مقالات

أَشهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهَ الثالوث الواحِد!

موقع Allah Mahabba أَشهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهَ الثالوث الواحِد!.

يُخبِرُنا القدّيس مَتّى في خاتِمَةِ إِنجيلِهِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدَّموا السُجودَ للرَّبّ يَسوع القائِمِ مِنْ بَينِ الأَموات لَحظَةَ صُعودِهِ أَمامَهُم إِلى السَّماءِ. حينَها تَلَقّوا مِنهُ أَمرًا وَدَعوَةً سَتَكونُ رِسالَةَ الكَنيسَة عَلى مَرّ التّاريخِ وَالعُصور. لَقَد دَعاهُم لِيَشهَدوا لَهُ، وَيُبَشّروا بِكُلّ ما عَلَّمَهُم إِيّاه. لَقَد دَعا الكَنيسَة مِنْ خِلالِ الرُّسُل أَن تُعَمِّدَ الأُمَم باسمِ الآبِ والإبن وَالرّوح القُدُس.

إِنطِلاقًا مِن هذا الحَدَث المـُؤَسّس، يُطرَحُ على عُقولِنا مَجموعَةُ أَسئِلَة: أَيُّ سُلطانٍ أُعطِيَ للرّبّ يَسوع، إِلى حَدٍّ لا وَلَنْ يوجَد أَيُّ سُلطانٍ يُوازيه عَلى الأَرضِ وَفي السّماء؟ لِماذا أَرسَلَ يَسوعُ رُسُلَهُ إِلى جَميعِ الأُمَم لِيُتَلمِذوها، وَلِيُعَمِّدوها؟ لِماذا تُجاهِرُ الكَنيسَة بِإِيمانِها أَنَّ اللهَ الحَقيقيّ هوَ إِلَهٌ واحِد في ثَلاثَةِ أَقانيم: آب، إبن وَروحُ قُدُسٍ؟

أَوَّلًا، إِذا كانَ البَعضُ يُشَكِّكُ في صِحَّةِ الأَناجيل كَمَصدَرٍ مَوثوق، إِن من النّاحيَة التاريخيّة أَو مِنَ النّاحية اللّاهوتيَّة. سَيَبقى شَكُّهُم بابًا مَفتوحًا عَلى مِصراعَيه إِذا لَم يَبحَثوا عَن الحَقِّ بِصِدقٍ وَجَدٍّ وَعِلم. حَجَرُ الزّاوِيَة الأَوَّل هوَ أَنَّ شَخص يسوع النّاصريّ قَد وُجِدَ في التّاريخ. ما كُتِبَ عَنْهُ وَبِخاصَّةٍ في الأَناجيل وَكُتُبَ العَهد الجَديد، يَتَكَلَّم عَنْهُ عَلى أَساس وُجودِهِ الفِعليّ وَالمـُمَيَّز عَلى أَنَّهُ ابنُ الله. الحَجَرُ الثَّاني كُلّ ما كُتِبَ عَنْهُ وَعَنْ أَقوالِهِ وَأَفعالِهِ مَقرونٌ بِاختِبارِهِ كَإِلَهٍ حَيّ قائِم مِن بَينِ الأَموات وَيَعمَل في التَّاريخ. الحَجَرُ الثّالِث سيرَةُ حَياة الشّهود العَيان وَهُم الرُّسُل مَع جَماعة الكَنيسَة الأُولى الَّذينَ عَرَفوهُ وَالَّذينَ حَمَلوا رِسالَتَهُ إِلى العالَم، وَالتَّاريخُ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْهُم. شَهادَتُهُم المُثَبَّتَة في الواقعِ التاريخيّ وَالجُغرافيّ وَالإجتِماعيّ تُؤَكِّد حَقيقَة ما صَنَعَهُ لا لَهُم وَحدَهُم فَحَسِب، بَل مِن أَجلِ كُلّ إِنسانٍ عَلى مُستَوى كُلّ التاريخ البَشَريّ. الحَجَرُ الرّابِع وجود الكَنيسة المـُقَدَّسّة اليَوم التَّي تَحفَظ وَديعَةَ الإِيمان وَكَنوزَ الأَسرار المـقَدَّسَة وَعَراقَة التَقليد الحَميد، وَتَعليم وَذَخائِر القدّيسين عَلى مَرّ التّاريخ. هيَ لَم تَنشأ مِن عَبَثِيّة، وَلم تُبنى بِقُوَّة السُلطة وَالمال وَالسّلاح، بَل بِقُوَّة الروح القُدُس.

