الإنجيل اليومي

عيد القدّيسة رفقا المعترفة

موقع Allah Mahabba  عيد القدّيسة رفقا المعترفة

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 1: 1 – 7

يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ رَسُولِ المَسيِحِ يَسُوعَ بِمَشِيئَةِ ٱلله، ومِنْ طِيمُوتَاوُسَ الأَخ، إِلى كَنِيسَةِ ٱللهِ الَّتي في قُورِنْتُس، وإِلى جَمِيعِ القِدِّيسِينَ الَّذِينَ في أَخَائِيَةَ كُلِّهَا:

أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح!

تَبَارَكَ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَرَاحِمِ وإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَة!

هُوَ الَّذي يُعَزِّينَا في كُلِّ ضِيقِنَا، لِنَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُم في كُلِّ ضِيق، بِالتَّعْزِيَةِ الَّتي يُعَزِّينَا ٱللهُ بِهَا.

فَكَمَا تَفِيضُ عَلَيْنَا آلامُ المَسِيح، كَذلِكَ تَفِيضُ أَيْضًا بِالمَسِيحِ تَعْزِيَتُنَا.

إِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم وخَلاصِكُم؛ وإِنْ كُنَّا نَتَعَزَّى فَمِنْ أَجْلِ تَعْزِيَتِكُم، وهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُعِينَكُم عَلى ٱحْتِمَالِ تِلْكَ الآلامِ عَيْنِهَا الَّتي نتَأَلَّمُهَا نَحْنُ.

إِنَّ رَجَاءَنَا وَطِيدٌ مِنْ جِهَتِكُم، لِعِلْمِنَا أَنَّكُم كَمَا تُشَارِكُونَ في الآلام، كَذلِكَ تُشَارِكُونَ أَيْضًا في التَّعْزِيَة.

إنجيل القدّيس لوقا 10: 38 – 42

فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.

وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.

أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».

فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!

إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».

التأمل

”اختارَت النَّصيبَ الأَفضَل، وَلَن يُنتَزَعَ مِنها“

لَطالَما تَمَنَّى لَنا أَهلُنا النَّصيبَ الأَفضَل لِحَياتِنا، وَقَد كَرَّسوا ذَواتَهُم لِهَذِهِ الغايَة، وَنَحنُ بِدَورِنا مَعَ تَشَتُّتِ رَغبَتِنا، نَروحُ نَبحَثُ عَن العَمَلِ الأَفضَل، وَالدَّور الأَجمَل، وَالمـَكان الَّذي يُلائِمُ بِالأَكثَر راحَتَنا الشَّخصيَّة، بالإِضافَةِ إِلى انتِقائِنا لأَصدِقاءٍ يُسالِمون قُلوبَنا. كيفَ لَنا أَن نَختارَ النَّصيبَ الأَفضَل، إِذا لَم يَكُن لَدَينا مَعرِفَةً كامِلَةً، وَإِذا لَم نَكُن قَد التَقَينا بِهِ، حَتَّى نُفَضِّلَهُ وَنوليهِ اهتِماماً على كُلِّ شَيء؟ إِذا قارَنَّا ما بَينَ ما هو زَمَنيّ وَما هوَ أَبَديّ مِن خِلالِ إِيمانِنا المـَسيحيّ نُدرِكُ أَنَّ النَّصيبَ الأَفضَل يَكمُنُ في الأُمورِ الَّتي تَعودُ بِنا إِلى العُلى، وَالإِختِيارُ هُنا يُخاطِبُ حُرِّيَّتَنا المـَعنِيّ الأَوَّل كَعُنصُرٍ يَقبَلُ الخَلاصَ أَم يَرفُضَه، لِأَنَّنا مِن خِلالِ الحُرِّيَّةِ فَقَط نَعرِفُ الفَرَحَ الَّذي يَرجوهُ قَلبُنا، وَيَجوعُ إِلَيه. اختِيارُ النَّصيب الأَفضَل بِالمـَفهومِ المـَسيحيّ، يَحتَلُّ فيهِ صَليبَ الرَّبّ يَسوع المـَكانَة الأُولى وَالأَساسِيَّة، وَهذا ما يَفتَحُ لَنا بابَ السَّيرِ على عَكسِ تَيَّار العالَم وَروحِهِ، لِأَنَّ الرَّجاءَ الَّذي يَمُدُّنا بِالفَرَح يَجعَلُنا نُثابِرُ إِلى النِّهايَة.

