الإنجيل اليومي

الأربعاء الرابع من الصوم الكبير

موقع Allah Mahabba  الأربعاء الرابع من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 14: 1 – 13

يا إخوَتِي، مَنْ كَانَ ضَعِيفًا في الإِيْمَانِ فَٱقْبَلُوه، ولا تُحَاكِمُوهُ عَلى آرَائِهِ.

فَهُنَاكَ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ كُلِّ شَيء، أَمَّا الضَّعِيفُ في الإِيْمَانِ فَيَأْكُلُ البُقُول.

فالَّذي يَأْكُل، عَلَيْهِ أَلاَّ يَحْتَقِرَ مَنْ لا يَأْكُل؛ والَّذي لا يَأْكُل، عَلَيْهِ أَلاَّ يَدِينَ مَنْ يَأْكُل، لأَنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَهُ!

فأَنْتَ مَنْ تَكُون، يَا مَنْ تَدِينُ خَادِمَ غَيْرِكَ؟ فَإِنْ يَثْبُتْ أَوْ يَسْقُطْ فهُوَ لِرَبِّهِ! وَلكِنَّهُ سَيَثْبُتُ لأَنَّ الرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ!

وهُنَاكَ مَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ يَوْمٍ وَيَوْم، وآخَرُ يُسَاوِي بَيْنَ الأَيَّامِ كُلِّهَا: فَلْيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلى يَقِينِهِ في رأْيِهِ الخَاصّ.

فَمَنْ يَهْتَمُّ بِيَوْمٍ مُعَيَّنٍ فَلِلرَّبِّ يَهْتَمّ، ومَنْ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ يَأْكُل، لأَنَّهُ للهِ يَشْكُر؛ ومَنْ لا يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لا يَأْكُل، وللهِ يَشْكُر.

فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَحْيَا لِنَفْسِهِ، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ لِنَفْسِهِ.

فإِنْ نَحْيَ فَلِلرَّبِّ نَحْيَا، وإِنْ نَمُتْ فَلِلرَّبِّ نَمُوت. إِذًا فَإِنْ نَحْيَ وَإِنْ نَمُتْ فَنَحْنُ لِلرَّبّ.

فَلِذلِكَ مَاتَ المَسِيحُ وعَادَ حَيًّا، لِيَكوُنَ رَبَّ الأَحْيَاءِ والأَمْوَات.

أَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاك؟ وأَنْتَ، لَمَاذَا تَحْتَقِرُ أَخَاك؟ فَجَمِيعُنَا سَنَقِفُ أَمَامَ مِنْبَرِ الله!

لأَنَّهُ مَكْتُوب: «حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ الرَّبّ، لي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَة، وللهِ يَعْتَرِفُ كُلُّ لِسَان!».

إِذًا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُؤَدِّي للهِ حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ!

فَلْنَكُفَّ عَنِ الحُكْمِ بَعْضُنَا عَلى بَعْض، بَلْ بِالأَحْرَى ٱحْكُمُوا بِأَنْ لا تَجْعَلُوا لأَخِيكُم عَثْرَةً أَوْ شَكًّا.

إنجيل القدّيس لوقا 7: 1 – 10

بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ يَسوعُ كَلامَهُ كُلَّهُ عَلى مَسَامِعِ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرنَاحُوم.

وكَانَ لِقائِدِ مِئَةٍ خَادِمٌ بِهِ سُوء، وقَدْ أَشْرَفَ عَلى المَوت، وكَانَ عَزيزًا عَلَيه.

وَسَمِعَ بِيَسوعَ فَأَرْسَلَ إِلَيهِ بَعْضَ شَيُوخِ اليَهُود، يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ويُنقِذَ خَادِمَهُ.

فَأَقْبَلُوا إِلى يَسُوع، وأَلَحُّوا يَتَوسَّلُونَ إِلَيهِ قَائِلين: «إنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ تَصْنَعَ لَهُ هذَا،

لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتنَا، وَقَد بَنَى لَنَا المَجْمَع».

فَمَضَى يَسُوعُ مَعَهُم. ومَا إنْ صَارَ غَيرَ بَعِيدٍ عَنِ البَيْت، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيهِ قَائِدُ المِئَةِ بَعْضَ أَصْدقَائِهِ، يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي.

لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي.

فَإنِّي أَنا أَيْضًا رَجُلٌ خَاضِعٌ لِسُلْطان، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتي، فَأَقولُ لِهذَا: ٱذْهَب! فَيَذْهَبْ، وَلآخَرَ: ٱئْتِ! فَيَأْتي، وَلِخَادِمِي: ٱفْعَلْ هذَا! فَيَفْعَل».

وَلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ أُعْجِبَ بِه، وٱلتَفَتَ إِلى الجَمْعِ الَّذي يَتْبَعُهُ فَقاَل: «أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل».

وَعَاد المُرْسَلُونَ إِلى البَيْت، فَوَجَدُوا الخَادِمَ مُعَافَى.

التأمّل

”لَم أَجِد مِثلَ هذا الإِيمان حَتَّى في إِسرائيل“

نَكتَشِفُ مِن خِلالِ الأَناجيل وَجَهَ يَسوع الباحِثِ عَن الإِيمانِ في قُلوبِ مَن يَلتَقيهِم، فَحَيثُ يَجِدهُ يُثَبِّتهُ بِفَرَحٍ، وَحَيثُ لا يَجِدهُ نَراهُ يَهتَزُّ حُزناً، كَما وَنَراهُ يُقَدِّمُ نَماذِجَ عَن الإِيمان إِن مِن خِلالِ الكتابِ المـُقَدَّس، أَو مِن خِلالِ مَن كانَ يَلتَقيهِم. إِنطِلاقاً مِن هُنا، نَسأَل ماذا يَعني وَيَتَطَلَّبُ الإِيمانَ الَّذي يَبحَثُ عَنهُ الرَّبّ؟ هَل هوَ إِعتِرافٌ بِأُلوهِيَّتِهِ، أَم بِقُدرَةِ اللهِ الفائِقَة، أَم ماذا؟! تُقَدِّمُ لَنا الأَناجيل الإِيمان على أَساسِ اعتِرافٍ أَنَّ يَسوعَ النَّاصِريّ هوَ نَفسُهُ ابنُ اللهِ الحَيّ، وهذا الكَشف ما هوَ سِوى إِصغاءٌ لِروحِ الرَّبّ، كَما قالَ يَسوع لِسِمعانَ بُطرُس: “لَيسَ اللَّحمُ وَالدَّمُ، كَشَفا لَكَ ذَلِكَ، بَل أَبي السَّماويّ”. يَدفَعُنا هذا الأَمر لِنَنظُرَ إِلى الإِيمان على أَساسِ نِعمَةٍ مُعطاةٍ مِنَ اللهِ لَنا، فَعَلَينا أَن نَسمَحَ لأَنفُسِنا اكتِشافِها فينا، وَتَنمِيَتِها مِن خِلالِ الدُّخولِ في حَياةِ روحِيَّةٍ يَقودُها الرُّوحُ القُدُس، بَدؤها إِصغاءٌ، يَليها مُناجاةُ صَلاةٍ، وَخاتِمَتُها ثَباتٌ في مَحَبَّةِ اللهِ تُعرَفُ بِالأَعمالِ الصَّالِحَة، فَتَتَوَطَّدُ العَلاقَةُ بَينَ الإِنسانِ وَالله.

يَا بُنَيَّ، عِندَما يَنمو الحُبُّ فيكَ، يَنمو الإِيمانُ مَعَهُ، فَإِن أَحبَبتَ أَحَدًا وَثِقتَ بِهِ، وَالإِيمانُ ثِقَةٌ لَها سِمَةَ اليَقينِ، تُؤَكِّدُ عَلى أَنَّ مَصدَرَها الحَقّ الَّذي هوَ أَنا، لا تَبَدُّلَ وَلا تَغَيُّرَ فيه. لَقَد آمَنَ قائِدُ المـِئَة بِقُدرَتي، لا على أَساسِ مَعرِفَةٍ مُسبَقَةٍ بي، وَإِن سَمِعَ شَيئًا عَنّي، فَهوَ لِشِدَّةِ مَحَبَّتِهِ لِخادِمِهِ وَلِأَنَّهُ عَرَفَ التَّواضُعَ في المـَحَبَّة، انطِلاقًا مِن عَلاقَتِهِ الودّيَّةِ مَعَ كُلِّ جُنودِهِ، أَدرَكَ أَنَّ قُدرَتي كَخَالِقٍ لا تَعني أَبَداً عَدَمَ شُعوري بِالخَلائِقِ وَبِخاصَّةٍ بِالإِنسان، فَآمَن أَنِّي “أَنا هوَ الَّذي هوَ” قَد تَجَسَّدتُ لِأَفتَقِدَ وَأَفتَدِيَ الإِنسان، لِأَنَّهُ كما عَرَفَ قائِدُ المائَة مِن خِلالِ مَوقِعِهِ وَعَلاقَتِهِ بِجُنودِهِ وَأَمانَتِهِ لَهُم، مَكَّنَتهُ مِن تَلَمُّسِ مَحَبَّتي لِلإِنسان وَمِن أَمانَتي لِعَهدي بِحَيثُ لا أَرضَ المـَوتَ وَلا الهَلاكَ، بَل الحَياةَ وَالخَلاص. على ضَوءِ ما عُرِضَ عَلَيكَ يُستَحسَنُ بِكَ أَن تُفَكِّر بِخِبرَةِ حَياتِكَ أَيُّ صورَةٍ كَوَّنَت لَدَيكَ عَنِّي، وَهَل ساهَمَت في نُمُوِّ إِيمانِكَ بي أَم لا؟ حَقّاً إِنَّني لَم أَرى في إِسرائيل مِثلَ إِيمان ذاكَ القائِدِ الَّذي جَعَلَ جِناحَ العَقلِ تَوأَماً لَهُ، لِيُحَلِّقَ بِأَشواقِهِ إِلَيَّ، في حينٍ كُثُرٍ مِنَ اليَهودِ تَغَطرَسوا في تَقَوِيَّاتٍ وَعِباداتٍ شَكلِيَّةٍ لَم تُساهِم في نُمُوِّ إِيمانِهِم، وَلَم يُحرّروا عقولَهُم أَبداً