إِنطِلاقًا مِمَّا صَنَعَهُ الرَّبَّ يَسوع، وَمِن خِلالِ قِيامَتِهِ المـَجيدَة مِن بَينِ الأَموات، بَرهَنَ وَأَكَّدَ عَلى أَنَّهُ اللهُ الأُقنوم الثّاني، وَبالتَّالي أَصبَحَ سُلطانَهُ إِلهيّ في الأَرضِ كَما في السَّماء. لَيسَ هُناكَ مِن سُلطانٍ كَامِل وَمُطلَق وَنِهائيّ إِلَّا للهِ وَحدَهُ. إِعلانُ يَسوع لِرُسُلِهِ أَنَّ لَدَيهِ كامِل السُلطانٍ في السّماءِ وَعلى الأَرض هوَ تَأكيدٌ عَلى أَنَّهُ افتَتَح مـَلكوت الله المـَوعود.

لا تَجوزُ العبادَةُ إِلَّا للهِ وَحدَهُ، وَالبِشارَةُ تَقومُ عَلى مَعرِفَة اللهِ الحَقّ وَعِبادَتِهِ بِمَخافَةٍ وَتَقوى. مَع إِعلان سُلطان يَسوع الإِلَهيّ وَالمـُطلَق على الأَرضِ وَالسَّماء كَرَبٍّ وَمُخَلِّص وَفادي، أَصبَحَت رِسالَة الرُّسُل أَن يَشهَدوا لَدى جَميعِ الأُمَم لِكَي تَعرِفَ الإِلَهَ الواحِد الحَقَّ وَتَتوبَ إِلَيه. لَقَد دَعا يَسوع الرُّسُلَ لِيُتَلمِذوا الأُمَم، مِن خِلالِ الإِنجيل. لَقَد قامَت هَذِهِ التَّلمَذَة عَلى عَيشِ القِيَم وَالفَضائِل المـَسيحيّة، لِتَعودَ وَتُصبِح مَبادِئ عَقائِديَّة مُؤَسَّسَة على الإِختِبار. هذا ما جَعَلَ العالَم يَتَمَخَّض مَع نَشأة الكَنيسَة الأُولى بِقُوَّة الرُّوحِ القُدُس وبإسمِ يَسوع المـَسيحِ القائِم مِن بَينِ الأَموات. التَّلمَذَة الَّتي دَعا إِلَيها يَسوع تَقومُ عَلى المـَحَبَّة وَعَلى مُخاطَبَة حُرّيّة وَكَرامَة كُلّ إِنسانٍ إِلى أَيِّ أُمَّةٍ وَشَعبٍ انتَمى.

لَقَد أَصبَحَ سُلطانُ الرَّبَّ يَسوع كَإِلَهٍ حَيّ وَحَقّ، هوَ العُنصُر الأَوَّل لِتَأَسيسِ الكَنيسَة، وَلِصِحَّةِ كَشفِهِ الإِلَهيّ على أَنَّ اللهَ الواحِد هوَ آبٌ وابنٌ وَروحُ قُدسٍ. سُلطانُ الرَّبَّ يَسوع الَّذي عَرَفناهُ بِقِيامَتِهِ مِن بَينِ الأَموات أَنَّهُ يَسمو كَثيرًا عَلى طَبيعَتِنا البَشَرِيَّة وَيُجيبُ عَلى مَعنى وَغايَة وجودِها بِما صَنَعَهُ مِن أَجلِنا، أَصبَحَ هوَ الَّذي يُعلِنْ بِالصّدقِ وَالحَقّ جَوهَر الله لِلبَشَرِيَّة. إِنطِلاقًا مِنْ هُنا، أَصبَحَت الكَنيسَة بَعدَ اختِبارِها لِلقائِمِ مِن بَينِ الأَموات، مُؤتَمَنَة عَلى الشَّهادَة للهِ الحَيّ وَالحَقّ بَينَ جميعِ الأُمَم، حَتَّى الإِستِشهاد.

“الشّاهِدُ الأَمينُ الصادِق” بِتَجَسُّدِهِ وَمَوتِهِ وَقِيامَتِهِ هوَ الرّبَّ يَسوع نَفسَهُ، الَّذي قالَ: “أَنا الطّريق وَالحَقّ وَالحَياة، مَن رَآني رأى الآب”. هوَ كَشَفَ لَنا أَنَّ لا إِلَهَ إِلَّا اللهَ الثالوث الواحِد: الآب والإِبنَ وَالرّوحَ القُدُس. مَعرِفَتُنا الإِيمانِيَّة لا تَقومُ عَلى مَنطِقٍ وَعِلمٍ، بَل على اختِبارٍ وَعَلاقَةٍ حَيّة وَحَقيقيّة مَع الرَّبَّ يَسوع المـَسيح الَّذي بِروحِهِ يُحيينا، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!