مقالات

لَيسَت الصّفات تُحَدِّد مَن تَكون!

موقع Allah Mahabba لَيسَت الصّفات تُحَدِّد مَن تَكون!

       مِمَّا يُلفِتُ الإِنتِباه، أَنَّهُ غالِباً عِندَما نَلتَقي شَخصاً لِأَوَّلِ مَرَّةٍ يَتِمُّ التَّعرف علَيهِ إِنطِلاقاً مِنْ مَكانَتِهِ وَدَورِهِ في المـُجتَمَع. هُنا نَكتَشِف أَنَّ المـُجتَمَع يُعطي مَكانَةً كَبيرَةً للصِّفَةَ أَكثَرَ مِنَ الإِسم. مَثَلاً: الشَّخص الفُلاني هوَ مُهَندِس، أو رَجُل أَعمال، أَو طَبيب، أَو مُدير… أُو أُستاذ،… أَو أُسقُف أَو كاهِن… . كُلّ هَذِه الصِّفات تَبني التَراتُبِيَّة في قَلبِ المـُجتَمَع. هيَ جَيِّدَة مِنْ حَيثُ أَنَّ لَكُلِّ شَخصٍ دَورَهُ في المـُجتَمَع، وَلَكِن المـُؤسِف أَنَّهُ بِكَثيرٍ مِنَ المَرَّات يُصبِحُ كُلّ واحِدٍ مِنّا مُدافِعاً شَرِساً عَنْ صِفَتِهِ، أَكثَر مِن اهتِمامِهِ بِمَنْ هوَ أَمامَ الله، وَأَنَّ كُلَّ إِنسانٍ هوَ أَخٌ لَهُ بِالإِنسانِيَّةِ وَفي يَسوع المـَسيح.

       عُرِفَ الرَّبَّ يَسوع بِثَورَتِهِ المـُصلِحَة في المـُجتَمَع، إِنطِلاقًا مِنْ تَعليمِهِ وَمَواقِفِه الحازِمة. عُرِفَ عَنْهُ أَنَّهُ لا يُحابي ظاهِرَ النَّاسِ أَبَداً، بَل يُعَلِّمُ النَّاسَ الحَقّ، لِأَنَّهُ أَرادَ تَحريرِنا مِنْ كُلّ القُيود الّتي تُقَيِّدُنا، بِما فيها سَلاسِلُ الصِّفات. مِنْ خِلالِ تَوجيهِهِ لِلرُّسُل لِئَلَّا يَتَمَثَّلوا بالكَتَبة وَالفَرّيسيّين، يَتَوَجَّه إِلَينا أَيضاً، لِئَلَّا نَسجُن أَنفُسَنا بِتَسِمياتٍ وَصِفاتٍ نُريدُها لِأَنفُسَنا، أَو يُلقيها عَلَينا الآخَرون. لَيسَت الصِّفات هيَ الَّتي تَصنَعُنا، بَلْ أَعمالُنا الصّالِحَة هيَ الَّتي تَشهَدُ عَلى قَدَرِ إِكتِشافِنا لِكَرامَتِنا الحَقيقيَّة كَأَبناءٍ لله.

       قيمَةُ الإِنسان الحَقيقيَّة، هوَ أَنَّهُ على صورَةِ اللهِ كَمِثالِهِ. نَحنُ في يَسوعَ المـَسيح أَبناءٌ لله. في كُلِّ مَرَّةٍ نَسعى وَراءَ كَرامَةٍ مُزَيَّفَةٍ انطِلاقاً مِنْ دِفاعِنا عَنْ صِفاتٍ تَضَعُنا في تَراتُبِيّاتِ المـُجتَمَع، نَكونُ خارِجَ مَعرِفَتِنا لِهُوِيَّتِنا الحَقيقيَّة. لَقَد أَرادَ الكَتَبَة وَالفَرّيسيُّون مِنْ مَقاماتِهِم المـَنصِب الإِجتِماعيّ، بِهَدَفِ الوَجاهَة، وَلَكِنَّهُم تَغافَلوا عَنْ دَعوَتِهِم الحَقيقيّة وَهيَ عَيش الوَصايا، وَالشَّهادَة الصَّالِحَة. كُلُّنا مُعَرَّضونَ لِهَذِهِ التَّجرُبَة، وَلَكِنْ إِنْ اتَّخَذنا مِنْ يَسوع رَبّاً وَمُعَلِّماً، وَتَبِعنا إِرشادَهُ لَنا، نَكونُ عِندَئِذٍ أَحرارًا مِنْ تَسمِياتٍ وَصِفاتٍ تَسجُنُنا. يَكفينا أَن نَكونَ أَبناءً لله. يَكفينا أَن نَكونَ لِجَميعِ النَّاسِ إِخوَة. لِأَنَّ الَّذي يُعطينا المِلء لَيسَتَ الكَلِمات وَالصِّفات، بَلْ روحُ اللهِ السَّاكِنِ فينا، وَمَحَبَّةُ الآبِ لَنا بِيَسوعَ المـَسيحِ ربَّنا.

       فَلنَطلُب مِن يَسوع أَن يُعطينا الشَّجاعَةَ اللَّازِمَة لِكَي لا نُساوِمَ عَلى عَيشِنا كَأَبناءٍ لله، باحِثينَ عَنْ مَواقِعَ إِجتِماعِيَّة، حُبّاً بِمُجَرَّدِ صِفاتٍ زائِفَة. آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!