الإنجيل اليومي

سبت إحياء إلعازر

موقع Allah Mahabba  سبت إحياء إلعازر

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 2: 17 – 20. 3: 1 – 5

يا إخوَتِي، مَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم.

لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَٱثْنَتَيْن، ولكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان.

فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟

بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا.

لِذلِكَ، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا،

وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم،

فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ.

ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون.

لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ ٱلٱنْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ المُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً.

إنجيل القدّيس يوحنّا 11: 55 – 57. 12: 1 – 11

كَانَ فِصْحُ اليَهُودِ قَريبًا، فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ القُرَى إِلى أُورَشَلِيمَ قَبْلَ الفِصْحِ لِيَتَطَهَّرُوا.

وكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع، ويَقُولُونَ فيمَا بَيْنَهُم، وهُم قِيَامٌ في الهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّون؟ أَلا يَأْتِي إِلى العِيد؟».

وكَانَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا هذَا الأَمْر: عَلى كُلِّ مَنْ يَعْلَمُ أَيْنَ هُوَ يَسُوعُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْهُ، لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.

قَبْلَ الفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّام، جَاءَ يَسُوعُ إِلى بَيْتَ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لَعَازَرُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَأَعَدُّوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاء، وكَانَتْ مَرْتَا تَخْدُم، وكَانَ لَعَازَرُ أَحَدَ المُتَّكِئِينَ مَعَهُ.

وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب.

قَالَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ:

«لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار، ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟».

قَالَ هذَا، لا ٱهْتِمَامًا مِنْهُ بِٱلفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه.

فَقَالَ يَسُوع: «دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ إِلى يَوْمِ دَفْنِي!

أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم».

وعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ أَنَّ يَسُوعَ هُنَاك، فَجَاؤُوا، لا مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ وَحْدَهُ، بَلْ لِيَرَوا أَيْضًا لَعَازَرَ الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات.

فَعَزَمَ الأَحْبَارُ على قَتْلِ لَعَازَرَ أَيْضًا،

لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ اليَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ ويُؤْمِنُونَ بِيَسُوع.

التأمل

”…لِيَروا أَيضاً لعازَر الَّذي أَقامَهُ مِن بَين الأَموات

لَم يُسمَع على الإِطلاقِ بِقِيامَةِ شَخصٍ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الرَّابِعِ بَعدَ مَماتِهِ، أَي في الوَقتِ الَّذي بَدَأ الجَسَدُ فيهِ يَتَحَلَّل وَيَفسُدُ وَيَنتَن، سِوى قِيامَة لَعازَر على يَدِ الرَّبّ يَسوع. لَقَد شَكَّلَت هَذِهِ الآيَة السَّابِعَة بِحَسَبِ القسم الأَوَّل مِن إِنجيلِ يوحَنَّا، خَتماً قَوِيّاً أَشارَ إِلى هُوِيَّةِ يَسوع كَإِبنٍ لله، وَعَلى أَنَّهُ المـَسيحُ المـُنتَظَر. شَكَّلَت هَذِهِ الآيَة صَدمَةً إِيمانِيَّةً قَوِيَّةً لَدى اليَهود، إِذ بَيَّنَت لَهُم أَنَّهُ ما مِن شَيءٍ مُستَحيلٍ عِندَ الرَّبّ، فَهوَ سَيِّدُ الحَياةِ وَمُعطيها، هوَ نَفسُهُ الَّذي شَقَّ بَحرَ المـَوتِ لِيُنقِذَهُم، ها هوَ هُنا بِشَخصِ يَسوعَ النَّاصِري يُعطي عَلامَةَ القِيامَة بِإِخراجِ لَعازَر في اليَومِ الرَّابِعِ مِنَ القَبرِ حَيّاً بَعدَ دَفنِهِ. لَقَد شَكَّلَت آيَةُ قِيامَةِ لَعازَر مِن بَينِ الأَموات تَوازِياً مَعَ تَجَلّي الرَّبَّ يَسوع على جَبَلِ طابور، فَمِنهُما نَتَلقَّى أَنوارَ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتي سَتَسطَعُ أَضواءَها عَلَينا مَع قِيامَةِ يَسوع مِنِ بَينِ الأَموات، كَرَبٍّ وَمُخَلِّص. غايَةُ هَذِهِ الآيَة، تُبَيِّنُ لَنا أَنَّ الرَّبَّ يَسوع، عَمَلَ المـُستَحيل مَعَ شَعبِهِ لِيَدعُوَهُم إِلى الخلاص، فَأَبَوا وَرَفَضوا.

