مقالات

أَمانَةُ العامِل هي في غيابِ المـُعَلِّم!

الى من نذهب

موقع Allah Mahabba أَمانَةُ العامِل هي في غيابِ المـُعَلِّم!

      على عادَةِ الرَّابِيّين في إِسرائيل يُقَدِّمُ لَنا يَسوع مَثَلَ الوَزَنات، وَكَعادَتِهِ أَيضاً يُكَلِّمُنا دائِماً عَنْ مَلَكوتِ الله. يُذَكِّرُنا أَنَّهُ الطَّلَبُ الثَّاني في الصَّلاةِ الأَبانا، بَعدَ الطَّلَبِ الأَوَّل وَهوَ مَشيئَةُ الله. إِنَّ استِخدام الصُّوَر في الأَمثال الإِنجيليَّة، دائِماً غايَتُها حَثّ السَّامِع على التَّفكيرِ وَالتَّأَمُّل لِأَخذِ العِبَر. فَمِنْ خِلالِ مَثَل الوَزَناتِ يَضَع يَسوع أَمامَ خَيارَينِ في الحَياةِ، يُختَصَرانِ بِمَوقِفَين: الجَهدُ وَالكَسَل. في الوَقتِ عَينِهِ يَتَكَلَّم عَنْ ثَلاثَةِ أَشخاصٍ ائتَمَنَهُم سَيِّدِهِم عَلى مُمتَلَكاتِهِ، مُوَزِّعاً عَلَيهِم خَيراتَهُ وَفقاً لِطاقَةِ كُلٍّ مِنْهُم. إِنطِلاقاً مِنْ هُنا نَكتَشِف أَمرَين: خَيارُنا إِن اتَّخَذَ مَنحى الجَهدِ أَو الكَسَل، فهوَ مَربوطٌ بِطاقَتِنا. المَطلوبُ مِنَّا لا يَفوقُ طاقَتَنا أَبَداً، بَل نَستَطيعُ القِيامَ بِهِ، وَبِالتَّالي أَصبَحنا مَسؤولينَ عَنْهُ.

       ميزَةُ مَلَكوتُ اللهِ الَّذي يَدعونا يَسوع لِنَسعى إِلَيهِ، صَحيحٌ أَنَّهُ يَعني بِشَكلِهِ النِّهائيّ الحَياةَ الأَبَدِيَّة، وَلَكِنَّهُ يَبدَأُ مِنْ مَسيرَةِ إِستِثمارِنا لِمَواهِبِ الرُّوحِ القُدُسِ في حَياتِنا؛ إِنَّها الوَزَناتُ الَّتي أُعطِيَت لَنا على قَدرِ طاقَتِنا. مَيزَةُ مَلَكوتِ اللهِ أَيضاً أَنَّهُ في الحَياةِ الزَّمَنِيَّة، وفقاً لِمَثَلِ الوَزَناتِ فَهوَ يَحجُب حُضورَ اللهِ المُباشَر “وَكَأَنَّهُ في سَفَر”، وَلَكِنَّهُ في الوَقتِ نَفسِهِ حاضِرٌ مِنْ خِلالِ عَطاياه، الَّتي نَراها في الخَليقَة، وَالطّبيعَة، في الكِتابِ المُقَدَّس وَالإِنجيل، وأَسرارُ الكَنيسَة وَتَعليمِها المُقَدَّس، ومَواهِبَ الرُّوحِ الّتي أُعطِيَت لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا.

     إِنطِلاقاً مِمَّا أُعطِيَ لَنا نَستَطيعُ بُلوغَ مَلَكوتِ اللهِ. وَما أُعطِيَ لَنا يَجعَلُنا نَكتَشِف أَنّنا مَحبوبينَ مِنَ اللهِ، وَنَكتَشِف أَيضاً دَعوَتَنا الخاصَّة وَدَورَنا المـُمَيَّز في تَحقيقِ المَلَكوت، بِالإِضافَة إِلى هذا، يُرَتِّبُ عَلَينا أَمانَةً وَمَسؤولِيَّة كَبيرَة، وَذَلِكَ لِسَبَبٍ وَاحِد هوَ أَنَّ عَلى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا أَن يَعكُسَ وَجهَ اللهِ مِن خِلالِ ما أُعطِيَ لَه. حُضورُ اللهِ لَيسَ مَلموساً وَلا مَنظوراً، وَلَكِن باستِطاعَتِهِ أَن يَتَجَسَّدَ مِنْ جَديدٍ بِطَريقَةٍ واحِدَة، هيَ عِندَما نُفَعِّل إِيمانَنا وَرجاءَنا بِهِ، وَمَحَبَّتِهِ لَنا، فتَظهَرَ وَزَناتُهُ مِن خِلالِ أَعمالِنا.

      غِيابُ الرَّبّ المـُؤَقَّت، يَعني الزَّمَن الحاضِر أَي حَياتُنا الزَّمَنِيَّة، وَفيها عَلَيها أَن نَعيشَ الأَمانَة للهِ بِإِيمانٍ ثابِتٍ مُستَثمِرينَ كُلَّ شَيءٍ تَرَكَهُ لنا، حَتَّى متَى جاءَ رَدَدنا لَهُ كُلَّ شَيءٍ بِامتِنانٍ وَفَرَحٍ وَمَحَبَّة.

      فَلنَطلُب مِن يَسوع، أَن يَفتَحَ عُيونَنا عَلى ما أَعطانا مِنْ مواهِبَ وَنِعَمٍ، وَليَكُن شُكرُنا لَهُ عَلَيها مِنْ خِلالِ أَمانَتِنا وَعَمَلِنا الدَّؤوب مَحَبَّةً بِهِ. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!