يَا بُنَيَّ، الحَياةُ على الأَرضِ قَصيرَةٌ، بِمَثابَةِ فُرصَةٍ لَكِنَّكَ تَجِدُ فيها الكَثيرَ مِنَ الخَياراتِ وَهيَ عِندَ آخِرِ المـَطاف تَصُبُّ عِندَ خَيارَين: الحَياة أَم المـَوت، وَذَلِكَ على مُستَوى البُعدِ الإِسخاتولوجيّ، لِذَلِكَ يُرَتَّبُ عَلَيكَ أَن تَكونَ جَدّيّاً في حَياتِكَ، لا يَعني أَن تَكونَ عابِساً. عَلَيكَ أَن تَكونَ مُجاهِدًا، ولا يَعني أَن تَكونَ خائِفاً وَمُضطَرِباً. وَعَلَيكَ أَيضاً أَن تَكونَ قَنوعًا، لا مُتَذَمِّراً، حَتَّى مَتى حَمِلتَ صَليبَكَ بِحُرِّيَّةِ قَلبٍ تَكونُ عَلامَةَ فَرَحٍ وَتَعزِيَةٍ رُغمَ كُلّ ما يُحيطُكَ مِن مَشاكِلَ وَتَجارِبَ وَصُعوبات، لِكُلّ مَن حَولَكَ. لَيسَ النَّصيبُ الأَفضَل الَّذي أَعدَدتُهُ لَكَ، يُجاري ما في العالَم مِن خَطيئَةٍ، بَل هوَ ما يُصقِلُ نَفسَكَ لِتَتَجَلّى صورَتي فيكَ، فَلِذَلِكَ لا تَظُنَّنَ أَنَّ الأَلَمَ شَيءٌ سَيّءٌ، وَلا المـُعاكَساتِ أَيضاً، فَالسَّيّءُ هوَ الشّرّير الَّذي يَجعَلُ عَينكَ تَقرَأ مِن مِنظارٍ لا رَجاءَ وَلا حَياةَ وَلا فَرَحَ فيه. لِكَي تَعرِفَ نَصيبَكَ الأَفضَل، عَلَيكَ بِمُمارَسَةِ الصَّلاةِ بِرَغبَةِ عاشِقٍ يَبحَثُ عَن وَجهِ اللهِ الحَبيب، وَعِندَها سَتَرى ظِلّي وَوجودي وَطَيفي دائِمَ الحُضورِ في كُلِّ تَفاصيلِ حَياتِكَ اليَومِيّة عِندَها يُصبِحُ اهتِمامُكَ أَن تَكونَ وَتَبقى دائِماً مَعي.

مِن خِلالِ الإِنجيليّ لوقا، نَتَعَرَّفُ على أُختَي لَعازَر صَديقَتَي الرَّبَّ يَسوع مَرتا وَمَريَم، وَنَكتَشِفُ شَخصِيَّتَيهِما المـُتَمايِزَتَينِ، وَمِن خِلالِ عَلاقَتِهِ مَعَهُما، نَتَعَلَّمُ أَهَمِّيَّةَ وَضع الأُمورِ وَالأَفعالِ بِمَكانِهما الصّحيح، رَبطاً بِأَوَّلِيَّتِها على قاعِدَةِ العَلاقَة مَع الله كَأَساسٍ جَوهَريّ، الأُمورُ الرُّوحِيّة تَسبِقُ بِأَهَمِّيَتِها الأُمور الزَّمَنِيَّة، وَالأُمور الزَّمَنِيَّة، إِن لَم تَكُن مُتَّصِلَةً بِالأُمورِ الرُّوحِيَّة كَتَرَجَمَةٍ لِتَجاوُب الإِنسان مَع مَشيئَةِ الله، تَغدو فارِغَةً مِن مَعناها الصَّحيحِ وَالكامِل، لِذَلِكَ نَحنُ مَدعُوُّونَ لأَن يَكونَ خَيارُنا الدَّائِم وَالأَوَّل هوَ المـُكوث مَعَ الرَّبّ، قَبلَ أَن نَسأَل ماذا عَلَيَّ أَن أَفعَل وَبِماذا أُفيدُ وَأَنفَع. أَن تَكونَ حاضِرًا للرَّبّ بِإِصغائِكَ وَانتِباهِكَ وَاهتِمامِكَ تَسمَح لَهُ لِيَكشِفَ مَحَبَّتَهُ الثَّمينَة لَكَ.

رَبّي يَسوع، أَنتَ بِذاتِكَ النَّصيبُ الأَفضَل، بَعدَ أَن جَعَلتَ مِن إِنسانِيَّتِنا نَصيبًا أَفضَل لَكَ، فَيا سَيّدي الحَبيب، أَنا أَحتاجُ لِروحِكَ القُدُّوسِ العَذب، حَتَّى أَعرِفَ النَّصيبَ الَّذي أَرَدتَهُ لي، وَالَّذي وَإِن عاكَسَ مَفاهيمي الَّتي تَشَرَّبتُها مِنَ المـُجتَمَعِ وَالعالَم، سَيَؤول بي بِنَعمَةِ روحِكَ القُدُّوس لِأعرِفَكَ أَكثَر، فَأَدخُلَ في سِرِّ ميراثِكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!