يَا بُنَيَّ، في أَغلَبِ الأَحيان يُكَرَّمُ المـَرءُ على أَعمالِهِ، وَالعَلامَةُ على أَثَرِ إِقامَتي للعازَر مِن بَينِ الأَموات، أُعِدَّ لي مَأدُبَةً عَظيمَةً في بَيتِ أَحِبّائي وَأَصدِقائي، وَكانَت بِمَثابَةِ نِقطَة تَحَوُّلٍ مِنَ الحُزنِ إِلى الطَّرَب، وَفيها وَلِلأَسَفِ الشَّديد، حُسِمَ أَمرُ قتَلي، فَبادَلوني على الخَيرِ شَرّاً، وَما أَرادوا التَّخَلُّصَ مِن آخِرِ عَدُّوٍ لِطَبيعَتِهِم البَشَرِيَّةِ وَهوَ المـَوت، بَل أَرادوا موتي، لقَدَ رَفَضوا دَواءَ الإِيمانَ بي لِكَي يَخلُصوا فَيَعرِفوا مَحَبَّتي وَرَحمَتي. إِذا تَمَوضَعتَ في التَّأَمُّلِ مُشاهِداً ذَلِكَ الحَدَث، سَتَرى كَم كانَ الفَرَحُ عارِماً وَعَظيمًا عِندَ لَعازَر وَأُختَيهِ وَالتَّلاميذِ وَالأَصدِقاء، وَسَتَرى أَيضاً قَساوَةَ القُلوبِ الَّتي أَبَت أَن تُؤمِن بِما رَأت، لا بَل أَصَرَّت عَلى افتِعالِ الشَّرّ. سَتَرى ما يَجري في قَلبِ يَهوذا الإِسخَريوطيّ مِن غَيرَةٍ وَحَسَدٍ، فَفي هَذِهِ اللَّوحَة تُختَصَرُ مَشهَدِيَّةُ الواقِعُ الَّذي تَعيشُهُ وَتَختَبِرُهُ، وَهُنا تَتَذَوَّقُ العذوبَةَ وَالمـَرارَة مَعاً. إِنَّ التَّوَقُّفَ عِندَ ما أُضمِرَ لي مِنَ الشَّرّ، يُخفِت بَعضاً مِنَ الشَّيءِ، أَنوارَ الحَدَثِ الَّذي يُشيرُ إِلى عَظَمَةِ مَحَبَّتي الَّتي لا يَستَطيعُ المـَوتَ النَّيلَ مِنها أَبَدًا. مِن هُنا عِندَما تَسمَعُ بَخَبرِ خَيرٍ حَدَثٍ، لا تُسرِعِ إِلى سوءِ الظَّنّ، بَل تَأَمَّل وَمَيِّز عَمَلَ روحي القُدُّوسِ فيه.

مَعَ آيَة قِيامَةِ لعازَر مِن بَينِ الأَموات يَختُمُ الإِنجيليّ يوحَنَّا قِسمَ الآياتِ، مُشيراً إِلى الذُّروَة وَهيَ السُّلطان المـُعطى للإِبن الوَحيد، فهوَ سَيِّدُ الحَياةِ وَمُعطيها. يَسبِق الآيَة السَّابِعَة تَرَيُّثَ يَسوع وَفي الآنِ مَعاً يُبدي مَوقِفَهُ في إِحداثِها بِهَدفِ الإِيمانِ بِهِ، وَلَكِن عَلى طولِ رِسالَةِ الرَّبَّ يَسوع، نُلاحِظ تَنَوُّعَ وَاختِلافِ النَّاسِ بِمَواقِفِهِم مِمَّا كانَ يَصنَع مِن خَيرٍ وَرَحمَة، وَيَبقى القاسِم المـُشتَرَك فيما بَينَهُم، هوَ أَنَّهُم كانوا يَمضونَ إِلى يَسوع لِيَروا ماذا يَصنَع. أَن نَرى وَلا نُبصِر، هذا مُفادُهُ أَنَّنا لا نُؤمِن، أَمَّا أَن نُبصِرَ وَلا نُؤمِن هذا يَعني أَنَّنا نَجحَدُ بِالإِيمانِ بِاختِيارِ الباطِلِ على الحَقّ. لَقَد أَصبَحَ لَعازَر بَعدَ قِيامَتِهِ هوَ مَوضوع النَّظرَة، فَهلَ أَنتَ تُشَكِّلُ جِزءًا يَجتَذِبُ الآخَرينَ إِلى الرَّبّ، أَم لا وَلِماذا؟

رَبّي يَسوع، أَنتَ القِيامَةُ وَالحَياة، فَبِكَ أَعرِفُ نِعمَةَ الخَلاص، إِذ أَفرَح بِما أَحدَثتَهُ مِن أَجلي لِئَلَّا أَقِفَ لا عِندَ أَطلالِ ماضِيَّ باكِيًا وَلا عِندَ هُوَّةِ حاضِري نادِباً، وَلا أَمامَ امتِدادِ مُستَقبَلي خائِفاً، إِنَّما مُمتَنًّا وَشاكِرًا وَراجِيًا. فَكَما أَعطَيتَ الشَّعبَ قِيامَةَ لعازَر عَلامَةً عَلى مَحَبَّتِكَ وَرَحمَتِكَ أَعطِني اليَومَ العلامَة الَّتي تَجتَذِبُني إِلَيكَ لِأَتبَعَكَ آمين. 

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!