يُوَصِّف الإِنجيليّ مَوقِع قائِدُ المـِئَة الإِجتِماعيّ، على مُستَوَيَين العَسكَريّ كَضابِطٍ رومانيّ، وَكمُتَدَيِّنٍ يُؤمِنُ بِإِلَهِ إِسرائيل، وَعَلَيهِما تُضافُ شَهادَتَين: الأُولى تَعني خِدمَتَهُ لِليَهودِ مِن حَيثُ أَنَّهُ بَنى المـَجمَع لَهُم، وَالثَّانِيَة تَعني مَحَبَّتَهُ الكَبيرَة لِخادِمِهِ. صَحيحٌ أَنَّهُ لَيسَ بِيَهوديٍّ أَصيل، وَقَد تَشَرَّبَ العاداتِ الوَثَنيَّة، وَرُغمَ ذَلِكَ، فَهوَ آمَنَ بِقُدرَةِ الرَّبَّ يَسوع انطِلاقاً مِن انفِتاحِهِ الإِيجابيّ عَلى نِعمَةِ الله الَّتي تَعُمُّ جَميعَ النَّاسِ مُذ خَلقِهِم. مِن خِلالِ هَذِهِ المـُفارَقات البَيِّنَة، نَتَعَلَّمُ أَنَّ المـَواقِع الإِجتِماعِيَّة لا تُجدي نَفعاً وَلَيسَت بِذاتِ أَهَمّيَّةٍ، حَتَّى الإِنتِماءِ الدّينيّ لا يُفيدُ بِشَيءٍ، إِنَّما يَزيدُ مَسؤولِيَّةً على الإِنسان إِذا لَم يَعِش حَياتَهُ بِفِعلِ إِيمانٍ حَيٍّ. هَل تُتَرجِمُ إِيمانَكَ بِأَعمالِ مَحَبَّةٍ تُجاهَ المـُجتَمَع وَالقَريب.

رَبّي يَسوع، مَعَ الرُّسُلِ أَطلُبُ مِنكَ مَزيداً مِنَ الإِيمان، وَقَد جَعَلتَني بِمَديحِكَ لإِيمانِ قائِدِ المِئَة أَغارُ مِنهُ، بَعدَما تَرجَمَهُ أَعمالاً صالِحَة تُجاهَ المـُجتَمَعِ وَالقَريب. أَرجوكَ رَبّي، أَعطِني مِن لَدُنكَ القُوَّةَ المـُؤآزِرَة كَيما أَعيشَ إِيماني بَالعَمَلِ أَكثَرَ مِنَ القَولِ، فَيؤتي ثِمارَ مَحَبَّةٍ وَحَياةٍ وَسَلامٍ ورَجاء. كَم أَنتَ طَيِّبٌ يا رَبُّ لِأَنَّكَ تُريدُنا بِالإِيمانِ أَن نَعرِفَكَ، آمين.

تابعوا قناتنا

https://www.youtube.com/AllahMahabbaorg

شكراً لزيارة موقعنا. ندعوك لمشاركة هذه المقالة مع أصدقائك ومتابعة “الله محبّة” على مواقع التواصل الإجتماعي على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر. نسأل الله أن يضع سلامه في قلبك أينما حللت ومهما فعلت وخاصّة في لحظات الخوف والألم والصعاب. ليباركك الربّ ويحفظك، ليضئ بوجهه عليك ويرحمك وليمنحك السّلام!