر يوصّل الرّسالة وتلمس قلوب كل واحد راح يسمعا …
زكّا القصير لمّا عرف إنّو هيدا اللقاء رح يلمس قلبو كنت ناطرو بوسط كل الجموع ومحضّروا جميزة ما بيتخطّا علوّا المتر ونص تتكون وسيلة حتّى يتم اللقاء ويتحوّل زكّا من مُحِب للمال لمُحِب للعطاء ومش حيالّا عطاء أربعة أضعاف وحتّى لو بدو يصير فقير لأنّو اكتشف إنّوا الغنى بالقلب مش بالمال…
وإبراهيم الختيار لي ناطر من سنين طوال خلّيت هيدا الإنتظار وهيدا الصّبر يحولو لبيّ المؤمنين…
لعازر بدمعة منّك قدرت تخلّي يرجع للحياة وفكيتو وحلّيتو من أبشع الإنتقادات والمعايير يلّي أقرب النّاس كانوا حاطينا علاي، إخواتو، لقد أنتن، طلعت ريحتو… إنت كنت واثق إنّو بعد في حياة وهيدي الحياة فجّرتا من قبر مظلم وحوّلتا لشهادة مضيئة بالعالم كلّو…
يا رب اليوم وعّيتني وضوّيتلي على شيء كثير مهم: إنّك ما بتختار المؤهّلين إنت نتأهِّل المختارين… عن جد نيّالي بهيك الله بيعرفني أكتر من حالي وبيبقى الباقي عليي